doPoem(0)
الامام علي كرم الله وجهه
صَرَمَتْ حبالَكَ بعدَ وصلِـكَ زينـبُ والدهرُفـيـهِ تـصـرُّمٌ وتقـلـبُ |
نشرتْ ذَوائبَها التـي تزهـو بهـا سُـوداً ورأْسُـكَ كالنعامـة أَشيـبُ |
وستنفـرتْ لمَّـا رأتْـكَ وطالـمـا كانتْ تحِـنُّ إلـى لِقـاكَ وترهَـبُ |
وكـذاك وصـل ُ الغانيـات ِ فإنُـهُ آلٌ ببلقـعـةٍ وبــرقٌ خُـلُُــبُُُ |
فدعِ الصِّبـا فلقـدْ عـداك زمانُـهُ وازهدْ فعمرُكَ منـه ولَّـى الأطيـبُ |
ذهبَ الشبابُ فما لـهُ مـن عـودةٍ وأَتى المشيبُ فأينَ منـه ُ المهـربُ |
ضيفٌ ألـمَّ إليـكَ لـم تحفَـلْ بـه فترى لـه أَسفـاً ودمعـاً تَسكُـبُ |
دَعْ عنك ما قد فاتَ في زمنِ الصِّبـا واذكرْ ذنوبَـكَ وابكِهـا يـا مُذنـبُ |
وخـشَ مناقشـةَ الحسـاب فإنَّـه لا بدَّ يُحصى مـا جنيـتَ ويُكتـبُ |
لم ينسَـهُ المَلَكـانِِ حيـنَ نسيتَـهُ بـل ْ اثبتـاهُ وأنـت َ لاهٍ تلـعـبُ |
والـروح ُ فيـك وديعـةٌ أُودِعتهـا سَتُردُّهـا بالرغـمِ منـكَ وتُسلـبُ |
وغرورُ دنياكَ التـي تسعـى لهـا دارٌ حقيقتُـهَـا مـتـاعٌ يـذهـبُ |
والليـلُ فاعـلْ والنهـارُ كلاهمـا أَنفاسُـنـا فيـهـا تُعَدُّوتُحـسـبُ |
وجميـعُ مـا حصَّلْتـهُ وجمعْـتـهُ حقـاً يقينـاً بعـدَ موتِـك ينهـبُ |
تبـاً لـدارٍ لا يــدوم ُ نعيمُـهَـا ومشيدُهـا عمـا قليقـل ٍ يخـربُo |
فأسمع هديـت نصائحـا أولاكهـا بــر لبـيـب عـاقـل مـتـأدب |
صحب الزمـان وأهلـه مستبصـرا ورأى الأمور بمـا تـؤوب وتعقـب |
أهـدى النصيحـة فأتعـظ بمقالـة فهـو التـقـي اللـوذعـي الأدرب |
لا تأمـن الدهـر الصـروف فإنـه لا زال قـدمـا للـرجـال يـهـذب |
وكذلـك الأيـام فــي غدواتـهـا مـرت يـذل لهـا الأعـز الأنجـب |
فعليـك تقـوى الله فألزمهـا تفـز إن التقـي هـو البهـي الأهـيـب |
وأعمل لطاعته تنـل منـه الرضـا إن المطـيـع لـربـه لـمـقـرب |
فأقنع ففي بعـض القناعـة راحـة واليأس مما فـات فهـو المطلـب |
واذا تمعـت كسيـت ثـوب مذلـةٍ فلقد كُسـي ثـوب المذلـه اشعـبُ |