صلوات الوداع
قبل ان يرحل وقف أمامي
تناول جراحى لبرهه
فانسابت على خدي الدموع
والاسى يقتات على بوحي وصمتي
والشمس تكادُ تهوي
وناحت الحمائم واكفهرت السماء
وقال لن أنساك يا صرخة العذاب
وتبسم تارة ً أخرى
ثم غرسني في صدره
وطوقني
وانسابت يده على شعري
ونحيبي قد زلزل صدره
وما زلت ابكيه
حتى اغرقته دمعاً 0
تشبث بي
فهطلت بين أضلُعي قصيدة
وانبثقت من وجداني لحظات ملؤها الدلع
ورحت اراود زهراته الذابلة
أشتم رحيقها الغابر
وإستفززت غزله المدفون
أهزه بكلماتي المنهكة
لعلها تظفر بكلام الحب قبل الرحيل
لكن دون جدوى
فإن عناقه شل أطرافي
وشتت أوصافي وبعثرني في وجدانه
فعمني الصمت وأثقل ناطقي
أزاحني عن صدره لبرهة
واخذ يتأمل وجهي
وكذلك فعلت وسألته!!
أما زلت تنوي الرحيل ؟
فالتزم الصمت ..
وأدركت أن لا مفر
فسارعت أعانقه
وأمرغ خدي في دفء صدره
وقد علا نحيبُي
وكفت أرضي عن الدوران
فلا مكان ولا زمان بعد اليوم
وسعادتي تحتضر في الرمق الأخير
ولا زلت أحترق بين ذراعيه كالشمعة
وتفوح روحي بأريج أنفاسه
وما لبث حتى انتهى
وابتدت خطواته
كما لو كان يدوس قلبي
وشيئاً فشيئاً خطاه تبتعِد
وراح يلوح بكفه الطاهر
وقد طوقته الملائكة
وأحاطه النور
والورد يرتمي في موطئِ قدميه
و الفراشات تتبعه
تطلب أريجه
وجسده الناحل يُغازل الريح
ونور الشمس يتهاوى خشوعاُ لرحيله
وشعري يقطر الندى
فخررت على ركبتيّ
وتلوت صلاتي في خشوع
والملائكة تؤمن دعائي
واجتاحني البرد
وأرعش جسدي
وظالمي يختال بكبرياء
والنساء من حولي يتغنين بإنكساري
يسكُبن جحيماً على روحي
ورغم البرود الذي انتابني
لا زلت أحترق !!
ويهبط الشيطان بجناح الملائكه
تزفهُ ضحكات وغنجُ الصبايا
وتتلقاهُ صدورهن العارية
ألملم بعضي الحزين
من غياهب الألم
وأتمتِمُ بالمعوذات
ولكن دون جدوى
فما زالت سحائب الفجور
تملئ السماء
حتى أردتني طريحاً
وحبيبي بين قرني شيطان يجلِس
يمد يده يناديني
وأنا بالكاد أنهض
ببعض خطوات ٍ مرهقة
أدوس بها عفتي
لأسحق براءتي وغبائي وبلاهتي
وما زال الشيطان يوسوس بفرح
حتى تراءت لي الدنيا كما لو أنها معبدٌ للشياطين .