القلم المداريّ الذي يستغني عن الدواة فيحمل كمية وافرة من الحبر في جوفه...ليس من مخترعات القرن الثامن عشر أو القرن العشرين الحديث .بل يرجع عهده إلى أيام الفاطميين , كما جاء في أحد المخطوطات في مجمع اللغة العربية بكلية الآداب (جامعة القاهرة) .
وكتاب المجالس والمسامرات للقاضي النعمان يُعد من أوثق المصادر التاريخية والأدبية لناحية من حياة المعز لدين الله السياسية والتعليمية .
وقد ورد فيه قول المعز : نريد أن نعمل قلماً يكتب به بلا استمداد من دواة , يكون مداده من داخله , فمتى شاء الإنسان كتب فأمده ,وكتب بذلك ماشاء ....ومتى شاء تركه فارتفع المداد وكان القلم ناشفاً .
فما مرّ بعد ذلك إلا أيام قلائل حتى جاء الصانع الذي أخذ وصف الصنعة فأودعه المداد فكتب به .
فالمعز الفاطمي الذي أنشأ القاهرة هو أول رجل بلغنا أنه فكّر في صنع قلم الحبر على هذا النحو , وأنه نفّذ فكرته , وأخرجها إلى حيّز الوجود .
فمن يعرف منا اختراعاً كان للعرب أسبقية به.. فليذكره ويتحدث عنه , ويزيدنا علماً .