مما فرات واعجبني ..
كان أحد عزاب التاريخ , والذين نذروا فكرهم للفكر والأدب .
وكان شاعرا ً وأديبا ً , وكان مجنون الطريقة على عادة الأدباء الذين تعزبوا طويلا ً , وغرقوا في كل المتع حتى ماعادت ترضيهم طرق البشر الاعتيادية , فمارسوا غواية طرق أخرى .
متزنا ً كان ومنضبط المعيشة , وكانت له قيمه الخاصة , الدقيقة الحساسية .
كان جادا ً في كونه مختلفا وأديبا .
جرب العشق لمرة واحدة مع امرأة ساقها القدر تلميذة لصفه , لكنها كانت من الكبرياء إلى الحد الذي لا يرضيه رجل , فقررت أن تتعزب .
في غفلة من الكون الشرقي مارست وحدتها , وماكانت عائلتها بذلك الحزم البالغ ؛ لتوجهها ناحية طريق عائلي وحيد , ترى أنه مسار الحياة الأصح ... كان لكل فرد في العائلة حريته الشخصية ليكن مايريد .
الحق أنها أرغمت في فترة من الوقت أن تكون زوجة , لكن عقد قرانها لم يستمر طويلا ً , حتى خلعه موت والدها , وتخلي اخوتها عن الوصاية عليها .
ذل نفسه كثيرا ً عند بابها دون أن يعرف لماذا , وصدته بلطف بالغ , ثم بإزدراء مهذب مل إلحاحه ومطالبته .
و كان يردعها عن ممارسة الازدراء العنيف الذي عُرفت به ؛ أنها تؤمن فعلا ً بكونه يحمل رأس أديب لا يتقن من الدنيا سوى مغازلة القلم .
وعندما أقُفل الباب بعنف في وجهه , وأدرك بشناعة _ تهد العزيمة_ أي مستنقع ذل توحل به , ترك التدريس الجامعي وأتجه لصحيفة مغمورة أراد أن يكون رئيس تحريرها .
مرت السنين أربعة وجاءت إليه نصوصها مغلفة في مظروف فاخر .
وتعامل مع المظروف كأي رئيس تحرير , يطلع على النص بقراءة انطباعية سريعة ويحولها لمعاونيه .
عندما خرجت الجريدة من المطبعة , وبدا في تصفح العدد , تنبه لذلك الاسم الذي أوجعه طويلا ً يُخرج له لسانه ! , وبرفقته يد القدر فاردة نفسها على فم المصادفات فتمنعها من الضحك .
قال لنفسه : تبا ً لأدب جاء بك ! .
كان لأول مرة في تاريخه يشتم الأدب وما يأتي به .
تابع مقالاتها وقصصها وخواطرها , وأدرك بغضب أن ذلك الحب عاد ليشتعل من جديد , والجمرة ألتهبت حمراء بتيار الهواء القادم كرة أخرى ! .
وفي طبعة "ما" اخطأ المحرر في رصف جملها إلى جوار بعض , فُنشر النص بغيضا ً .
وكانت من الغضب بحيث اتصلت على رئيس التحرير تستفسره عن خطأ مطبعي بهذا الحجم , فجاء الصوت صوتها .
فتجلد كي لا يكشف الشوق عن سوأة له , قاتل لسترها طويلا ً .
قالت له : يا أستاذ , وبدأت بشرح مشكلتها ...
وعندما أقُفل الخط كتب لها دون إرادة منه : مازلت أحبك .
فكتبت له : حظك سيء يا صاحبي .
وواصلت تكتب وهو ينشر , وفي نص لها جديد تحدثت عن الحب كمطية , وقالت تلمح بخبث على لسان إحدى بطلات قصصها : حدث أن أحبني أحدهم
وحدث أنني أبغضته , ثم فكرت بعد مدة طويلة أن محض العاطفيين خُلقوا في هذا العالم ؛ ليرفعوا من مقام أسيادهم المنطقيين , وهكذا أتخذت العاطفة مطية شهرة .وتسلقت عاطفة أحدهم لأصل لقمة المجد .
أليس الحب نبيل جدا ً وأعمى جدا ً وساذجا ً جدا ً كأصحابه وهو يمارس هذا الكرم , ولأشخاص مثلنا لايؤمنون به ؟ .
تبسم بنبل ونشر نصها , وبعد خمس سنين من النبل المتواصل الصبور ومسايسة القلم والحب , مرض جدا ً وأجلسه الموت على مأدبة الإنتظار ؛ ليلتهمه ببطء بسرطان وُلد من الدماغ .
وجاء طلابه , ورفقاء قلمه لمواساته , وكانت معهم , تؤدي واجبا ً لا معنى له عندها سوى أنه ضرورة منطق يستحب السلوكيات الحسنة والوفاء .
في الساعة الخامسة صبحا ً من اليوم المائة لوجعه : مات .
ورغم مرور سنتين من وفاته فإن حارس المقبرة يقول : إن شاهد قبره ما كف يوما ً عن استقبال ورود حمراء , وامرأة تقرأ الشعر بصوت رخيم , ونشيج يقطع نياط القلب .
كان أحد عزاب التاريخ , والذين نذروا فكرهم للفكر والأدب .
وكان شاعرا ً وأديبا ً , وكان مجنون الطريقة على عادة الأدباء الذين تعزبوا طويلا ً , وغرقوا في كل المتع حتى ماعادت ترضيهم طرق البشر الاعتيادية , فمارسوا غواية طرق أخرى .
متزنا ً كان ومنضبط المعيشة , وكانت له قيمه الخاصة , الدقيقة الحساسية .
كان جادا ً في كونه مختلفا وأديبا .
جرب العشق لمرة واحدة مع امرأة ساقها القدر تلميذة لصفه , لكنها كانت من الكبرياء إلى الحد الذي لا يرضيه رجل , فقررت أن تتعزب .
في غفلة من الكون الشرقي مارست وحدتها , وماكانت عائلتها بذلك الحزم البالغ ؛ لتوجهها ناحية طريق عائلي وحيد , ترى أنه مسار الحياة الأصح ... كان لكل فرد في العائلة حريته الشخصية ليكن مايريد .
الحق أنها أرغمت في فترة من الوقت أن تكون زوجة , لكن عقد قرانها لم يستمر طويلا ً , حتى خلعه موت والدها , وتخلي اخوتها عن الوصاية عليها .
ذل نفسه كثيرا ً عند بابها دون أن يعرف لماذا , وصدته بلطف بالغ , ثم بإزدراء مهذب مل إلحاحه ومطالبته .
و كان يردعها عن ممارسة الازدراء العنيف الذي عُرفت به ؛ أنها تؤمن فعلا ً بكونه يحمل رأس أديب لا يتقن من الدنيا سوى مغازلة القلم .
وعندما أقُفل الباب بعنف في وجهه , وأدرك بشناعة _ تهد العزيمة_ أي مستنقع ذل توحل به , ترك التدريس الجامعي وأتجه لصحيفة مغمورة أراد أن يكون رئيس تحريرها .
مرت السنين أربعة وجاءت إليه نصوصها مغلفة في مظروف فاخر .
وتعامل مع المظروف كأي رئيس تحرير , يطلع على النص بقراءة انطباعية سريعة ويحولها لمعاونيه .
عندما خرجت الجريدة من المطبعة , وبدا في تصفح العدد , تنبه لذلك الاسم الذي أوجعه طويلا ً يُخرج له لسانه ! , وبرفقته يد القدر فاردة نفسها على فم المصادفات فتمنعها من الضحك .
قال لنفسه : تبا ً لأدب جاء بك ! .
كان لأول مرة في تاريخه يشتم الأدب وما يأتي به .
تابع مقالاتها وقصصها وخواطرها , وأدرك بغضب أن ذلك الحب عاد ليشتعل من جديد , والجمرة ألتهبت حمراء بتيار الهواء القادم كرة أخرى ! .
وفي طبعة "ما" اخطأ المحرر في رصف جملها إلى جوار بعض , فُنشر النص بغيضا ً .
وكانت من الغضب بحيث اتصلت على رئيس التحرير تستفسره عن خطأ مطبعي بهذا الحجم , فجاء الصوت صوتها .
فتجلد كي لا يكشف الشوق عن سوأة له , قاتل لسترها طويلا ً .
قالت له : يا أستاذ , وبدأت بشرح مشكلتها ...
وعندما أقُفل الخط كتب لها دون إرادة منه : مازلت أحبك .
فكتبت له : حظك سيء يا صاحبي .
وواصلت تكتب وهو ينشر , وفي نص لها جديد تحدثت عن الحب كمطية , وقالت تلمح بخبث على لسان إحدى بطلات قصصها : حدث أن أحبني أحدهم
وحدث أنني أبغضته , ثم فكرت بعد مدة طويلة أن محض العاطفيين خُلقوا في هذا العالم ؛ ليرفعوا من مقام أسيادهم المنطقيين , وهكذا أتخذت العاطفة مطية شهرة .وتسلقت عاطفة أحدهم لأصل لقمة المجد .
أليس الحب نبيل جدا ً وأعمى جدا ً وساذجا ً جدا ً كأصحابه وهو يمارس هذا الكرم , ولأشخاص مثلنا لايؤمنون به ؟ .
تبسم بنبل ونشر نصها , وبعد خمس سنين من النبل المتواصل الصبور ومسايسة القلم والحب , مرض جدا ً وأجلسه الموت على مأدبة الإنتظار ؛ ليلتهمه ببطء بسرطان وُلد من الدماغ .
وجاء طلابه , ورفقاء قلمه لمواساته , وكانت معهم , تؤدي واجبا ً لا معنى له عندها سوى أنه ضرورة منطق يستحب السلوكيات الحسنة والوفاء .
في الساعة الخامسة صبحا ً من اليوم المائة لوجعه : مات .
ورغم مرور سنتين من وفاته فإن حارس المقبرة يقول : إن شاهد قبره ما كف يوما ً عن استقبال ورود حمراء , وامرأة تقرأ الشعر بصوت رخيم , ونشيج يقطع نياط القلب .
عدل سابقا من قبل soso في 11/12/2008, 15:58 عدل 1 مرات