في صباح يوم جميل من أيام بانياس الساحل الجميلة دائماً (الأحد، 27 نيسان، 2008) وبعد أن حجزت لرحلتي الاعتيادية إلى طرطوس من كراجات القدموس المشئومة والتي ننتظر رحيلها بفارغ الصبر ...
المشهد الأول: مشهد مألوف لدينا - مع الأسف - إلا أنه كان فريداً بطرافته:
كالعادة يوقف شرطي المرور صاحب السيارة ويطلب الأوراق الثبوتية, فيعطيه السائق الأوراق الثبوتية في يد ويناوله القطعة المعدنية في يد أخرى, وهنا وبالخطأ تسقط القطعة المعدنية على الأرض ويخجل الشرطي من التقاطها وكأنه لا يراها وعيناه تتجولان في كل زاوية من حوله خوفاً من أن تلتقطه عين كاميرا (أو عين حسود) وهنا يرجع إلى صديقه ويتبادلان الابتسامات الخجولة, هنا يتدخل بطل مجهول – بالنسبة لي طبعاً - من حولهما وكأنه شاهد المغامرة فيلتقط القطعة من الأرض بخجل وتسقط منه ويلتقطها من جديد في مشهد لا يخلو من الضحك, ويتوجه بتردد إلى الشرطيين ويلتف حول نفسه في مشهد مخادع ليناوله القطعة إلا أن الشرطي يخجل من أخذها – ياللعجب – وهكذا حتى يأخذها لشرطي الآخر وتنتهي المسألة على خير ...
لا أدري لما هذا الخجل إلا أنني رأيته غير معتاد وربما يرتبط بشخصية الشرطي, أو أنه بسبب التشديد في الفترة الأخيرة بأمور المرور تمهيداً لتطبيق "قانون السير الجديد", وهنا يحضرني ما يتردد أخيراً عن أن شرطة المرور تطبق المخالفات بحق المخالفين وتطبق النظام على السائقين بحذافيره (إضافة إلى رفع البخشيش بسبب غلاء المعيشة).
المشهد الثاني: مشهد مثير للاهتمام هذا الاهتمام الكبير من رجل الأعمال القدير محمد مصطفى الشامان
وصلت إلى مكتب طرطوس كالعادة وفي المكتب استقبلني السيد محمد الشامان وهو من رجال الأعمال القديرين في طرطوس ولديه عدة مكاتب ومشاريع في طرطوس التي ولد فيها وأعماله فيها حالياً, ويعيش بين بانياس وطرطوس الساحل منذ عودته من الاغتراب بالمملكة العربية السعودية, والملفت هنا دعوته لي للذهاب إلى سينما الكندي في طرطوس, والسبب هنا كما يراه بدافع دعمها والحفاظ على هذه القيمة الجميلة التي تضفيها السينما إلى طرطوس المدينة, بعد هذا الإهمال الناتج عن التلفزيون والتكنولوجيا لحديثة, وزحمة العمل اليومية, وهنا نشكره بصدق على هذه الروح الكبيرة, الا أنني لم استطع مرافقته لكي لا أضيع على نفسي المشهد الثالث والأهم.
المشهد الثالث: مشهد كورنيش طرطوس العريق والذي أصبح من الشواهد الكبيرة على مسيرة الإصلاح والتحديث
أكملت طريقي سيراً إلى كورنيش طرطوس وتجولت عليه سيراً لأكون شاهداً لا مجرد مراقب خارجي من بعيد, ولم أقم بالتصوير لأنني لا أحمل كاميرا وأفضل تأجيلها لزيارتي القادمة مع نهاية الأعمال بالمشروع مع بداية الصيف على ما أعتقد...
قدرت الأعمال المنجزة كما رأيتها وكما أتوقع:
شارع الكورنيش 98% (الطريق العام – وتنفذه شركة انترادوس)
الردم والرصف 95%
الإنشاء والتشييد 90%
الرصف والتلبيس 95%
الإنارة والكهرباء 50%
الزراعة والتنظيم 10% (أعمال البلدية)
لاحظت هنا أن بعض الأعمال أنجزت بوتيرة أعلى من الأعمال الأخرى التي قد تكون أكثر أهمية مما يدل برأي على أن المنفذين للمشروع لم يوفروا أي فرصة ممكنة خلال فصل الشتاء إلا واستغلوها بشكل جيد في العمل.
ودققت بالطرق والمواد المستخدمة ووجدتهم يعالجون قوة الموج وملوحة المياه بطرق ممتازة, كما يشعر أي زائر بالأمان فلا شيء قد يسبب الغرق أو حتى الانزلاق.
شيء لا يوصف هذا الجمال الذي بات عليه كورنيش طرطوس هذه الأيام, هذا الساحل الرملي الذي كان بعيدا جد البعد عن الناس ولا يمكن لأحد أن يشاهده شاطئه إلا ما ندر في منطقة مرفأ أرواد مثلاً, والريح القوية والرائحة النتنة لم تكن تفارقه حتى أصبح مضرباً للمثل في قذارته, أصبح الآن ضاجاً بالحياة من سكان المدينة ومن الرحلات السياحية.
كيف لا وقد أصبح مكاناً أمناً للزوار ليشاهدوا الأمواج ترتاح في خلجانه الصغيرة الدائرية راسمة لوحة فنية قلّ أن تشاهد لها نظيراً – إلا في بانياس طبعاً فهي مشاهد معتادة – تصطدم بقوة بقوس الخليج الصخرية المرصوفة بشكل رائع ومميز, ويفصل هذه الخلجان أرصفة تخترق البحر مشكلة كورنيشات صغيرة مليئة بالعشاق والأطفال تلاحقهم طرشات الأمواج, وحيث تمشي لا تسير بخطوط مستقيمة وإنما تتعرج بك الطريق المرصوفة بالأحجار الملونة للأعلى والأسفل يميناً ويساراً وكأنها ملاعب للغولف, وفي الجهة المحاذية على طول الطريق العام ترى الحدائق المحاطة بالأسوار الحديدية بطريقة مميزة يفصل بينها مداخل للقادمين لزيارة الكورنيش, وفي الجهة الأبعد عن مشروع انترادوس والميناء من الكورنيش نرى مكاناً منخفضاً خصص على ما يبدو كمدخل وكراج للسيارات القادمة إلى الكورنيش, وهذا ما يدل على التخطيط الجيد للمشروع وقد علمت منذ البداية أنه منفذ سابقاً في جزيرة موناكو الشهيرة وفي صيدا بلبنان ولكنه نفذ في طرطوس بطرق أفضل وأكثر حداثة وخبرة أكبر ....
وصدقاً أقول أنه مشروع ناجح بامتياز, كيف لا وقد وصل سعر المتر الواحد قبالته كما ذكر في قناة العقارية الفضائية الــ (600 ألف ) ليرة سورية.
فتصوروا رعاكم الله كم سيصل سعر المتر في المنطقة التي يلوثها كراج القدموس حالياً وبعد أن تصبح مليئة بالحدائق وسياحية بامتياز؟
المشهد الأول: مشهد مألوف لدينا - مع الأسف - إلا أنه كان فريداً بطرافته:
كالعادة يوقف شرطي المرور صاحب السيارة ويطلب الأوراق الثبوتية, فيعطيه السائق الأوراق الثبوتية في يد ويناوله القطعة المعدنية في يد أخرى, وهنا وبالخطأ تسقط القطعة المعدنية على الأرض ويخجل الشرطي من التقاطها وكأنه لا يراها وعيناه تتجولان في كل زاوية من حوله خوفاً من أن تلتقطه عين كاميرا (أو عين حسود) وهنا يرجع إلى صديقه ويتبادلان الابتسامات الخجولة, هنا يتدخل بطل مجهول – بالنسبة لي طبعاً - من حولهما وكأنه شاهد المغامرة فيلتقط القطعة من الأرض بخجل وتسقط منه ويلتقطها من جديد في مشهد لا يخلو من الضحك, ويتوجه بتردد إلى الشرطيين ويلتف حول نفسه في مشهد مخادع ليناوله القطعة إلا أن الشرطي يخجل من أخذها – ياللعجب – وهكذا حتى يأخذها لشرطي الآخر وتنتهي المسألة على خير ...
لا أدري لما هذا الخجل إلا أنني رأيته غير معتاد وربما يرتبط بشخصية الشرطي, أو أنه بسبب التشديد في الفترة الأخيرة بأمور المرور تمهيداً لتطبيق "قانون السير الجديد", وهنا يحضرني ما يتردد أخيراً عن أن شرطة المرور تطبق المخالفات بحق المخالفين وتطبق النظام على السائقين بحذافيره (إضافة إلى رفع البخشيش بسبب غلاء المعيشة).
المشهد الثاني: مشهد مثير للاهتمام هذا الاهتمام الكبير من رجل الأعمال القدير محمد مصطفى الشامان
وصلت إلى مكتب طرطوس كالعادة وفي المكتب استقبلني السيد محمد الشامان وهو من رجال الأعمال القديرين في طرطوس ولديه عدة مكاتب ومشاريع في طرطوس التي ولد فيها وأعماله فيها حالياً, ويعيش بين بانياس وطرطوس الساحل منذ عودته من الاغتراب بالمملكة العربية السعودية, والملفت هنا دعوته لي للذهاب إلى سينما الكندي في طرطوس, والسبب هنا كما يراه بدافع دعمها والحفاظ على هذه القيمة الجميلة التي تضفيها السينما إلى طرطوس المدينة, بعد هذا الإهمال الناتج عن التلفزيون والتكنولوجيا لحديثة, وزحمة العمل اليومية, وهنا نشكره بصدق على هذه الروح الكبيرة, الا أنني لم استطع مرافقته لكي لا أضيع على نفسي المشهد الثالث والأهم.
المشهد الثالث: مشهد كورنيش طرطوس العريق والذي أصبح من الشواهد الكبيرة على مسيرة الإصلاح والتحديث
أكملت طريقي سيراً إلى كورنيش طرطوس وتجولت عليه سيراً لأكون شاهداً لا مجرد مراقب خارجي من بعيد, ولم أقم بالتصوير لأنني لا أحمل كاميرا وأفضل تأجيلها لزيارتي القادمة مع نهاية الأعمال بالمشروع مع بداية الصيف على ما أعتقد...
قدرت الأعمال المنجزة كما رأيتها وكما أتوقع:
شارع الكورنيش 98% (الطريق العام – وتنفذه شركة انترادوس)
الردم والرصف 95%
الإنشاء والتشييد 90%
الرصف والتلبيس 95%
الإنارة والكهرباء 50%
الزراعة والتنظيم 10% (أعمال البلدية)
لاحظت هنا أن بعض الأعمال أنجزت بوتيرة أعلى من الأعمال الأخرى التي قد تكون أكثر أهمية مما يدل برأي على أن المنفذين للمشروع لم يوفروا أي فرصة ممكنة خلال فصل الشتاء إلا واستغلوها بشكل جيد في العمل.
ودققت بالطرق والمواد المستخدمة ووجدتهم يعالجون قوة الموج وملوحة المياه بطرق ممتازة, كما يشعر أي زائر بالأمان فلا شيء قد يسبب الغرق أو حتى الانزلاق.
شيء لا يوصف هذا الجمال الذي بات عليه كورنيش طرطوس هذه الأيام, هذا الساحل الرملي الذي كان بعيدا جد البعد عن الناس ولا يمكن لأحد أن يشاهده شاطئه إلا ما ندر في منطقة مرفأ أرواد مثلاً, والريح القوية والرائحة النتنة لم تكن تفارقه حتى أصبح مضرباً للمثل في قذارته, أصبح الآن ضاجاً بالحياة من سكان المدينة ومن الرحلات السياحية.
كيف لا وقد أصبح مكاناً أمناً للزوار ليشاهدوا الأمواج ترتاح في خلجانه الصغيرة الدائرية راسمة لوحة فنية قلّ أن تشاهد لها نظيراً – إلا في بانياس طبعاً فهي مشاهد معتادة – تصطدم بقوة بقوس الخليج الصخرية المرصوفة بشكل رائع ومميز, ويفصل هذه الخلجان أرصفة تخترق البحر مشكلة كورنيشات صغيرة مليئة بالعشاق والأطفال تلاحقهم طرشات الأمواج, وحيث تمشي لا تسير بخطوط مستقيمة وإنما تتعرج بك الطريق المرصوفة بالأحجار الملونة للأعلى والأسفل يميناً ويساراً وكأنها ملاعب للغولف, وفي الجهة المحاذية على طول الطريق العام ترى الحدائق المحاطة بالأسوار الحديدية بطريقة مميزة يفصل بينها مداخل للقادمين لزيارة الكورنيش, وفي الجهة الأبعد عن مشروع انترادوس والميناء من الكورنيش نرى مكاناً منخفضاً خصص على ما يبدو كمدخل وكراج للسيارات القادمة إلى الكورنيش, وهذا ما يدل على التخطيط الجيد للمشروع وقد علمت منذ البداية أنه منفذ سابقاً في جزيرة موناكو الشهيرة وفي صيدا بلبنان ولكنه نفذ في طرطوس بطرق أفضل وأكثر حداثة وخبرة أكبر ....
وصدقاً أقول أنه مشروع ناجح بامتياز, كيف لا وقد وصل سعر المتر الواحد قبالته كما ذكر في قناة العقارية الفضائية الــ (600 ألف ) ليرة سورية.
فتصوروا رعاكم الله كم سيصل سعر المتر في المنطقة التي يلوثها كراج القدموس حالياً وبعد أن تصبح مليئة بالحدائق وسياحية بامتياز؟