فرط \ إرتفاع ضغط الدم
التعريف بالمرض :-
قبل أن نبدأ بتعريف المرض يجب أن نعلم أن ضغط الدم هو الضغط الموجود داخل الشرايين وهو عبارة عن قيام جدران الأوعية الدموية بتنظيم الضغط وكمية الدم المارة بها عن طريق التمدد والتقلص ... وارتفاع ضغط الدم ينتج عن فقدان الأوعية الدموية لمرونتها وزيادة مقاومتها للدم المتواجد فيها.
إذا نحن نعتبر ضغط الدم حالة طبيعية في الجسم ولكن عند ارتفاعه عن المعدلات الطبيعية يصبح حالة مرضية.
المعدلات الطبيعية لضغط الدم :-
1- لدينا ضغط الدم الإنقباضي :- وهو الضغط الناتج عند انقباض العضلة القلبية لضخ الدم عبر الأورطى إلى أعضاء الجسم. وفي الحالة الطبيعية يكون الضغط 120 ملم \ زئبقي.
2- ضغط الدم الإنبساطي :- وهو الضغط الذي ينتج عند إسترخاء العضلة القلبية لإستقبال الدم العائد من الجسم .وفي الحالة الطبيعية يكون الضغط 80 ملم \ زئبقي .
بعد معرفة هذه المعلومات نستطيع أن نعرف إرتفاع ضغط الدم :- وهو أرتفاع ضغط الدم الإنقباضي مافوق 140 ملم \ زئبقي أو ارتفاع ضغط الدم الإنبساطي مافوق 90ملم \ زئبقي. أو ارتفاعهما كليهما بشكل دائم.
أنواعه وأسبابه :-
1- إرتفاع ضغط الدم الأساسي ( مجهول السبب ويمثل 90 إلى 95 % من حالات إرتفاع ضغط الدم )
وهناك عوامل خطر تساعد في ظهوره أهمها :-
أ- عوامل وراثية :- قد يصاب الشخص بهذا المرض عن طريق الوراثة :-
فإذا كان أحد الوالدين مصابا بالمرض فإن نسبة إصابة الأبناء تكون 25%
أما إذا كان الوالدان مصابان بالمرض فإن نسبة الإصابة لدى الأبناء تكون 90 %
ب- الوزن الزائد والسمنة.
ج- الجنس :- نسبة إصابة النساء بهذا المرض تزيد عن الرجال في المراحل المتقدمة من العمر.
د- التدخين وهو من الأسباب الرئيسية للإصابة بهذا المرض وكذالك شرب الخمر والمخدرات .
هـ- العادات الغذائية الغير صحية وتتمثل بالإفراط في تناول الملح وكذالك الدهون.
و- التوتر والقلق والكبت النفسي .
2- إرتفاع ضغط الدم الثانوي ( يكون بسبب وجود مرض آخر في الجسم ويمثل من 5% إلى 10 % من الحالات ويزول بزوال المرض ) من أهم هذه الأسباب :-
أ- الأمراض التي تصيب الكلية : - بما أن للكلية دور رئيسي في تنظيم ضغط الدم الطبيعي ..إذا إصابة الكلية بأي مرض يعطل إمكانية الكلية من تنظيم ضغط الدم . من هذه الأمراض ( الفشل الكلوي المزمن , تضيق الشريان الكلوي )
ب- الحمل :- يرتفع ضغط الدم لدى المرأة الحامل وخاصة في الأشهر الأخيرة من الحمل ويعود إلى معدلاته الطبيعيه بعد الولادة.
ج- بعض الأورام قد تسبب ارتفاع ضغط الدم مثل ( ورم القواتم)
د- إستعمال بعض الأدوية والعقاقير :- مثل الأدوية المانعة للشهية ,الأمفيتامين , والأدوية المضادة للإحتقان الأنفي تسبب ارتفاع ضغط الدم.
هـ- أمراض القلب والأوعية الدموية :- مثل تضيق الأورطى .
أعراض المرض ومضاعفاته :-
سمي هذا المرض بـ ( القاتل الصامت ) وذلك لأن الشخص المصاب به لايشعر بأي أعراض إلا في المراحل المتأخرة من المرض .
ولكن هناك بعض الأعراض التي قد تؤشر على وجود المرض مثل :-
1- الشعور بالصداع والدوار ويكون غالبا في مؤخر الرأس وخاصة عند الإستيقاظ صباحا.
2- طنين في الأذن .
3- سرعة دقات القلب .
4- ارتعاشات عضلية .
وخطورة هذا المرض تكمن في المضاعفات التي تحصل في المراحل المتأخرة من المرض وأهمها :-
المضاعفات التي تصيب :-
1- الشرايين :- ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى تصلب الشرايين مما ينتج عنه تأثير عكسي على الأعضاء المهمة في الجسم مثل الكلى :- حيث ان تصلب االشرايين ينتج عنه زيادة في سمك جدران الأوعية الدموية وبالتالي تقليل قطر التجويف الداخلي للوعاء مما يؤدي إلى تضيق الشرايين المغذية للكلية وبالتالي يقلل من إمكانية الكلية من التخلص من الفضلات والسموم مما يؤدي إلى الفشل الكلوي المزمن .
لا تنسى ( الفشل الكلوي المزمن قد يكون سبب لإرتفاع ضغط الدم أو أحد المضاعفات له )
2- القلب :- عند ارتفاع ضغط الدم فإن القلب يبذل جهد أكبر لضخ الدم إلى بقية الجسم مما يؤدي إلى تضخم العضلة القلبية على المدى الطويل مما قد يسبب الذبحة الصدرية .
3- الدماغ :- من اخطر المضاعفات التي تحصل لهذا المرض هي المضاعفات التي تحصل في الدماغ وذلك لحساسية هذا العضو حيث أن إرتفاع ضغط الدم يؤدي إلى تمزق في شرايين الدماغ مما يؤدي إلى نزيف داخلي محدثا شلل للطرف العلوي أو السفلي للجسم من كلا الجهتين.وقد يحدث انسداد لأحد شرايين الدماغ مما يؤدي إلى جلطة دماغية وشلل نصفي.
4- العينين :- تمزق في الأوعية الدموية في العين ونزيف داخلي مما يؤثر سلبا على البصر .
العلاج :-
يمكن أن نقسم الوسائل المستخدمة في علا ج هذا المرض إلى قسمين :-
أ- وسائل غير دوائية :- وتتضمن :-
1- إتباع نظام غذائي متوازن يتضمن الإقلال من كية الملح في الطعام وكذلك الدهون والشحوم.
2- تجنب القلق التوتر المستمر .
3- ممارسة الرياضة بشكل منتظم وتخفيف الوزن إذا كان الشخص من البدناء .
4- التخلص من العادات السيئة مثل التدخين وشرب الخمر .
ب- وسائل دوائية :-
1- مدرات البول :- تساعد هذه الادوية على التخلص من الأملاح والمياه الزائدة في الجسم عن طريق زيادة التبول.
2- مجموعة الصادات الودية ( حاصرات البيتا ) ( B BLOCKERS) مثل البروبرانولول والميتوبرولول هذه الأدوية تؤثر على مستقبلات بيتا في القلب فتقلل قوة الضخ للدم .
3- معيقات قنوات الكلس مثل النيفيدبين هذه الأدوية تؤدي إلى توسع الشرايين مما يقلل من درجة مقاومة الأوعية للدم.
4- مثبطات الإنزيم المسؤول عن تحويل االأنجيوتنسينوجين إلى الأنجيوتنسين مثل الكابتوبريل .
إنزيم الأنجيوتنسين يفرز من الكلية وهو يسبب انقباض الأوعية الدموية مما يؤدي إلى إرتفاع ضغط الدم وإستخدام هذا الدواء يمنع تكوينه .
تذكر :-
1- يجب علاج المرض المسبب في حالة ( ارتفاع ضغط الدم الثانوي ) لأن أرتفاع ضغط الدم يزول بمجرد زوال السبب .
2- أن مرض ارتفاع ضغط الدم الأساسي تزيد نسبة حدوثه مع تقدم العمر ولذلك يجب الفحص الدوري لضغط الدم ....ولذلك للكشف المبكر عن هذا المرض في حالة وجوده لا سمح الله.
3- الأدوية المستخدمة في علاج هذا المرض غالبا ما يكون لها تأثيرات جانبية ولذلك يجب سؤال الطبيب عن هذه التأثيرات قبل استخدام الدواء و مراجعته في حال حدوث تأثيرات جانبية وعدم إغفالها.
شكرا لكم
DR-SYRIA