أين الأمل ؟
تتوالى النكبات تلو النكبات، قسمت البلاد، فقدنا الآباء والأولاد .. وننتظر الأمل.
تقصف بلادنا، يذبح أبناؤنا، ترمل نساؤنا... ويعلونا الأمل.
هل نحن واهمون، حالمون، مسوفون ماذا ننتظر، فلنرقد تحت ضلال اليأس ولندخل في سبات الحزن فلا... أمل.
ربما تبادر نفوسنا هذه الخواطر ويعلونا العجز والملل، وربما هذا الذي دفع الصحابي الجليل خباب بن الأرت - رضي الله عنه - وبعض أصحابه إلى الذهاب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكان متكئًا في ظل الكعبة، وقالوا: يا رسول الله، ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : (قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمَّنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون) [البخاري].
تلك المحنه وهذا التمحيص كان نتاجا إلى جيل من الرجال والنساء ممن حملوا راية الإسلام ودافعوا عنه حتى بلغ ضيائه مشارق الأرض ومغاربها.
المحن تصنع الرجال وما كان الفولاذ لولا الضغط والانصهار، وما نراه اليوم من دموع وغضب ما هي إلا علامات التعافي والصحة وبداية النهوض فالميت لا يحس بالألم.
فمجتمعنا الإسلامي اليوم أشبه بتفاعل كيميائي من عناصر كانت خاملة، والآن بداء يغلي ويتفاعل من شدة الضغط والتسخين، وسيكون نتاجه ذهبا خالصا.
فلابد من الصبر والثبات...
(يا أيها الذين ءامنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين) (البقرة(153).
(يأيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)(آل عمران200).
والثقة بالله - سبحانه وتعالى - بأنه ناصر المؤمنين والاستعلاء على الكافرين... فهذا هو الأمل.
(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) (آل عمران 139).