المسجد الأقصى أرض الإسراء والمعراج، مجمع الأنبياء والرسل عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام، قبلة المسلمين الأولى، وثاني مسجد وضع في الأرض، وثالث مسجد تشد له الرحال، في فضله لا تسعنا الصفحات ولا المجلدات.
المسجد الأقصى هو المساحة المسوّرة الواقعة على جبل بيت المقدس في جنوب شرق مدينة القدس القديمة، يدخل في أحكامه وأهميته وقدسيته أسواره وكل ما هو داخلها، لذلك كان الحائط الغربي للمسجد الأقصى جزء لا يتجزأ منه وتنطبق عليه جميع أحكامه وأهميته .
الحائط الغربي للمسجد الأقصى هو أقدم أسوار المسجد فكان موجودا منذ قدوم النبي عليه الصلاة والسلام في ليلة الإسراء والمعراج،
الحائط الغربي فيه ربط النبي عليه الصلاة والسلام دابته البراق عند دخوله للمسجد، فسُمّي حائط البراق،
الحائط الغربي دخل النبي على الصلاة والسلام من أحد أبوابه فسُمّي بباب النبي،
الحائط الغربي أول جزء من المسجد الأقصى قابله النبي عليه الصلاة والسلام،
الحائط الغربي دخل الفاروق من بابه الجنوبي إلى الأقصى يوم الفتح العظيم، وطهّر المسجد من الرجس القديم، وعنده رابطت الثلة المجاهدة من أهل الدين.
توالت السنوات ومرت العصور والأعوام إلى أن جاء اليهود وادّعوا أن الحائط الغربي هو بقايا لهيكل -ما كان يوماً في الزمان ولا في المكان-، وأصبح الحائط الغربي نقطة أساس في مدينة مقدسة لشعب اليهود، وصارت مدينة القدس العتيقة تعرف بمدينة الملك داود، وحائط البراق أصبح حائطاً للبكاء، وجبل صخرة بيت المقدس صار جبل الهيكل، وأبواب المسجد تحولت إلى أبواب الدخول إلى جبل الهيكل، أما الحامية الغربية للمسجد الأقصى فقد تحولت إلى أحياء قد بنيت فوق أنقاض مدينة الملك داود، وزادت الأقوال وتفشت البدع والخرافات، وانطلقت حلقات الغدر والتزييف، فمنذ مائتي عام وبعثات التنقيب عن الآثار والحفريات تنهش الجدار الغربي، وظهر ما يعرف بأنفاق الحائط الغربي، وما زالت المخططات ترسم، والمعاول تدك في تربة حارة المغاربة وفي محيط السور الغربي للمسجد الأقصى.
وفي هذا البحث:
نسير معاً في جولة في ذلك النفق وتحت تلك البيوت نسبح في المأساة، وتطفوا حولنا الأكاذيب فنحاول أن نجفف الزيف ونعريه كي لا يغرق فيه الكثير.
تمتد الأنفاق والحفريات في غرب المسجد الأقصى على طول جداره الغربي بأطوال وارتفاعات متفاوتة وبفراغات متعددة. نسبت هذه الفراغات والأنفاق إلى مزاعم صهيونية وعبرية لتشكل عقائد مختلفة لهم، حيث أنهم يربطون كل حجر داخل الأنفاق بتاريخ وقصص نسجتها عقولهم لتهويد المنطقة وتحويلها إلى أرض عبرانية، وارتبطت هذه الأنفاق وخاصة نفق الحائط الغربي بقضية بناء الهيكل التي يسعى لتحقيقها اليهود مكان المسجد الأقصى، وارتبطت أنفاق الحائط الغربي بعقيدة عودة مسيحهم المنتظر الذي سيقوم بلم شتات اليهود وتكفير خطاياهم، فما كان من مؤسسة الاحتلال الإسرائيلية إلا أن حوّلت هذه الأنفاق إلى آثار ادعت أنها تعود إلى عصر الحشمونائيم وعصر الهيكل الثاني والحكم الهيرودي. وما هذه الأنفاق والقنوات والفراغات إلا أساسات لمدينة القدس، وأساسات للمسجد الأقصى وجداره الغربي بنيت في العصور الرومانية والأموية وجلها كان عبارة عن قنوات مياه وخزائن للمياه بنيت وأعمرت في العصرين الأيوبي والمملوكي.
هدف هذه الأنفاق الأول والأخير هو إضعاف بنية المسجد الأقصى وأساساته إذ أنها تنخر الأساسات وتضعف التربة والأرضية بأعماقها الخيالية وتغيير تاريخ المنطقة ودس تاريخ زائف ومغاير تماماً للحقائق، ومن ثم بناء الهيكل وتحقيق الهدف الأساسي.
الأقصى قد تجاوز مرحة الخطر إلى مرحلة ما بعد الخطر..
الأقصى في أي لحظة قد يزول ولن يبقى لنا حينها مسجد ثالث كما كان
الأقصى يستصرخنا واحداً واحداً.. صغاراً وكباراً.. شيوخاً وولداناً أن أنقذوني وأنقذوا مدينتي
شكرا لقرائتكم...