(روى) الامام أحمد في مسنده عن العقيلي رضى الله عنه انه قال قلت يارسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض قال كان في غمام فوقه هواء وتحته هواء ثم خلق عرشه على الماء. قال بعض العلماء الغمام هو السحاب. واختلف العلماء فيما خلقه الله قبل العرش (روى) الترمذي عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال قال رسول الله (ص):"أن أول شئ خلقه الله تعالى القلم من نور وقيل من لؤلؤ بيضاء طوله ما بين السماء والأرض ثم خلق اللوح بعده وهو من درة بيضاء صفائحها من الياقوت الأحمر وطوله ما بين االسماء والأرض وعرضه من المشرق والمغرب" (عن) أنس بن مالك رضى الله عنه قال قال رسول الله (ص)"أن الوحا أحد وجهيه من ياقوتة حمراء والوجه الآخر من زمردة خضراء وأقلامه من نور.قال أن يخلق الخلق وهو علي العرشثم نظر اليه نظر الهيبة فانشق وقطر المداد. وقال ابن عباس ان القلم مشقوق ينبع منه المداد الى يوم القيامه. ثم قال الله للقلم اكتب فقال القلم يارب وما أكتب قال اكتب علمي في خلقي بما هو كائن الى يوم القيامه (وأخرج) سعيد بن منصور ان اول ما كتب القلم أنا التواب أتوب على من تاب (وأخرج) ابن ابي حاتم ان أول ما كتب القلم ان رحمتي سبقت غضبي. والأقوال في ذلك كثيرة والأصح ما قاله ابن عباس رضى الله عنهماأن اتلقلم جرى في تلك الساعة بما هو كائن الى يوم القيامه وما قدر من خير وشر وسعادة وشقاوة وهو قوله تعالى "وكل شئ احصيناه في امام مبين" أي في اللوح المحفوظ (وقال) عمرو بن العاص سمعت رسوال الله(ص)يقول:"كتب الله تعالى مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف عام. وهذا الحديث يدل على تقديم القلم على العرش وانه أول المخلوقات ثم خلق اللوح بعده (قال) ابن عباس رضى الله عنهما ان الله تعلى لوحا من درة بيضاء ينظر فيه كل يوم وليله ثلثمائة وستين نظرة ففى كل نظرة يخلق ويرزق ويميت ويحيى ويعزل ويولى ويفعل ما يشاء (ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) وهو قوله تعالى (وماتحمل من أثنى ولا تضع الا بعلمه ومايعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب ان ذلك على الله يسير) أخرج ابن أبى حاتم في تفسيره أن الله تعالى خلق العرش من نوره والكرسي ملتصق بالعرش أربعة أنهار من نور يتلألأ ونهر من نارتلظى ونهر من ثلج أبيض ونهر من ماء والملائكة قيام في تلك الأنهار يسبحون (وعن) ابن ابي حاتم قال خلق الله العرش من زمرة خضراء وخلق له أربع قوائم من ياقوته حمراء ما بين القائمة الى القائمة مسيرة ثمانين ألف عام واتساعها مثل ذلكوهو كهيئة السرير والقوائم تحملها ثمانية من الملائكة وهو كالقبة على الملائكة والعالم. ةعن ابي حاتم عن النبي (ص)أنه قال:"ان العرش كان على الماء فلما خلق الله السموات جعله فوق السموات السبع وجعل السحاب كالغربال للمطر ولولا ذلك لغرقت الأرض* ويقال ارتفاع السحاب عن الأرض اثنا عشر ميلا (قال) عكرمه ان الله تعالى ينزل المطر من السماء القطرة كالبعير ولولا ان السحاب والرياح تفرقها لفسد كل ماتقع عليه من النبات والبهائم وقد قال الله تعالى(وهو الذي يرسل الرياح بشرا)الآية. (ذكر الأخبار المطر) قال ابن عباس رضى الله عنهما ان الله تعالى وكل بالمطر ملائكة فلا تنزل قطرة الا ومعها ملك يضعها حيث شاء الله تعالى اما في البر واما في البحر فأذا كان على الأرض أنبت الله به الزرع والأعشاب وهو قوله تعالى (وهو الذي أزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شئ) وان كان في البحر المحيط يخلق الله تعالى منه اللؤلؤ الصغاؤ والكبار قال ارسطاطا ليس ان المطر يقع في البحر المحيط بالدينا وذلك وقت هبوب الريح الشمالي فاذا هاج البحر بالأمواج نول من السماء مطر كما يلتقم الفرج النطفة فلا يزال الصدف يعمد الى مواضع في البحر لينعقد المطر فيصير درا فاذا انعقد تغوص الصدفة الى قعر البحر ويجمعونها في أوعية موضوعة في صدروهم فيعمد اليها الغواصون الى تركت الدرة في الصدفة وطال مكثها في البحر فسدت ووتغير لونها كالثمرة اذا تركت على الشجرة ولم تقطف في أوانها (وحكى) ان أعريبا قدم الى البصرة ومعه درة نفسية فأتى بها الى عطار هناك وسأله ان يشتري منه فاشتراها منه بابخس الأثمان قم ان العطار سأل الأعرابي من أين وصلت اليك هذه الدرة فقال مررت يوما من الأيام بساحل البحر من أرض الصين فرايت ثعلبا ميتا وعلى فمه صدفة في جوفها بياض يلمع ووجدت هذه الخرزة الى جانبه فاخدتها ومضيت والذي يظهر لي من هذه الواقعة أن صدف البحر الذي فيه اللؤلؤ يخرج من الماء لينشق الهواء كما هي عادة الصدف. فلما مر ذلك الثعلب بساحل البحر راى لحمة حمراء في جوف الصدفة وهي فاتحة فاها فوثب عليها الثعلب ليقلها فادخل فاه في الصدفة فانطبقت عله ومن شأنها اذا انطبقت على شئ لا تنفتح أبدا حتى تنشق بالحديدفلما انطبقت على فم الثعلب أخدها فصار يضربها في الأرض يمينا وشمالا الى ان مات فخرجت هذه الدرة من جوف الصدفة فمر بها ذلك اأعرابي فاخدها ولم قميتها فكانت من رزق العطار فباعها بألف دينار وكانت قدر بيضة الحمامة (وقال) ابن عباس رضى الله عنهما ان ماء المطر من بحر بين السماء والأرض وهو كثير المياه وفيه السمك والضفادع وقد نزل في بعض السنين في أماكن من الأرض مع المطر ضفادع وسمك صغار. ومصداق ذلك ما حكى أن ملكا من الملوك أطلق بازياً له في الفضاء خلف طائر فصعد البازي الى أعلى الجو فغاب عن الأعين ثم رجع وفي رجله سمكة فلما رآها الملك أراد أن يأكلها فأحضر الحكماء واستشارهم في أكل تلك السمكة فـأشاروا عليه في أكلها فقام من بين الحاضرين شاب صغير وكان له اشتغال بالعلم في وسط المجلس وقالأيها الملك ان لحم هذه السمكة مسموم ولا يجوز أكله فقال له الملك ومن أين لك هذه العلم قال ان الله تعالى خلق بحرا بين السماء والأرض وقد ورد فيه الأخبار بان به اسماكا مسمومة وأنت لما أطلقت البزاة خلف الطائر وفاته اختطف هذه السمكة من ذلك البحر وانت هذه البحر لا يصل اليه الا البازات الشهب فان أراد الملك صدق قولي فيخضر شخصا وجب عليه قتله وليطمعها له فينظر صدق قولي فأتى الملك بشخص وجب عليه القتل وليطمعها له فما أكلها اضطرب ومات في الحال رأى الملك ذلك أنعم على الشاب بألف دينار وصار الملك لا يتصرف في شئ من الأامور الا برأي ذلك الشاب.
يتبع في ذكر أخبار الثلج والبرد
يتبع في ذكر أخبار الثلج والبرد