مقدمة في تاريخ و آثار بانياس
تؤكد الأوابد الأثرية التي تزخر بها بانياس عراقة هذه المدينة و أهميتها و رسوخ جذورها في التاريخ
و رغم عدم وجود أي تنقيب عن آثار بانياس وعدم وجود أي بحث يستند إلى أسس علمية في تاريخ هذه المدينة فإن ما بقي من آثار بانياس يؤكد أن سلسلة الحياة البشرية لم تنقطع يوماً على أرضها من العصور القديمة حتى يومنا هذا
فبانياس بحكم موقعها الجغرافي المتميز على ساحل المتوسط و مناخها المعتدل ونهرها الجاري على مدار العام و وجود خلجان طبيعية في شاطئها تسهل الملاحة البحرية منها وإليها جعلت الإنسان يستوطنها منذ العصور القديمة
و جميع الحضارات التي تعاقبت على الساحل السوري أولت بانياس اهتماماً خاصاً و يؤكد هذا ما تركته هذه الحضارات من بصمات لا تزال حتى الآن
تمتلك بانياس آثاراً كثيرة و متنوعة تنوع الحضارات التي تعاقبت على هذه الأرض من الإنسان القديم وحتى العصور الحديثة مروراً بالفينيقيين و الإغريق و الرومان و العرب المسلمين و الصليبيين و المماليك و العثمانيين
-من العصور القديمة نجد الكهوف و المدافن المنحوتة في الجبال تنتشر بكثرة في الجبال الممتدة شرق بانياس
ومن زمن الفينيقيين الذين سكنوا الساحل السوري في الألف الثاني قبل الميلاد معبد للإله بعل في جبال القدموس
و فيه وجد تمثال للإله بعل رب الرياح و الرعد و الأمطار عند الفينيقيين وهو موجود حالياً في متحف طرطوس
كما يوجد مربط للسفن (عمود من الغرانيت) مغروس بصخور الشاطئ في خليج الباصيّة لا يزال منتصباً و شاهداً بعظمة أولئك الذين علموا البشرية ركوب البحر وكتابة الحرف
أما الإغريق فهم من أطلق على المدينة اسمها فاسم بانياس جاء من التسمية الإغريقية (بلنياس) وتعني مدينة الحمامات حسب ما جاء عند بعض المؤرخين وأنها كانت مقر الإقامة الشتوي لبعض كبار القادة
وقد اكتشفت في بانياس مقبرتان تعودان لتلك المرحلة بطريق الصدفة في ثمانينات القرن الماضي تحفظ موجوداتهما في متحف طرطوس
في عصر الرومان وحسب ما ظهر من آثار تعود لتلك الفترة فإن بانياس كانت فترة من الترف و الرخاء يدلّ
على ذلك لأعمدة الغرانيتية الضخمة التي ظهرت بكثرة خلال كثير من الحفريات في أواخر القرن الماضي
أما المسرح الذي اكتشف منذ ثلاثة سنوات فهو أهم الآثار التي تعود إ تلك الفترة و يظهر من الجزء البسيط الذي كشفته مديرية الآثار مدى روعة هذا الصرح و الرقي الإجتماعى الذي تتمتع به مدينة تبني هذا المسرح
و أما الآثار للقرون الوسطى (فترة الصليبيين و المماليك) فكثيرة ومتنوعة ونذكر منها
قلعة المرقب : و هي أكبر قلعة في الشرق و في حوض البحر المتوسط
قلعة القوز : وهي قلعة مهدمة إلى الشرق من بابياس
قلعة العليقة : إلى الشمال الشرقي من بانياس مهدمة إلى حد كبير
برج الصبي :و هو برج رائع مربع الشكل تابع لقلعة المرقب بني قرب الشاطئ لحراسة ميناء قلعة المرقب (خليج الباصية)
حمام الجانكي : حمام عام جنوب غرب قلعة المرقب
الطابق الأرضي من السرايا : ولعله كان خاناً أو مستودعا للتجارة البحرية
القنطرة التي تصل ضفتي نهر السن عند عرب الملك
ومن الفترة العثمانية هناك الخانات في بانياس القديمة و طواحين الماء على نهر بانياس ومبان لا تزال في الخدمة
وللأسف هذه الأوابد الشاهدة على عراقة بانياس لا تحظى بالاهتمام الذي تستحقه
وبداية يجب العمل على توثيق هذه الآثار بالمعلومات والصور التعريف بها من خلال هذا الموقع الهادف
و هذا ما سنحاول القيام به بمساعدة كل من يحترم التاريخ ويحب بانياس