إليك عنّي فإني هائم وصب
أما ترى الجسم قد أودى به العطب ؟!
لله قلبي ! ماذا قد أتيح له ؟!
حرُّ الصبابة والأوجاع والوصب!
ضاقت عليّ بلاد الله ما رحبت
ياللرّجال! فهل في الأرض مطّرب؟!
البين يؤلمني والشّوق يجرحني
والدار نازحةٌ ، والشّمل منشعب !
كيف السبيل إلى ليلى وقد حجبت ؟!
عهدي بها زمناً ما دونها حجب !
[size=12]أموت إذا شطّت، وأحيا إذا دنت
وتبعث أحزاني الصّبا، ونسيمها
فمن أجل ليلى تولع العين بالبكا
وتأوى إلى نفسٍ كثيرٍ همومها
كأن الحشا من تحته علقت به
يدٌ ذات أظفارٍ _ فأدمت كلومها
تعودُ مريضا أسقمته بهجرها
ولو عادته عادَ لا يعرفُ السقما
لقد أضرمتْ في القلبِ نارا من الهوى
فما تركتْ عظما ولا تركتْ لحما
-وإني-على هجرانها وصدودها
وما حلّ بي منها-أرى حبها حتما
خليلي كفا لا تلوما متيما
ولا تقتلا صبا-بلومكما-ظلما
طبيبان،لوْ داويتما أجرتما
فما لكما تستغنيانِ عن الأجرِ؟!
فقالا بحزنٍ:مالك اليوم حيلةٌ
فمتْ كمدا،أو عزِّ نفسك بالصبر
وقالوا:دواءُ الحبِّ غالٍ،وداؤه
رخيصٌ،ولا ينبيكَ شئ كمنْ يدري!
فما برحا حتى كتبتُ وصيتي!
ونشرت أكفاني،وقلت:احفروا قبري!!
فما خيرُ عشقٍ ليس يقتلُ أهلهُ
كما قتل العشاق في سالف الدهرِ!!
ألا حبذا البيضُ الأوانسُ كالدمى
وإن كنّ يسكرنَ الفتى أيما سكرِ!!
أليس الليلُ يجمعني وليلى
كفاكَ بذاكَ فيه لنا تداني
ترى وضحَ النهارِ كما أراهُ
ويعلوها النهارُ كما علاني
أحن إلى ليلى،وإن شطت النوى
بليلى كما حنّ اليراعُ المثقبُ
يولون:ليلى عذبتكَ بحبها
ألا حبذا ذاك الحبيبُ المعذبُ
قيس بن الملوح (مجنون ليلى)العامرية