إن نبذ صراع الحضارات لا يكون بالشعارات الرنانة وحوار الطرشان الذي يريده البعض، ولكنه يتم بتبني قيم متحضرة تقاوم التخلف الذي تقبع فيه مجتمعاتنا. إن نبذ صراع الحضارات لايتطلب بالطبع أن يتخلى المسلمون عن دينهم وتعاليمه كما يروج البعض، ولكنه يتطلب تفعيل العقل، والإنفتاح على الثورات العلمية، والتعلم من تجارب الأخرين في المجالات الأتية:
أولا: فصل الدين عن الدولة فصلا تاما على أن يقتصر دور رجال الدين على شرح وتفسير العقائد الدينية دون التدخل الأمور السياسية أو فرض الرؤية الدينية على الحكومات. علينا الاستفادة من تجارب الأخرين في هذا الشأن. أوروبا لم تنطلق من كبوة العصور الوسطى إلا بعد تحرير الدولة من سلطة البابوات.
ثانيا: تثبيت دعائم الديمقراطية السياسية القائمة على المساواة والتسامح والعدل بما يكفل للفرد حرية العقيدة والتعبير وانتخاب ممثليه.
ثالثا: مواجهة الفكر الإرهابي المعادي لكل ما هو غير سلفي. وأعتقد في هذا الصدد أنه تقع على عاتق رجال الدين الاسلامي مسؤولية ضخمة في في هذا الشأن. أرى أنه لا ينبغي إغفال الجانب التاريخي لبعض النصوص وبخاصة التي تتعلق بتكفير الأخر ومواجهته، وذلك لمواجهة التنظيمات الارهابية التي تفرغ تلك النصوص من دلالاتها التاريخية وترى انها واجبة التنفيذ في كل العصور. لقد عانى الغرب طويلا من سيطرة النصوص ولكنه تمكن من التغلب على قوى الظلام ليس بمواجهة المسيحية ولكن بالإنفتاح في فهم الكتاب المقدس.
رابعا: مراجعة الفتاوى والأحكام الصادرة عن دور الفتوى الرسمية بالدول الإسلامية ومنها على سبيل المثال "حكم الإحتفال بحلول عام 2000 الافرنجي وما يتعلق به من أمور" ألصادر عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية وغيرهما من الفتاوى والأحكام التي قد تؤثر على سلام واستقرار التعايش الإجتماعي المشترك. قراءة إحدى هذه الفتاوى يعطي الإنطباع بحجم الإنعزال والتقوقع الذي يريده رجال الفتوى لمجتمعاتنا، ناهيك عن الأثار السلبية التي تغرسها مثل هذه الفتاوى في بنيان المجتمعات المتعددة الثقافات والأديان. مثل هذه الفتاوى تقوض أركان أي مجتمع مدني مبني على التسامح وقبول الاخر.
خامسا: إعادة تاهيل رجال الدين والخطباء بما يضمن حصولهم على الحد الأدنى من التعرف بالثقافات الأخرى، فالتعرض للثقافات الأخرى لا يجب أن يكون في أطار التنافس والسعي لنقضها وهزيمتها كما هو الحال في معظم البلدان العربية والإسلامية ولكن التعرض للأخر يجب ان يكون في إطار الإحترام المتبادل والسعي لخلق ارضية مشتركة مع الجميع.
سادسا: نظم تطوير نظم التعليم القائمة على أحادية الثقافة والمصدر ، إذ ينبغي تنقية التعليم من كل ما يهين ويجرح مشاعر ويقلل من شان الأخر. أصبح من الضروري التعامل مع التعليم بنظرة مختلفة ، فالتعليم لم يعد هو التلقين، وإنما تدريب النشء على البحث العلمي الدقيق والموضوعي.
سابعا: علي وسائل الإعلام في العالم الاسلامي أن تعي أهمية الدور الذي تلعبه في تشكيل الرأي العام. ففي ظل العولمة والثورة الهائلة في نظم المعلومات والإتصالات والهجرة المنتظمة بين المجتمعات أصبح من الضروري التعامل مع الاخر كشريك لا كعدو وكاضافة لا كمرادف. وعلى وسائل الإعلام أن تتوقف عن التقليل من شان الأخر في سعيها لتعظيم الذات، وكذا عليها أن تتوقف عن التحريض ضد الأقليات الدينية والعرقية وأن تعامل مع الجميع من منظور عادل يتيح للجميع حير التعبير.
إن تعايش الحضارات يتطلب تغييرا في القيم السياسية والإجتماعية، وتطويرا للمناخ والعقليات والسلوكيات السائدة في العالمين العربي الاسلامي. فلا تعايش الحضارات طالما تواجدت الدكتاتورية وسيطرة رجال الدين وانتهاك حقوق الإنسان. ولا تعايش للحضارات مع الكراهية والحقد وإنكار الأخر. تعايش الحضارات يتواجد حيثما تواجدت قيم التسامح والمساواة والعدل بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة. دعونا نحلم بمستقبل افضل لمجتمعاتنا....
منقول ....
أولا: فصل الدين عن الدولة فصلا تاما على أن يقتصر دور رجال الدين على شرح وتفسير العقائد الدينية دون التدخل الأمور السياسية أو فرض الرؤية الدينية على الحكومات. علينا الاستفادة من تجارب الأخرين في هذا الشأن. أوروبا لم تنطلق من كبوة العصور الوسطى إلا بعد تحرير الدولة من سلطة البابوات.
ثانيا: تثبيت دعائم الديمقراطية السياسية القائمة على المساواة والتسامح والعدل بما يكفل للفرد حرية العقيدة والتعبير وانتخاب ممثليه.
ثالثا: مواجهة الفكر الإرهابي المعادي لكل ما هو غير سلفي. وأعتقد في هذا الصدد أنه تقع على عاتق رجال الدين الاسلامي مسؤولية ضخمة في في هذا الشأن. أرى أنه لا ينبغي إغفال الجانب التاريخي لبعض النصوص وبخاصة التي تتعلق بتكفير الأخر ومواجهته، وذلك لمواجهة التنظيمات الارهابية التي تفرغ تلك النصوص من دلالاتها التاريخية وترى انها واجبة التنفيذ في كل العصور. لقد عانى الغرب طويلا من سيطرة النصوص ولكنه تمكن من التغلب على قوى الظلام ليس بمواجهة المسيحية ولكن بالإنفتاح في فهم الكتاب المقدس.
رابعا: مراجعة الفتاوى والأحكام الصادرة عن دور الفتوى الرسمية بالدول الإسلامية ومنها على سبيل المثال "حكم الإحتفال بحلول عام 2000 الافرنجي وما يتعلق به من أمور" ألصادر عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية وغيرهما من الفتاوى والأحكام التي قد تؤثر على سلام واستقرار التعايش الإجتماعي المشترك. قراءة إحدى هذه الفتاوى يعطي الإنطباع بحجم الإنعزال والتقوقع الذي يريده رجال الفتوى لمجتمعاتنا، ناهيك عن الأثار السلبية التي تغرسها مثل هذه الفتاوى في بنيان المجتمعات المتعددة الثقافات والأديان. مثل هذه الفتاوى تقوض أركان أي مجتمع مدني مبني على التسامح وقبول الاخر.
خامسا: إعادة تاهيل رجال الدين والخطباء بما يضمن حصولهم على الحد الأدنى من التعرف بالثقافات الأخرى، فالتعرض للثقافات الأخرى لا يجب أن يكون في أطار التنافس والسعي لنقضها وهزيمتها كما هو الحال في معظم البلدان العربية والإسلامية ولكن التعرض للأخر يجب ان يكون في إطار الإحترام المتبادل والسعي لخلق ارضية مشتركة مع الجميع.
سادسا: نظم تطوير نظم التعليم القائمة على أحادية الثقافة والمصدر ، إذ ينبغي تنقية التعليم من كل ما يهين ويجرح مشاعر ويقلل من شان الأخر. أصبح من الضروري التعامل مع التعليم بنظرة مختلفة ، فالتعليم لم يعد هو التلقين، وإنما تدريب النشء على البحث العلمي الدقيق والموضوعي.
سابعا: علي وسائل الإعلام في العالم الاسلامي أن تعي أهمية الدور الذي تلعبه في تشكيل الرأي العام. ففي ظل العولمة والثورة الهائلة في نظم المعلومات والإتصالات والهجرة المنتظمة بين المجتمعات أصبح من الضروري التعامل مع الاخر كشريك لا كعدو وكاضافة لا كمرادف. وعلى وسائل الإعلام أن تتوقف عن التقليل من شان الأخر في سعيها لتعظيم الذات، وكذا عليها أن تتوقف عن التحريض ضد الأقليات الدينية والعرقية وأن تعامل مع الجميع من منظور عادل يتيح للجميع حير التعبير.
إن تعايش الحضارات يتطلب تغييرا في القيم السياسية والإجتماعية، وتطويرا للمناخ والعقليات والسلوكيات السائدة في العالمين العربي الاسلامي. فلا تعايش الحضارات طالما تواجدت الدكتاتورية وسيطرة رجال الدين وانتهاك حقوق الإنسان. ولا تعايش للحضارات مع الكراهية والحقد وإنكار الأخر. تعايش الحضارات يتواجد حيثما تواجدت قيم التسامح والمساواة والعدل بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة. دعونا نحلم بمستقبل افضل لمجتمعاتنا....
منقول ....