الشيزوفرينيا ” Schizophrenia”
هي أصل تسمية الفصام ، وأطلق عليه الطبيب النفسي الألماني كربلين عام 1896م اسم “الخرف المبكر” ،وضل على هذه التسمية إلي أن جاء الطبيب النفسي السويسري وهو يوجن بلوير (1857-1939) عام 1911م وأعطاه التسمية الحالية المتعارف عليها “Schizophrenia” وهذا المصطلح مشتق من كلمتين “Schizo” ومعناها الانقسام و”Phrenia “ومعناها العقل ،ويصاب بهذا المرض كلا الجنسين الذكور والإناث ،وعادة تكون إصابة الذكور مابين سن 15-25 عاماً ،وبين 25-35 لدى الإناث ،ونادراً ما تحدث الإصابة في سن العاشرة أو سن الخمسين ،ويقصد بهذا المرض ضعف الترابط الطبيعي المنطقي بالتفكير ،ومن ثم السلوك والتصرفات والأحاسيس ،فيمكن للشخص نفسه أن يتصرف ويتكلم ويتعامل مع الناس وبطريقة قد تبدوا طبيعية تماماً في بعض الحالات ،ولكنه يقوم ببعض التصرفات الغريبة وكأنه شخص أخر في أحيان أخرى ،لا يدرك أي شي يريد أو ماذا يريد بالتحديد ؟ ،كل هذا يكون بسبب الضلالات الغير طبيعية لهذا المريض وما يصاحبها من تهيؤات وأوهام يتهيأ له إنها تحدث أو تأمره بالقيام بأفعال غير منطقية ،فقد يسمع أشياء أحياناً وهو لا يسمعها غيره توحي له أحياناً بان هناك من يقصد إيذائه ،لذا يشعر بان نظرات الناس وتصرفاتهم تهاجمه وتترصده بالشراسة ،فيصيبه الهلع والخوف ،
وقد يبدأ هجومه أحياناً بالكذب بأشياء غير واقعية وغير موجودة أساساً ،فيوهم الشخص المستمع إليه بأنها حقيقة ،ولكن بعد برهة من الزمن تكتشف إن الحديث الذي ذكره لك ليس له أساس من الواقع ،وأحياناً يشعر هذا المريض بان لديه من القوة الجسمية والعقلية ما لم يكتسبها غيره ،فكل هذه التهيؤات تجعل من هذا المريض ينعزل تدريجياً عن المجتمع والحياة ، وقد تبدوا هذه الاضطرابات خطيرة جداً ويصعب علاجها ….. أعـــــــــــــراض المرض:- إن الإنسان الذي يصبح غير قادراً على التعامل مع مشاكل الحياة المعقدة والمؤلمة نفسياً ،فانه يلجاء للانسحاب الفكري من المجتمع الذي يعيش فيه ،وهذا الانسحاب يكون من أعماق النفس ،فأولى أعراض هذا المرض هو :- الشعور بالتوتر العضلي والعصبي وعدم القدرة على التركيز ،وعدم القدرة على النوم بصورة طبيعية أحياناً ،والانطواء والانعزال عن الآخرين والمجتمع بصورة عامة ،
ثاني أعراضه هو:
- الوهم والسراب في الأفكار والتي لا تمت للواقع بصلة لا من قريب ولا من بعيد ،فعلى سبيل المثال يتخيل هذا المريض بأنه شخصية عظيمة تتفوق على الآخرين ،وقد تدخله هذه المرحلة الي مرحلة اخرى وهي”Megalomania” جنون العظمة.. وثالث أعراض هذا المرض هو:- الهلوسة ،وبها يتخيل المريض انه يسمع ويشاهد أشياء ليس لها وجود وغير حقيقية ،وبالتالي فان المريض قد يظهر أحياناً بصورة طبيعية رغم الجمود العاطفي والاجتماعي في تصرفات المرضى وسلوكهم ،ولكن عند حدوث دورة أو نوبة فان الأعراض التي تدل على المرض تظهر على تصرفات وسلوكيات المريض. أنواع مرض انفصام الشخصية :- لهذا المرض خمسة أنواع حسب آراى خبراء الصحة النفسية .
أولاً:- الجمود الجسدي ،هذا النوع نادر الحدوث ولكنه موجود في بعض الحالات المرضية ،وهنا المريض يرفض الاستجابة لأي وسيلة اتصال يستخدمها الآخرون معه مثل الحديث الجدي أو اللمس باليدين ،بمعنى أخر يصبح المريض جثة بلا روح ..
ثانياً :-انفصام الشخصية الغير مترابط ،تعتبر هذه الدرجة من اشد الحالات المرضية ،وتتميز بحدوث معظم الأعراض الحقيقية للمرض كما سبق ذكرها مثل الجمود العاطفي والاجتماعي ،الأفكار والأوهام الغريبة ،الهلوسة والسلوكيات الشاذة .
ثالثاً :- انفصام الشخصية المصاحب بالرعب والخوف من خطر وهمي ، هذا النوع فيه يشعر المريض بأنه شخص أو شي عظيم ،ويتوهم بان الكل يحسده على هذه العظمة ،وبالتالي فانه مضطهد من قبل الآخرين الذين يسعون لإيذائه وتدميره ،وبها يظهر المريض سلوكيات العدوانية بالغضب والكذب والمراوغة تجاه الآخرين .
رابعاً :- انفصام الشخصية البسيطة أو الغير محددة ،هذا النوع يضم جميع حالات المرض والتي لا تظهر فيها الأعراض الخاصة بالأنواع الأخرى للمرض .
خامساً :- انفصام الشخصية المترسبة أو الكامنة ،يضم هذا النوع جميع المرضى الذين أصيبوا في السابق رغم علاجهم ،وبالتالي لا تظهر عليهم أية أعراض أساسية ورئيسية لوجود المرض .
أســـــــــــــــــباب حدوث هذا المرض :
- حسب الدراسات العلمية للصحة النفسية والتي أجريت على مجموعة كبيرة من المرضى ،تبين أن الإنسان المصاب بالمرض له حجم دماغ اقل من الإنسان الطبيعي الغير مصاب ،وأكدت الدراسات إن حدوث مثل هذا المرض يحدث نتيجة لتعرض المريض لحادثة أو صدمة نفسية أو عاطفية أو جسدية عنيفة أو التعرض للإساءة الجسدية والعنف وسوء المعاملة في مرحلة الطفولة و هناك بعض الدراسات تؤكد ربطه وراثيا
عـــــــــــــــــــــــلاج هذا المرض :
- يترتب أولاً على المريض الذهاب إلي احد الأطباء النفسيين لدراسة نوع الحالة المرضية ،والطبيب وحده هو سوف يقرر كيف تتم طريقة العلاج للمريض ،لا يوجدعلاج شافي مئة بالمئة فهذا غير متوفر لحد الآن رغم الجهود العلمية التي تبدل في البحث عن علاج قطعي لهذا المرض ،ولكن العلاج المستخدم هو العقاقير الطبية المؤقتة ،والعقاقير المستخدمة في العلاج تسمى
وقد يبدأ هجومه أحياناً بالكذب بأشياء غير واقعية وغير موجودة أساساً ،فيوهم الشخص المستمع إليه بأنها حقيقة ،ولكن بعد برهة من الزمن تكتشف إن الحديث الذي ذكره لك ليس له أساس من الواقع ،وأحياناً يشعر هذا المريض بان لديه من القوة الجسمية والعقلية ما لم يكتسبها غيره ،فكل هذه التهيؤات تجعل من هذا المريض ينعزل تدريجياً عن المجتمع والحياة ، وقد تبدوا هذه الاضطرابات خطيرة جداً ويصعب علاجها ….. أعـــــــــــــراض المرض:- إن الإنسان الذي يصبح غير قادراً على التعامل مع مشاكل الحياة المعقدة والمؤلمة نفسياً ،فانه يلجاء للانسحاب الفكري من المجتمع الذي يعيش فيه ،وهذا الانسحاب يكون من أعماق النفس ،فأولى أعراض هذا المرض هو :- الشعور بالتوتر العضلي والعصبي وعدم القدرة على التركيز ،وعدم القدرة على النوم بصورة طبيعية أحياناً ،والانطواء والانعزال عن الآخرين والمجتمع بصورة عامة ،
ثاني أعراضه هو:
- الوهم والسراب في الأفكار والتي لا تمت للواقع بصلة لا من قريب ولا من بعيد ،فعلى سبيل المثال يتخيل هذا المريض بأنه شخصية عظيمة تتفوق على الآخرين ،وقد تدخله هذه المرحلة الي مرحلة اخرى وهي”Megalomania” جنون العظمة.. وثالث أعراض هذا المرض هو:- الهلوسة ،وبها يتخيل المريض انه يسمع ويشاهد أشياء ليس لها وجود وغير حقيقية ،وبالتالي فان المريض قد يظهر أحياناً بصورة طبيعية رغم الجمود العاطفي والاجتماعي في تصرفات المرضى وسلوكهم ،ولكن عند حدوث دورة أو نوبة فان الأعراض التي تدل على المرض تظهر على تصرفات وسلوكيات المريض. أنواع مرض انفصام الشخصية :- لهذا المرض خمسة أنواع حسب آراى خبراء الصحة النفسية .
أولاً:- الجمود الجسدي ،هذا النوع نادر الحدوث ولكنه موجود في بعض الحالات المرضية ،وهنا المريض يرفض الاستجابة لأي وسيلة اتصال يستخدمها الآخرون معه مثل الحديث الجدي أو اللمس باليدين ،بمعنى أخر يصبح المريض جثة بلا روح ..
ثانياً :-انفصام الشخصية الغير مترابط ،تعتبر هذه الدرجة من اشد الحالات المرضية ،وتتميز بحدوث معظم الأعراض الحقيقية للمرض كما سبق ذكرها مثل الجمود العاطفي والاجتماعي ،الأفكار والأوهام الغريبة ،الهلوسة والسلوكيات الشاذة .
ثالثاً :- انفصام الشخصية المصاحب بالرعب والخوف من خطر وهمي ، هذا النوع فيه يشعر المريض بأنه شخص أو شي عظيم ،ويتوهم بان الكل يحسده على هذه العظمة ،وبالتالي فانه مضطهد من قبل الآخرين الذين يسعون لإيذائه وتدميره ،وبها يظهر المريض سلوكيات العدوانية بالغضب والكذب والمراوغة تجاه الآخرين .
رابعاً :- انفصام الشخصية البسيطة أو الغير محددة ،هذا النوع يضم جميع حالات المرض والتي لا تظهر فيها الأعراض الخاصة بالأنواع الأخرى للمرض .
خامساً :- انفصام الشخصية المترسبة أو الكامنة ،يضم هذا النوع جميع المرضى الذين أصيبوا في السابق رغم علاجهم ،وبالتالي لا تظهر عليهم أية أعراض أساسية ورئيسية لوجود المرض .
أســـــــــــــــــباب حدوث هذا المرض :
- حسب الدراسات العلمية للصحة النفسية والتي أجريت على مجموعة كبيرة من المرضى ،تبين أن الإنسان المصاب بالمرض له حجم دماغ اقل من الإنسان الطبيعي الغير مصاب ،وأكدت الدراسات إن حدوث مثل هذا المرض يحدث نتيجة لتعرض المريض لحادثة أو صدمة نفسية أو عاطفية أو جسدية عنيفة أو التعرض للإساءة الجسدية والعنف وسوء المعاملة في مرحلة الطفولة و هناك بعض الدراسات تؤكد ربطه وراثيا
عـــــــــــــــــــــــلاج هذا المرض :
- يترتب أولاً على المريض الذهاب إلي احد الأطباء النفسيين لدراسة نوع الحالة المرضية ،والطبيب وحده هو سوف يقرر كيف تتم طريقة العلاج للمريض ،لا يوجدعلاج شافي مئة بالمئة فهذا غير متوفر لحد الآن رغم الجهود العلمية التي تبدل في البحث عن علاج قطعي لهذا المرض ،ولكن العلاج المستخدم هو العقاقير الطبية المؤقتة ،والعقاقير المستخدمة في العلاج تسمى
“Antipsychotic Drugs”….
أما الازدواجية
هناك الكثير ممن يتهم الرجل العربي بإزدواجية الشخصية والتي قد تصل الى الفصام في الحالات المرضية
إن الفرد العربي بشكل عام رجلاً كان أو إمرأة مصاب بالإزدواجية , كيف لا وكل ما يقرأه لا يمارسه على أرض الواقع وإن مارسه فلن يؤمن به بل قد يتصادم معه
إن الفرد العربي يتعلم السير ضمن خطوط الطول والعرض المرسومة له , لكي يوافق العُرف الإجتماعي , ونجد أن منابع هذا العُرف تنحدر من مصادر عديدة منها التقاليد القديمة والجديدة والإرث الإجتماعي والذوق العام والتعاليم الدينية وهو يحاول جاهداً التوفيق بين هذه كلها ويُرتب تفكيره وفقاً لهذه الخطوط الحمراء الغير مُجتازة , إلا أنه حينما يغلق باب غرفته يجد عقله ومزاجه وذوقه الخاص متنفساً , فقد يتعدى حدود العُرف والتقاليد والقيَّم الدينية ويحاول أن يقرأ الممنوع أو يتفرج أو يدخل بحوار ممنوع عن طريق الإنترنيت , وقد لا يشعر بإحترام حقيقي نحو والدته أو مشاركة وجدانية مع زوجته إلا أنه يرسم خطواته بدقة شديدة حينما يخرج خارج جلده وأحاسيسه الى الخارج , خارج غرفته وبيته , فيدخل الشارع والمجتمع بجلد كثيف يمنع أي تماس لأحاسيسه الحقيقية بالعالم الخارجي , ولو إستفسرنا عن السبب لوجدنا أنه مراعاة المزاج والذوق العام ولأن هذا الفرد لا يستطيع الحياة بدون معايشة هذا الذوق العام , فبين ذوقه الخاص والذوق العام مصالح متشابكة ومشاعر مزدوجة يحاول بها إرضاء الجميع منعاً للمشاكل . وتدخل هذه المشاعر المزدوجة في صراع أبدي لا ينتهي أحياناً وقد ينتهي بنقطة توفز ترفض سيطرة الذوق العام عليه فيتخذ الفرد سبيله الى الخلف ويبدأ بداية جديدة هادفاً الى إرضاء ذوقه وعُرفه الخاص به , فهو قد يسرق من الخزينة العامة أو يطلق زوجته التي كسبت إحترام الجميع أو قد يُبدل اسلوب لبسه وتصفيف شعره , وقد يأخذ أحياناً رفضه للعُرف والمزاج العام شكل إنفجارات تبدأ عادة بوجوم أو إنغلاق تام عن المجتمع وحركته قد تطول أو تقصر ثم تبدأ فترة إنفجارات أُخرى قد تكون عنيفة كأن يدخل في إنقلابات إجتماعية ونفسية خطيرة , وكأن يتحول الى الإدمان على السكر أو المخدرات أو يتجه الى العُنف الإجتماعي والتخريب متصادماً بهذا مع كل ما تقَبله في السابق شكلياً , ولُقن من أُصول وأعراف ومفاهيم دينية . وقد يستمع ممارس الإدمان والعُنف الى المحاضرات الدينية والإجتماعية وقد يرتاح لها , لكن هذا لا يمنع من أنه يميل ميلاً شديداً نحو خلافها , والفرق هو ما يطغى هل هو تظاهره بموافقة الأعراف الإجتماعية أو ميله نحو ذوقه الخاص , وفي الحالتين هو مصاب بالإزدواجية ولا يعني هذا إن نسب الإصابة متشابهة بل تتفاوت بين كم القبول والتعايش مع المفاهيم الإجتماعية وكم الرفض لها , فكلما زادت نسبة الرفض كلما إقترب من السلوك الإجتماعي المُغاير , وتتمايز خطورة هذا السلوك ايضاً .
إن من أشد المفاهيم التي تعاني من الإزدواجية هي المفاهيم المتعلقة بالمرأة والسلوك الإجتماعي نحوها والتعامل معها ومع حقوقها ومنحها حرياتها الإجتماعية في الدراسة والعمل وإختيار الزوج وإختيار المظهر الخارجي الملائم أو المغاير للعُرف الإجتماعي .
وتتأزم في كثير من الأحيان شخصية الرجل العربي في تعامله الحقيقي مع المرأة المحيطة به في البيت والعمل , ويتأثر هذا بالمستوى الثقافي والعلمي والإجتماعي , وقد يُعاني هذا الرجل من تناقض تام بين الجانب الإيجابي والسلبي في التعامل مع المرأة ومن تناقض بين كل المعلومات النظرية والتعايش مع الثقافات الأخرى وبين الجانب العملي المُعاش في المجتمع العربي , حيث يفرض الواقع المتخلف نفسه في مجال حقوق المرأة , ويفرض العُرف الإجتماعي نفسه في التعامل ما بين الرجل والمرأة , وقد تتغلب المعلومات النظرية والتعايش الثقافي مع الثقافة الغربية , لكن هذا الأخير هو الأقل كماً ونوعاً في تقلبات نفسية الفرد العربي سواء أكان المثقف والمتعلم أو الأقل تعليم .
وهكذا يعيش المجتمع العربي رجلاً كان أو إمرأة حالة من الصراع الدائم بين ما هو محسوس ومطلوب بإلحاح في بناء الذوق الخاص وبين ما هو شائع ومشروع في بناء الذوق العام , ما عدا قضية المرأة حيث كان المنتصر في الغالب هو الذوق والعُرف العام لا المزاج والذوق الخاص والدليل على ذلك ما تعاني منه المراة العربية من حرمان لجميع الحقوق الإجتماعية .
إن الفرد العربي بشكل عام رجلاً كان أو إمرأة مصاب بالإزدواجية , كيف لا وكل ما يقرأه لا يمارسه على أرض الواقع وإن مارسه فلن يؤمن به بل قد يتصادم معه
إن الفرد العربي يتعلم السير ضمن خطوط الطول والعرض المرسومة له , لكي يوافق العُرف الإجتماعي , ونجد أن منابع هذا العُرف تنحدر من مصادر عديدة منها التقاليد القديمة والجديدة والإرث الإجتماعي والذوق العام والتعاليم الدينية وهو يحاول جاهداً التوفيق بين هذه كلها ويُرتب تفكيره وفقاً لهذه الخطوط الحمراء الغير مُجتازة , إلا أنه حينما يغلق باب غرفته يجد عقله ومزاجه وذوقه الخاص متنفساً , فقد يتعدى حدود العُرف والتقاليد والقيَّم الدينية ويحاول أن يقرأ الممنوع أو يتفرج أو يدخل بحوار ممنوع عن طريق الإنترنيت , وقد لا يشعر بإحترام حقيقي نحو والدته أو مشاركة وجدانية مع زوجته إلا أنه يرسم خطواته بدقة شديدة حينما يخرج خارج جلده وأحاسيسه الى الخارج , خارج غرفته وبيته , فيدخل الشارع والمجتمع بجلد كثيف يمنع أي تماس لأحاسيسه الحقيقية بالعالم الخارجي , ولو إستفسرنا عن السبب لوجدنا أنه مراعاة المزاج والذوق العام ولأن هذا الفرد لا يستطيع الحياة بدون معايشة هذا الذوق العام , فبين ذوقه الخاص والذوق العام مصالح متشابكة ومشاعر مزدوجة يحاول بها إرضاء الجميع منعاً للمشاكل . وتدخل هذه المشاعر المزدوجة في صراع أبدي لا ينتهي أحياناً وقد ينتهي بنقطة توفز ترفض سيطرة الذوق العام عليه فيتخذ الفرد سبيله الى الخلف ويبدأ بداية جديدة هادفاً الى إرضاء ذوقه وعُرفه الخاص به , فهو قد يسرق من الخزينة العامة أو يطلق زوجته التي كسبت إحترام الجميع أو قد يُبدل اسلوب لبسه وتصفيف شعره , وقد يأخذ أحياناً رفضه للعُرف والمزاج العام شكل إنفجارات تبدأ عادة بوجوم أو إنغلاق تام عن المجتمع وحركته قد تطول أو تقصر ثم تبدأ فترة إنفجارات أُخرى قد تكون عنيفة كأن يدخل في إنقلابات إجتماعية ونفسية خطيرة , وكأن يتحول الى الإدمان على السكر أو المخدرات أو يتجه الى العُنف الإجتماعي والتخريب متصادماً بهذا مع كل ما تقَبله في السابق شكلياً , ولُقن من أُصول وأعراف ومفاهيم دينية . وقد يستمع ممارس الإدمان والعُنف الى المحاضرات الدينية والإجتماعية وقد يرتاح لها , لكن هذا لا يمنع من أنه يميل ميلاً شديداً نحو خلافها , والفرق هو ما يطغى هل هو تظاهره بموافقة الأعراف الإجتماعية أو ميله نحو ذوقه الخاص , وفي الحالتين هو مصاب بالإزدواجية ولا يعني هذا إن نسب الإصابة متشابهة بل تتفاوت بين كم القبول والتعايش مع المفاهيم الإجتماعية وكم الرفض لها , فكلما زادت نسبة الرفض كلما إقترب من السلوك الإجتماعي المُغاير , وتتمايز خطورة هذا السلوك ايضاً .
إن من أشد المفاهيم التي تعاني من الإزدواجية هي المفاهيم المتعلقة بالمرأة والسلوك الإجتماعي نحوها والتعامل معها ومع حقوقها ومنحها حرياتها الإجتماعية في الدراسة والعمل وإختيار الزوج وإختيار المظهر الخارجي الملائم أو المغاير للعُرف الإجتماعي .
وتتأزم في كثير من الأحيان شخصية الرجل العربي في تعامله الحقيقي مع المرأة المحيطة به في البيت والعمل , ويتأثر هذا بالمستوى الثقافي والعلمي والإجتماعي , وقد يُعاني هذا الرجل من تناقض تام بين الجانب الإيجابي والسلبي في التعامل مع المرأة ومن تناقض بين كل المعلومات النظرية والتعايش مع الثقافات الأخرى وبين الجانب العملي المُعاش في المجتمع العربي , حيث يفرض الواقع المتخلف نفسه في مجال حقوق المرأة , ويفرض العُرف الإجتماعي نفسه في التعامل ما بين الرجل والمرأة , وقد تتغلب المعلومات النظرية والتعايش الثقافي مع الثقافة الغربية , لكن هذا الأخير هو الأقل كماً ونوعاً في تقلبات نفسية الفرد العربي سواء أكان المثقف والمتعلم أو الأقل تعليم .
وهكذا يعيش المجتمع العربي رجلاً كان أو إمرأة حالة من الصراع الدائم بين ما هو محسوس ومطلوب بإلحاح في بناء الذوق الخاص وبين ما هو شائع ومشروع في بناء الذوق العام , ما عدا قضية المرأة حيث كان المنتصر في الغالب هو الذوق والعُرف العام لا المزاج والذوق الخاص والدليل على ذلك ما تعاني منه المراة العربية من حرمان لجميع الحقوق الإجتماعية .
منقول لتعم الفائده