اسماعيل خليل
السبت 23 أيار 2009أسواق بانياس
رحلة بدأت بـ"النول" والخيط فدخلت جميع البيوت، بل تعدت ذلك وتجاوزت حدود الزمان والمكان، فنالت صناعة أقمشة الستائر والمفروشات السورية إعجاب الكثيرين داخل حدود موطنها وخارجه.
للتعرف على قصة هذه الصناعة الهامة في مجال الديكور والتي تحولت إلى فن وإبداع للمنتجات السورية، eSyria قام بتاريخ 19/5/2009 بجولة تعرف من خلالها على أشهر أصناف هذه الأقمشة وأسباب تميزها ومنافستها للعديد من الأصناف الأجنبية.
خلال هذه الجولة وبحثاً عن أفضل الاختصاصيين في هذا المجال التقينا بـ"نجم وكيل" الذي حدثنا عن خبرة عدة أعوام فقال: «تعود جودة منتجات الستائر الوطنية إلى الاعتماد على آلات النسيج الالكترونية الألمانية والتي دخل في عملها الحاسب في السنوات الأخيرة، حيث يحرص أصحاب المعامل في "حلب" على تميز الصناعات النسيجية السورية باستخدام هذه الآلات بالرغم من ارتفاع أسعارها، والدليل على هذه الجودة مقارنة أسعار أقمشة الستائر السورية بنظيرتها الصينية.
بهذا حرص هؤلاء على المحافظة على ما ورثوه من أجدادهم من عراقة هذه المهنة التي كانت تعتمد على "النول" وتميزت بجودتها على مر السنين فهم أحفاد النساج الأوائل».
جميع تفاصيل هذه المنتجات تحمل دلالة واضحة على جودتها وتميزها بدءاً من الآلة وحتى الإكسسوارات التي أضاف عنها: «بالنسبة للإكسسوارات يتم تصنيعها لدى بعض العائلات في المنزل وبشكل يدوي مما يكسبها هذه الجمالية اعتماداً على الأشرطة الحريرية و"الكلفة" (أشرطة حريرية لتزيين أطراف الستائر) فتعطيها طابعاً شرقياً».
وتابع مؤيداً كلامه بما نسمعه من وسائل الإعلام أو حتى بزيارة المعارض المتخصصة والتي تقام في بلدان متعددة: «مما ساهم أيضاً في إعطاء أقمشة الستائر السورية شهرة أوسع هو عرضها في عدة معارض دولية وتميزها عن غيرها
نجم وكيل |
والناحية الأخرى التي تضيف الجمالية على هذه الستائر هي المهارات الفردية لأصحاب المحلات في ابتكار الموديلات المختلفة والألوان والقياسات المناسبة للمنزل وللجدران وألوانها.
وقد وصلت شهرة أقمشة الستائر السورية إلى درجة أن السياح حين يأتون إلى "سورية" يتوجهون بداية إلى محلات الستائر كونها مشهورة عالمياً لتزيين بيوتهم».
هذه اللوحات الفنية التي تعد ضرورة في كل منزل تحتاج إلى مكملات أخرى أضاف عنها: «أما قضبان هذه الستائر فكنا نستوردها من "كندا" بأسعار مرتفعة، وتأسس في "حلب" منذ حوالي ثمانية أعوام معملاً وفي "دمشق" أيضاً لتصنيع هذه القضبان فأصبحت متوفرة بأسعار معقولة».
الكلمات الأولى في المحل الآخر كانت عن جودة الأنواع السورية بنيلها الجوائز، وذلك عند سؤالنا عن الأصناف المحلية من هذه الأقمشة وشهرتها، حيث أخبرنا "محمد صهيوني" عنها قائلاً: «يقسم قماش الستائر إلى عدة أنواع رئيسية معتمدة وهي "تفتا"، "حرير"، "مخمل"، "ساتان"، "شانيل"، "فوال" و"شير" مطرز ويوجد (ساده) وهو أقل طلباً، أما "التفتا"- ويسمونه "تفتا صانجان"، يتميز باللمعان وإعطاء عدة ألوان بحسب جهة النظر إليه، ويمكن أن يطرز بخيط حرير أو قصب وآخر موضة هي "الشير" المطرز بالجلد والمخمل.
يتفرع من هذه الأصناف أنواع كثيرة مختلفة الألوان والتطريز والجودة والسعر مما يتماشى مع مختلف الأذواق، وأغلب هذه البضائع مصدرها حلبي حيث يتم تزويدنا بمساطر جديدة بشكل دائم وتوجد أنواع جديدة كل شهر تقريباً».
المشاركات السنوية لهذه المنتجات أعطت للمهتمين فرصة المقارنة بين
الخطوات الأخيرة |
أما المخامل السورية فهي أشهرها وأجودها للمفروشات وهي معروفة عالمياً، وتوجد منها أنواع خاصة بالتصدير، كما يعرف عن المخامل السورية نيلها لجوائز عالمية وهي مفضلة في العديد من دول العالم و"أوروبا"».
وتابع عن بقية التفاصيل التي تعد سبباً في اجتياز هذه الأقمشة سلم النجاح وصولاً إلى إرضاء ذوق الزبائن بشكل كامل، حيث عبر بالقول: «يتبع هذه المهنة خياطة وتركيب الموديل التي تعتمد على مهارة الكادر فهذه بدورها تظهر جمالية القماش في المنزل.
والأسباب الرئيسية لنجاح الأقمشة والستائر السورية هي الجودة في التصنيع والسعر المناسب والسمعة الطيبة إضافة إلى تعدد الموديلات والألوان التي تناسب أي ذوق، فمثلاً يوجد لدينا ما يقارب الألف لون من قماش المفروشات والستائر، وأقمشة المفروشات بدورها تعتمد أكثرها على "الشانيل" و"المخامل"، ويتميز "الشانيل" بألوان الموضة أكثر من المخامل وهناك ألوان دارجة مثل "الأحمر"، "الأسود"، "تركواز" و"المعرف"».
التساؤل الذي انتظرنا الإجابة عنه منذ بداية حديثنا هو حول المقارنة بالأنواع الأجنبية، وعنه أجاب: «البضائع الأجنبية يمكن أن تدخل في صناعتها تكنولوجيا أحدث وأن تكون مماثلة في الجودة ومبتكرة لموديلات مختلفة لكن لا نعتمد عليها لأن الوطنية مطلوبة بشكل دائم كما أن أي مشكلة في البضائع يمكن استبدالها،
مخامل مع شير مطرز وإكسسوارات كريستال |
ومن أحد الكوادر التي تساهم في نقل هذا العمل إلى رقعة اقتربت من ساحة الفن يقول "بلال البدوي": «عملي في مجال الستائر هو منذ عشر سنوات تقريباً، نقوم بمساعدة الزبائن على اختيار اقمشة الستائر ثم نقوم بتصميم أشكالها بما يتناسب مع الغرفة مثل الألوان وديكور الجبصين والمفروشات، فهذا يعد جزءاً مهماً لاكتمال الديكور-"اللوحة" في المنزل، وحتى أنه يمكن القول أن الديكور في المنزل لا يكتمل من دون الستائر».