أقيم في القاهرة منتصف القرن الماضي مهرجانٌ شعري كبير بمناسبة مرور ألف عامٍ على وفاة الشاعر الفيلسوف
"أبي العلاء المعرّي" شارك فيه كبار الشعراء العرب في ذلك الحين ومنهم الشاعر الكبير بدوي الجبل الذي
ألقى قصيدةً من أجمل ما قاله من شعر حتى أن عميد الأدب العربي د.طه حسين والذي كان يرأس المهرجان
همس في أذن من بجانبه (لقد قفز الأرنب)يقصد أن بدوي الجبل قد حلّق بقصيدته بعيداً عن بقيّة الشعراء
و هي قصيدةٌ طويلةٌ تزيد عن تسعين بيتاً اخترت لكم منها هذه الأبيات:
حَلِيَ النّديُّ كَرامةً للرّاحِ
عَجَباً أتُسكرُنَا و أنتَ الصّاحِي
لكَ في السّرائرِ بدعةٌ مرموقةٌ
أنسُ المُقيمِ و جَفوةُ النَزّاح
الدّهرُ مُلكُ العبقريّة وحدَها
لا مُلكُ جبّارٍ و لا سفّاح
و الكونُ في أسرارهِ و كنوزهِ
للفكرِ لا لوغىً و لا لسلاح
لا تصلحُ الدّنيا و يصلحُ امرُها
إلاّ بفكرٍ كالشعاعِ صراح
أعمىً تلفّتت العصورُ فما رَأَت
عندَ الشّموسِ كنورهِ اللّماح
نَفَذَت بصيرتُه لأسرارِ الدّجى
فَتَبرّجت منها بألفِ صَباح
من راحَ يحملُ في جوانحه الضّحى
هانت عليه أشعّةُ المصباح
أمصوّرَ الدّنيا جَحيما فائراً
يرمي العصورَ بجمرهِ اللّفّاح
هوّن عليك ففي النّفوس بقيّةٌ
من رحمةٍ و مروءةٍ و سَماح
خَلفَ الهجيرِ و عنفهِ و لهيبهِ
ما شئتَ من ظلٍّ و طِيبِ نفاح
إيهٍ رهينَ المحبسين ألَم يَئِن
إطلاقُ مأسورٍ وفكُّ سَراح
أتَضيقُ بالأنثى و حبّكَ لم يَضِق
بالوحش بين سباسبٍ و بطاح
يا ظالمَ التّفاحِ في وَجَناتها
لو ذقتَ بعضَ شَمائِلِ التفّاح
عطرٌ أحبُّ منَ المُنَى و غِلالةٌ
بدعٌ فمِن وهجٍ و من أفراح
هيَ صورةٌ لِّلهِ جلّ جَلالهُ
عزّت نظائِرُها على الألواح
إيهٍ حكيمَ الدّهرِ أيّ مَليحةٍ
ضنّت عليكَ بِعطرِها الفوّاح
أسكنتَهَا القلبَ الرّحيمَ فَرَابَها
ما فيه من شكوى و رجعِ نُواح
جَرحَت إباءكَ و الحياءُ فأقفَلا
بابَ المنى و رميتَ بالمفتاح
لو أنصفتكَ سقتكَ خَمرةَ رِيقِهَا
سَكرُ العقولِ و فتنةُ الأرواح
و لأسعفَتكَ على الهَوى بمُعَطّرٍ
بالحسنِ لا بشقائقٍ و أقاح
لا تُخفِ حُبّكَ بالضَغِينةِ و الأذَى
الحبُّ جوهرُ حقدِكَ المِلحاح
و أَطِل هجاءَكَ ما تشاءُ فَخَلفُه
غُررٌ مُنضّرةٌ منَ الأمداح
العبقريّةُ و الجمالُ تَحدّرا
من نبعةٍ و تَسَلسَلا مِن راح
إنّ التي حرمتكَ نِعمةَ حُبِّها
و أبيكَ عارُ كواعبٍ و مِلاح
سمعاً حكيمَ الدّهرِ فهي قصيدةٌ
-و أبيك- بدعُ مغرّدٍ صَدّاح
هل في ثَراكَ على المَعَرّةِ موضعٌ
بينَ العُيونِ لدَمعيَ السَحّاح
حَنَتِ النّفوسُ عليهِ تسكبُ حبَّها
فَجَلت براحَ البيدِ غيرَ بَراح
فاعذُر إذا لم أوفِ مَجدَكَ حَقّه
لُجَجُ الخِضَمِّ طَغَت على السَبَّاح
"أبي العلاء المعرّي" شارك فيه كبار الشعراء العرب في ذلك الحين ومنهم الشاعر الكبير بدوي الجبل الذي
ألقى قصيدةً من أجمل ما قاله من شعر حتى أن عميد الأدب العربي د.طه حسين والذي كان يرأس المهرجان
همس في أذن من بجانبه (لقد قفز الأرنب)يقصد أن بدوي الجبل قد حلّق بقصيدته بعيداً عن بقيّة الشعراء
و هي قصيدةٌ طويلةٌ تزيد عن تسعين بيتاً اخترت لكم منها هذه الأبيات:
حَلِيَ النّديُّ كَرامةً للرّاحِ
عَجَباً أتُسكرُنَا و أنتَ الصّاحِي
لكَ في السّرائرِ بدعةٌ مرموقةٌ
أنسُ المُقيمِ و جَفوةُ النَزّاح
الدّهرُ مُلكُ العبقريّة وحدَها
لا مُلكُ جبّارٍ و لا سفّاح
و الكونُ في أسرارهِ و كنوزهِ
للفكرِ لا لوغىً و لا لسلاح
لا تصلحُ الدّنيا و يصلحُ امرُها
إلاّ بفكرٍ كالشعاعِ صراح
أعمىً تلفّتت العصورُ فما رَأَت
عندَ الشّموسِ كنورهِ اللّماح
نَفَذَت بصيرتُه لأسرارِ الدّجى
فَتَبرّجت منها بألفِ صَباح
من راحَ يحملُ في جوانحه الضّحى
هانت عليه أشعّةُ المصباح
أمصوّرَ الدّنيا جَحيما فائراً
يرمي العصورَ بجمرهِ اللّفّاح
هوّن عليك ففي النّفوس بقيّةٌ
من رحمةٍ و مروءةٍ و سَماح
خَلفَ الهجيرِ و عنفهِ و لهيبهِ
ما شئتَ من ظلٍّ و طِيبِ نفاح
إيهٍ رهينَ المحبسين ألَم يَئِن
إطلاقُ مأسورٍ وفكُّ سَراح
أتَضيقُ بالأنثى و حبّكَ لم يَضِق
بالوحش بين سباسبٍ و بطاح
يا ظالمَ التّفاحِ في وَجَناتها
لو ذقتَ بعضَ شَمائِلِ التفّاح
عطرٌ أحبُّ منَ المُنَى و غِلالةٌ
بدعٌ فمِن وهجٍ و من أفراح
هيَ صورةٌ لِّلهِ جلّ جَلالهُ
عزّت نظائِرُها على الألواح
إيهٍ حكيمَ الدّهرِ أيّ مَليحةٍ
ضنّت عليكَ بِعطرِها الفوّاح
أسكنتَهَا القلبَ الرّحيمَ فَرَابَها
ما فيه من شكوى و رجعِ نُواح
جَرحَت إباءكَ و الحياءُ فأقفَلا
بابَ المنى و رميتَ بالمفتاح
لو أنصفتكَ سقتكَ خَمرةَ رِيقِهَا
سَكرُ العقولِ و فتنةُ الأرواح
و لأسعفَتكَ على الهَوى بمُعَطّرٍ
بالحسنِ لا بشقائقٍ و أقاح
لا تُخفِ حُبّكَ بالضَغِينةِ و الأذَى
الحبُّ جوهرُ حقدِكَ المِلحاح
و أَطِل هجاءَكَ ما تشاءُ فَخَلفُه
غُررٌ مُنضّرةٌ منَ الأمداح
العبقريّةُ و الجمالُ تَحدّرا
من نبعةٍ و تَسَلسَلا مِن راح
إنّ التي حرمتكَ نِعمةَ حُبِّها
و أبيكَ عارُ كواعبٍ و مِلاح
سمعاً حكيمَ الدّهرِ فهي قصيدةٌ
-و أبيك- بدعُ مغرّدٍ صَدّاح
هل في ثَراكَ على المَعَرّةِ موضعٌ
بينَ العُيونِ لدَمعيَ السَحّاح
حَنَتِ النّفوسُ عليهِ تسكبُ حبَّها
فَجَلت براحَ البيدِ غيرَ بَراح
فاعذُر إذا لم أوفِ مَجدَكَ حَقّه
لُجَجُ الخِضَمِّ طَغَت على السَبَّاح