نورس علي
الاثنين 22 آذار 2010التعريف بالزراعة العضوية، وتوضيح تجربة بعض المزارعين الذين تحولوا لهذه الزراعة والنتائج التي توصلوا إليها هي غاية اليوم الحقلي الذي أقامه مشروع التعزيز المؤسساتي للزراعة العضوية في سورية بالتعاون مع مديرية زراعة "طرطوس" شعبة الإرشاد الزراعي في محافظة "طرطوس"- منطقة "الخراب" بتاريخ 18/3/2010.
وقد تخلل النشاط بعض المداخلات التوضيحية ممن تحولوا إلى الزراعة العضوية، وعملوا بها على مدار عدة سنوات، ومنهم السيد "ابراهيم قطريب" الذي التقاه موقع eTartus ليحدثنا عن تجربته في هذه الزراعة ومبدأ العمل بها، حيث يقول:
«الزراعة العضوية هي نظام إنتاج يتجنب أو يستبعد استخدام الأسمدة والمبيدات ومنظمات النمو والإضافات العلفية المركبة صناعياً، حيث تعتمد هذه الزراعة على الدورة الزراعية الطبيعية وبقايا المحاصيل والأسمدة البلدية والبقوليات والأسمدة الخضراء والفضلات العضوية من خارج المزرعة والمكافحة الحيوية للآفات».
ويتابع: «تشمل الزراعة العضوية جميع الأنظمة الزراعية التي تدعم إنتاج الأغذية الصحيحة بيئياً واجتماعياً واقتصادياً، وتعتبر هذه الأنظمة خصوبة التربة بالاعتماد على الموارد المحلية مفتاحاً أساسياً لإنتاج ناجح، حيث تهدف إلى احترام القدرة الطبيعية للنبات والحيوان والطبيعة القادرة على تحسين النوعية في جميع نواحي الزراعة العضوية».
للزراعة العضوية مبادئ هامة وأساسية، يوضحها بقوله السيد "قطريب": «تعتمد هذه الزراعة على أربعة مبادئ أولها، مبدأ الصحة حيث يجب أن تعمل الزراعة العضوية على تعزيز وتحسين صحة التربة والنبات والإنسان والكوكب ككيان واحد لا يتجزأ، وثانياً مبدأ البيئة حيث يجب أن تستند الزراعة
السيد "ابراهيم قطريب" |
أما المبدأ الثالث فهو مبدأ العدالة الذي تعتمده هذه الزراعة فيه على بناء علاقات تحقق العدل فيما يتعلق بالبيئة والمحيط العام وفرص الحياة المشتركة، وأخبراً مبدأ الرعاية حيث يجب إدارة الزراعة العضوية بأسلوب وقائي ومسؤول لحماية صحة الأجيال الحالية والقادمة ورفاهيتها وحماية البيئة معها».
ويقول السيد "ربيع خولي" أحد المزارعين المستجدين في الزراعة العضوية موضحاً رأيه بهذه التجربة: «تجربة الزراعة العضوية تجربة رائعة إذا تهيأت لها البنية التحتية، من قوانين ناظمة وسوق تصريف وإعلان متميز، لتخرج من الحلقة المغلقة إلى الشمولية لأكبر عدد ممكن من الإخوة المزارعين ممن لا يعرفون عنها أي شيء، فهي الزراعة الأفضل للصحة وذات مردود اقتصادي متميز».
الاستعاضة عن المواد السامة المصنعة بالمواد الطبيعية غير المصنعة لعملية المكافحة والتغذية، يوضح ذلك بقوله: «بداية تعرفي إلى هذا النمط من الزراعة كان بمثابة إعجاب بطريقة المكافحة بالأعداء الحيوية الموجودة في الطبيعة والتي نعمل على فنائها بطريقة الزراعة التقليدية، وأيضاً طريقة التغذية الطبيعية، حيث يمكن أن نغذي التربة بعناصر غذائية طبيعية موجودة
الدكتورة "غادة بالقار" |
وتوضح المهندسة "ربى سمعان" أهمية هذه الزراعة بيئياً بقولها: «تعتمد هذه الزراعة طبيعياً على حفظ جميع صور الحياة الطبيعية، من خلال المحافظة على التوازن البيئي ما بين المجتمع الحشري والفطري الممرض للنبات والأعداء الحيوية الطبيعية لها، وذلك بعدم استخدام المواد السامة والكيماوية والغازات الطيارة الخاصة بعملية التعقيم والمكافحة».
وتشير الدكتورة "غادة بالقار" أحد المشاركين في اليوم الحقلي من مركز البحوث الزراعية في وزارة الزراعة إلى المعنى العلمي للزراعة العضوية بقولها: «الزراعة العضوية هي نمط زراعي لإنتاج غذاء صحي آمن دون استخدام أي مداخلات خارجية، وهي الأسمدة والمبيدات الصناعية، إضافة إلى استخدام برامج إدارة للتربة وعناصرها الغذائية والوقائية».
وتتابع: «ثم الخضوع إلى نظام تفتيش من جهات منح الشهادات عبر مفتشين مختصين يعملون على تفتيش الموقع الخاص بالمزارع المتحول إلى الزراعة العضوية بعد تقديم شرح مفصل مدعوم بالثبوتيات المطلوبة، ليصار بعدها إلى قرار اللجنة بأن المنتج الزراعي عضوي، حيث
الحضور |
أما السيد "عدنان محمد" رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية الزراعة يؤكد لنا على أهمية هذا اليوم الحقلي بقوله: «أهمية هذا النشاط تتلخص بعرض هذه الفكرة على أكبر عدد من المزارعين بعد تحول أحد مزارعي المنطقة وتجربته لها، وتوضيح نتائجها وأهميتها ومردودها الاقتصادي والاجتماعي والبيئي».