معبد بيت كاسي
(حصن سليمان )هو الاسم الشائع لهذا المعبد العظيم ولعل سذاجةأهل المنطقة الذين هالتهم ضخامته وراعهم جمالهلا هي ما دفعهم إلى إطلاق ِ هذا الاسم عليه إذ تطرَّق الظَّنُّ إلى نفوسهم أنَّ هذا البناء الضخم لا يستطيع بناءه بشرفمن الأسهل نسبته إلى سليمان الذي سخّر الله له الجن في أعمال البناء
يقع معبد بيت كاسي -ومعناه بالفينيقيَّة (بيت الخروع ) وصُحِّفَ لاحقاً إلى (بيت سيسي) و(بيت خيخي)-إلى الشمال الشرقي من مدينة صافيتا على مسافة 20 كم في منخفض من الأرض تحيط به المرتفعات الجبليةويبعد عن طرطوس 50 كم شرقًا
ويرتفع عن سطح البحر 790م
ويظنّ من يشاهد المعبد الآن أنه بني في مكان منعزل ناء ولكنه في الحقيقة
بني على طريق حيوي يربط الساحل السوري بسوريا الداخلية و تعبره قوافل الآراميين والفينيقيين من البحر المتوسط إلى نهر العاصي
معبد بيت كاسي(مشهد عام)
قصة بناء المعبد :
يعود بناء معبد بيت كاسي إلى العصر الذهبي لمملكة أرواد الفينيقية في القرن الخامس ق.م ليكون مركزاً متقدماً لأرواد على طريق القوافل وورد في قصَّة بنائه بناء أن ملك أرواد أمر ببناء معبد على الصخرة التي فجّر منها "بعل " ينبوعاً مقدساً تشفي مياهه من الأمراض لتشرب منه القوافل وصار أهمّ معبد في مملكة أرواد وكان الطريق من "عمريت"على شاطئ المتوسط إلى بيت كاسي يمرّ وسط الغابات ويسير المسافر فيه في ظلّ الأشجار على طول الطريق وصار أهل مملكة أرواد يقصدونه من جميع أرجاء المملكة للاستشفاء وتقديم القرابين ثم أصبح لهذا المعبد عيدٌ سنوي في الربيع يجتمع فيه المؤمنون مدة أسبوعين في كرنفالات احتفاليَّة يحضرها الملك والأسرة المالكة تتلى فيها الأوامر الملكية الجديدة التي كانت تشتمل غالباً على عفو ٍخاص عن بعض اللائذين بالمعبد من المحكومين كما تقام على هامش الموسم حفلات التعارف و الخطوبة بين الشباب والفتيات غير المتزوِّجين كما تقام حفلات الزفاف بمباركة "عشتار"
وظلّ المعبد على هذه الحالة من الازدهار حتى انحسرنفوذ مملكة أرواد وتدفّقت إلى المنطقة قبائل آرامية فرّت من بطش الآشوريين و قدتعبَّد الآراميون فيه ردحاً من الزَّمن ليهجر لاحقاً مع دخول الإغريق إلى سوريا و تتخرَّب أبنيته بشكل كبير
في عام 162ق.م أعاد أنطيوخس الثاني ملك سوريا السلوقي بناء المعبد على شكله الحالي بناءً على رؤيا طلب إليه زيوس فيها بناء معبد له في تلك المنطقة وقد عثر فوق أحد أعمدة المعبد على الرِّسالة التي وجَّهها أنطيوخس إلى واليه على المنطقة يأمره ببناء المعبد وقصر ريع الأراضي المحيطة به عليه وإقامة سوق ومعرض ٍ معفيّين من الضَّرائب فيه عند بداية ومنتصف كلِّ شهر ٍ-وقد ظلَّ هذا التَّقليد متَّبعاً حتى القرن الثَّاني الميلادي_ وقد عكس هذا الصرح حالة القوة التي كانت تتمتع بها سوريا في ذلك العهد حيث كانت حاضرة العالم دون شك وتمتد من الهضبة الإيرانية شرقاً إلى المتوسط غرباً ومن أقصى الأناضول شمالاً إلى غزة جنوباً
أطلال الهيكل(قدس الأقداس)
وصف المعبد:
يتألف المعبد من كتلتين منفصلتين تمثِّل الأولى المعبد الرئيسي ويطلق على الثَّانية اسم الدير لبناء كنيسة فيها خلال العهد البيزنطي ومن الواضح أن هذا الجزء قد أضيف في زمن الرومان
يتألف المعبد الرئيسي من السور الخارجي والهيكل أو قدس الأقداس بني السور الخارجي للمعبد بحجارة كلسية غاية في الضخامة تبلغ أبعاد بعضها 3×9×1.2 مترًا
ويأخذ شكل مستطيل باتجاه شمال جنوب، وفي كل جانب من جوانب السور الأربعة بوابة يتم العبور من خلالها إلى داخل حرم المعبد يقع الباب الرئيسي في الشمال ويتألف من ثلاثة مداخل وعرضه 15م وكان للمدخل رواق خارجي وآخر داخلي يستند كل منها على ثمانية أعمدة والرواق الخارجي كان فيه محرابان ومدخلان جانبيان وقوس جميل على المدخل. أما بابي الشرق والغرب فكانا متماثلين، ولكل واحد منهما محرابان، وفي أعلى الباب لوح حجري مزخرف. أما الباب الشرقي فعليه نقش لرأس رجل وكتابة يونانيةوفي نهاية الجدار الشمالي ثمَّة نقش لأسدين وكتابة أضيفت فيما بعد عام 255 م خلال حكم الإمبراطورين فاليريان وجالينوس. و قد زيّنت البوابات الضخمة بنقوش مختلفة تمثّل النسر والأسد والثور وكتابات يونانية وينتصب هيكل المعبد في أعلى نقطة من منتصف الحرم، وهو بناء مستطيل أبعاده 14×50م بني بحجارة كلسية محلية منحوتة يشكل دقيق، وحجمها أصغر بكثير من الأحجام المستخدمة في جدران الحرم الكبير وقد انهار هذا الهيكل الرائع بعوامل الزمن ولكن أحجاره لم تزل في مكا ن سقوطها ولعل ما دفع عنها اللصوص هو ضخامتها
الباب الرئيسي من الداخل
وقد عثر في أرجاء المعبد حتَّى الآن على أربعةَ عشرَ نقشاً باليونانيَّة واللاتينيَّة تتحدَّث عن نذور ٍ وقرابين ويشتمل أحدها على إقرار ٍ من مريض ٍ أنَّه زار ستِّين طبيباً دون جدوى حتى إذا وطأ هذا المعبد برأ من سقامه
يجمع كل من يرى هذا الصرح الرائع أنه لا مثيل له من حيث الضخامة وحجم الأحجار المستخدمة في بنائه ورغم ذلك فإنه لا يحظى بأية عناية من الجهات المختصة وليس ثمَّة شكّ في أنَّ السلطات المعنية إذا ما أحسنت الاهتمام بهذا المعبد فإن من شأنه أن يكون مزاراً سياحياً يستقطب الزائرين من كلِّ حدب ٍ وصوب .
أثينا(ربة النصر )حامية المعبد (ت.الحارث)
(حصن سليمان )هو الاسم الشائع لهذا المعبد العظيم ولعل سذاجةأهل المنطقة الذين هالتهم ضخامته وراعهم جمالهلا هي ما دفعهم إلى إطلاق ِ هذا الاسم عليه إذ تطرَّق الظَّنُّ إلى نفوسهم أنَّ هذا البناء الضخم لا يستطيع بناءه بشرفمن الأسهل نسبته إلى سليمان الذي سخّر الله له الجن في أعمال البناء
يقع معبد بيت كاسي -ومعناه بالفينيقيَّة (بيت الخروع ) وصُحِّفَ لاحقاً إلى (بيت سيسي) و(بيت خيخي)-إلى الشمال الشرقي من مدينة صافيتا على مسافة 20 كم في منخفض من الأرض تحيط به المرتفعات الجبليةويبعد عن طرطوس 50 كم شرقًا
ويرتفع عن سطح البحر 790م
ويظنّ من يشاهد المعبد الآن أنه بني في مكان منعزل ناء ولكنه في الحقيقة
بني على طريق حيوي يربط الساحل السوري بسوريا الداخلية و تعبره قوافل الآراميين والفينيقيين من البحر المتوسط إلى نهر العاصي
معبد بيت كاسي(مشهد عام)
قصة بناء المعبد :
يعود بناء معبد بيت كاسي إلى العصر الذهبي لمملكة أرواد الفينيقية في القرن الخامس ق.م ليكون مركزاً متقدماً لأرواد على طريق القوافل وورد في قصَّة بنائه بناء أن ملك أرواد أمر ببناء معبد على الصخرة التي فجّر منها "بعل " ينبوعاً مقدساً تشفي مياهه من الأمراض لتشرب منه القوافل وصار أهمّ معبد في مملكة أرواد وكان الطريق من "عمريت"على شاطئ المتوسط إلى بيت كاسي يمرّ وسط الغابات ويسير المسافر فيه في ظلّ الأشجار على طول الطريق وصار أهل مملكة أرواد يقصدونه من جميع أرجاء المملكة للاستشفاء وتقديم القرابين ثم أصبح لهذا المعبد عيدٌ سنوي في الربيع يجتمع فيه المؤمنون مدة أسبوعين في كرنفالات احتفاليَّة يحضرها الملك والأسرة المالكة تتلى فيها الأوامر الملكية الجديدة التي كانت تشتمل غالباً على عفو ٍخاص عن بعض اللائذين بالمعبد من المحكومين كما تقام على هامش الموسم حفلات التعارف و الخطوبة بين الشباب والفتيات غير المتزوِّجين كما تقام حفلات الزفاف بمباركة "عشتار"
وظلّ المعبد على هذه الحالة من الازدهار حتى انحسرنفوذ مملكة أرواد وتدفّقت إلى المنطقة قبائل آرامية فرّت من بطش الآشوريين و قدتعبَّد الآراميون فيه ردحاً من الزَّمن ليهجر لاحقاً مع دخول الإغريق إلى سوريا و تتخرَّب أبنيته بشكل كبير
في عام 162ق.م أعاد أنطيوخس الثاني ملك سوريا السلوقي بناء المعبد على شكله الحالي بناءً على رؤيا طلب إليه زيوس فيها بناء معبد له في تلك المنطقة وقد عثر فوق أحد أعمدة المعبد على الرِّسالة التي وجَّهها أنطيوخس إلى واليه على المنطقة يأمره ببناء المعبد وقصر ريع الأراضي المحيطة به عليه وإقامة سوق ومعرض ٍ معفيّين من الضَّرائب فيه عند بداية ومنتصف كلِّ شهر ٍ-وقد ظلَّ هذا التَّقليد متَّبعاً حتى القرن الثَّاني الميلادي_ وقد عكس هذا الصرح حالة القوة التي كانت تتمتع بها سوريا في ذلك العهد حيث كانت حاضرة العالم دون شك وتمتد من الهضبة الإيرانية شرقاً إلى المتوسط غرباً ومن أقصى الأناضول شمالاً إلى غزة جنوباً
أطلال الهيكل(قدس الأقداس)
وصف المعبد:
يتألف المعبد من كتلتين منفصلتين تمثِّل الأولى المعبد الرئيسي ويطلق على الثَّانية اسم الدير لبناء كنيسة فيها خلال العهد البيزنطي ومن الواضح أن هذا الجزء قد أضيف في زمن الرومان
يتألف المعبد الرئيسي من السور الخارجي والهيكل أو قدس الأقداس بني السور الخارجي للمعبد بحجارة كلسية غاية في الضخامة تبلغ أبعاد بعضها 3×9×1.2 مترًا
ويأخذ شكل مستطيل باتجاه شمال جنوب، وفي كل جانب من جوانب السور الأربعة بوابة يتم العبور من خلالها إلى داخل حرم المعبد يقع الباب الرئيسي في الشمال ويتألف من ثلاثة مداخل وعرضه 15م وكان للمدخل رواق خارجي وآخر داخلي يستند كل منها على ثمانية أعمدة والرواق الخارجي كان فيه محرابان ومدخلان جانبيان وقوس جميل على المدخل. أما بابي الشرق والغرب فكانا متماثلين، ولكل واحد منهما محرابان، وفي أعلى الباب لوح حجري مزخرف. أما الباب الشرقي فعليه نقش لرأس رجل وكتابة يونانيةوفي نهاية الجدار الشمالي ثمَّة نقش لأسدين وكتابة أضيفت فيما بعد عام 255 م خلال حكم الإمبراطورين فاليريان وجالينوس. و قد زيّنت البوابات الضخمة بنقوش مختلفة تمثّل النسر والأسد والثور وكتابات يونانية وينتصب هيكل المعبد في أعلى نقطة من منتصف الحرم، وهو بناء مستطيل أبعاده 14×50م بني بحجارة كلسية محلية منحوتة يشكل دقيق، وحجمها أصغر بكثير من الأحجام المستخدمة في جدران الحرم الكبير وقد انهار هذا الهيكل الرائع بعوامل الزمن ولكن أحجاره لم تزل في مكا ن سقوطها ولعل ما دفع عنها اللصوص هو ضخامتها
الباب الرئيسي من الداخل
وقد عثر في أرجاء المعبد حتَّى الآن على أربعةَ عشرَ نقشاً باليونانيَّة واللاتينيَّة تتحدَّث عن نذور ٍ وقرابين ويشتمل أحدها على إقرار ٍ من مريض ٍ أنَّه زار ستِّين طبيباً دون جدوى حتى إذا وطأ هذا المعبد برأ من سقامه
يجمع كل من يرى هذا الصرح الرائع أنه لا مثيل له من حيث الضخامة وحجم الأحجار المستخدمة في بنائه ورغم ذلك فإنه لا يحظى بأية عناية من الجهات المختصة وليس ثمَّة شكّ في أنَّ السلطات المعنية إذا ما أحسنت الاهتمام بهذا المعبد فإن من شأنه أن يكون مزاراً سياحياً يستقطب الزائرين من كلِّ حدب ٍ وصوب .
أثينا(ربة النصر )حامية المعبد (ت.الحارث)