تحية طيبة .. أما بعد:
هناك موضوع شديد الأهمية ويتعلق بواقعنا وما نحن عليه وما قد نصير اليه وقد سبق وناقشته مع بعض الأعضاء في المكتب والمقهى وبشكل خاص بعد جريمة هدم (قصر تحوف) الأثري وأرغب هنا بإيصال الفكرة لكم أصدقائي ومناقشتها معكم نتيجة لخطورة الموضوع على مستقبل المدينة ومستقبل أبنائها..
بالبداية سأروي لكم قصة بسيطة لتبسيط وشرح الفكرة:
إذا كنت من سكان منزل ريفي كبير ومتعدد الطبقات والغرف والاطلالات وكنت في كل يوم تقضي وقتك في غرفة من غرف المنزل وعلى اطلالة من اطلالاته الرائعة وهكذا مع الأيام حتى أصبحت تعرف ميزات كل الغرف على تنوعها الا غرفة صغيرة نائية في احدى الطبقات كنت أهملتها لبعدها او صغرها او لوجود شيء في المشهد المقابل لها لا ترغب برؤيته أو لأسباب اخرى كثيرة على الرغم من أن هذه الغرفة تتمتع بالمشهد والمناخ الأفضل على الاطلاق من بين جميع غرف المنزل المتنوعة على كثرتها - طبعا أنت لاتعرف ميزات هذه الغرفة- وجاء يوم واحتجت لوضع مجموعة من الكراكيب او مواد التخزين في مكان ما في المنزل وكان السؤال: أين أضع هذه الكراكيب؟ .. والجواب الطبيعي سيكون هذه الغرفة الصغيرة رغم كل التفرد والتميز بها والسبب ببساطة أنك لا تعلم أو حتى لم تتمكن من تقييمها بسبب ظروف معينة... وهو خيار لا يلومك عليه أحد (من وجهة نظرك).
أصدقائي مدينتنا هي كهذه الغرفة وبسبب المصفاة والمحطة وبعض العوامل الأخرى أهملت عبر سنوات طويلة رغم ما لديها من تميز وتفرد من مناخ البحر المتوسط والنهر والجبل والتاريخ والمجتمع والتنوع والتفرد من بين بقاع الأرض وحديثاً التخريب الذي يقوم به البعض بدءً من هدم (قصر تحوف) وماكان سيليه من تخريب من واقع اساءة استخدام السلطة.
أصدقائي بلدنا هذه نحن من علينا التعريف بها وتقديمها بوجه مشرق ومشرف للعالم وليس هذا من واجبات الدولة فقط بكل ما فيها من بيروقراطية وتقادم في القوانين وجهل بما في مدينتنا من امور تميزها عن العالم وليس باقي مدن الساحل وسورية فقط, وقلة هم من يعرفون بهذه المميزات, وأصحاب الأموال والممتلكات الذين يقضون أوقاتهم بين دبي ولبنان وشرم الشيخ وأوربا هم أقل أبناء بانياس اهتماماً ومعرفة بما لديها ناهيك عن انعدام الضمير وفقدان الحس الوجداني العام لديهم بفعل المال ومظاهر الحضارة وأقنعة الدين التي يضعونها لاستغلال البشر بإسم العطايا والمنح.
..
.
شكراًً لقرائتكم ودمتم على أمل
..
.
شكراًً لقرائتكم ودمتم على أمل