افلاس ثقافي
أحمد حسن الزعبي
ماذا يعني ان تقوم مذيعتان بالنطنطة والزعيق والصراخ غير المبرر والركض كلما اجاب متصل على سؤال تافه، وأقل من تافه..في برنامج رمضان معنا احلى ؟؟..
لا استطيع وصف ما يقدم من خلال هذا البرنامج : هذه ليست خفة دم، ولا رشاقة، ولا عفوية، ولا لزازة كما يحب البعض ان يسميها..انها استهانة واهانة لهذا البني آدم الطويل العريض الذي يجلس أمام الشاشة ويحمل بين كتفيه رأسا حقيقيا لا بطيخة..
سألت إحداهن احد المتصلين: (شو الإشي اللي بندبحه وبنصير نبكي عليه؟ أمامك خيارين : البندورة.. ولا البصل؟؟) ..فأجاب الأخ بحذاقة : البصل...فتعالى التشجيع والصراخ والضحك والإشادة والجري من زاوية الاستديو الى زاوية الاستديو (لماذا الجري لا ادري) ولماذا الصراخ لا أدري ايضا.. لا استطيع ان اقنع نفسي ان هذا كله فرح وتفاعل لفوز المتسابق ..وثم شرعت احداهن بتعداد قائمة الجوائز التي لها اول وليس لها آخر كرمال البصل ..وقامت الأخرى بركوب السيارة ومحاولة تشغيلها، بلقطة تتكرر مع كل اتصال... نعرف ان سياسة البرنامج ان تبسط الأسئلة وتربح المتصلين- وحياة الله عارفين- لكن احترموني قليلا ..احترموني كمشاهد، كزبون، كمشترك يدفع دينار مع كل فاتورة كهرباء..
الشيء الذي نذبحه ونبكي عليه، البصل !! يا الله ، ماذا اضاف لي هذا السؤال ..كمواطن، كمثقف، كعربي ، كإنسان ، ككائن حي ،..ك قرد ، ك داديخة ... شهد 5 حروب عربية أقصرها تشيب لها رموش العين..
في كل عام ننتقد هبوط هذا البرنامج على مرأى ومسمع ادارة التلفزيون ، وكل عام نتفاجأ بإسفاف أكثر في العام الذي يسبقه.. لقد نبت على لساني شعر لكثرة ما حكيت وانتقدت..دون جدوى..
بالمشرمحي : النطنطة ما هي الا قفز على اضلع المشاهد ، وخفة الدم ترفع ضغط الدم ..والرشاقة..ثقالة حقيقية..حتى العفوية تخرج هنا مقصودة ومخطط لها بالمليمتر..لا شيء يصنف تحت اللزازة ابدا...
**
اشي بندبحه وبنصير نبكي عليه؟! عرفته!! انه ثقافتنا..
.. .. .. ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله ..