ربع قرن من الزواج ولايزال يشعر أنه في عرس كل يوم
- قال الباحث المربي محمد كامل الشربجي في كتابه أضواء نحو بيت سعيد: -
((متزوج يقول : ( أنا في كل يوم عندي عرس )
حدثني بصراحة أنه خلال ربع قرن من حياته الزوجية لا يزال يشعر أنه في كل يوم هو في عرس فشدني حديثه هذا فقلت له وأنا في دهشة وتعجب : أنت في عمر الخمسين وزوجتك في عمر الأربعين ولك أولاد ثم لا تزال تشعر بهذا الشعور العجيب ، وحاولت أن أتحرى عن السبب فعثرت عليه . . وهو يحكي لي عن بداية زواجه فقال كان لي أستاذ أحترمه وأثق بتوجيهه فذهبت إليه يوم زفافي وأخبرته أن عرسي في هذه الليلة فادع الله لي ، وبماذا توجهني ؟
فالتفت إلي وقال يا بني اهتم بشؤون الآخرة فقلت في نفسي وما علاقة هذا التوجيه بالمناسبة وكررت أطلب التوجيه فكرر يقول اهتم بالآخرة وشعرت بأني لم أفهم ما يقصد ولكن ما الحيلة وشيخي يكرر ( اهتم مع زوجتك بشؤون الآخرة ) وهو يعلم أني طالب علم وزوجتي متدينة .
وأخيرا فتح الله على وفهمت مراده ( لا تختصم مع زوجتك وتختلف معها في شأن من شؤون الدنيا )
ففهمت من نصيحة الشيخ أنه لو حصلت مشكلة من المشكل الدنيوية مثل ( كسر شيء ثمين ) أو ( تلف شيء بسببها ) أو إلى ما هنالك من المنغصات فعلي أن أستعمل الحكمة في معالجة ما حدث فلا أغضب بل أصبر عليها لأن ما وقع من شؤون الدنيا فلا أنغص على الحياة الزوجية بسببها .
ثم تابع يقول : وكانت هذه النصيحة دستورا ونظاما لي في حياتي أتعامل بها مع زوجتي وأولادي وكانت الثمرة أني كما قلت أنا كل يوم في عرس . ثم قال ومن توفيق الله لي أن وعت زوجتي هذه النصيحة فصارت تعاملني بالمثل إن قصرت معها أو أخطأت وبفضل ذلك ساد اللطف والتسامح والثناء وقبول العذر . ))
وبعد ذلك ذكر الأستاذ محمد كامل الشربجي نقلا عن الزوج الكثير من الشواهد والحوادث التي جرت لتلك العائلة ثم ختم بحثه قائلاً (( كم ستكون بنية المجتمع قوية وسليمة إذا سمعنا من كل جهة رب أسرة يقول { أنا في عرس جديد كل يوم } . ))
منقول من كتاب ( أضواء نحو بيت سعيد ) بتصرف