أصلُ هذا الاسم ( القرآن ) الجذرُ اللغوي القافُ والرّاءُ والحرفُ المعتل .
أصل يدلُّ على جمعٍ واجتماع , من ذلكَ القرية الّتي سمّيت قرية لاجتماع النّاس فيها .
ويقولون : قريتُ الماءَ في المقراة : أي جمعته .
ومنه " قرآن " على وزن " غفران " بمعنى القراءة .
ومنه قوله تعالى : ( إنّا علينا جَمْعَهُ وقُرآنَهُ , فإِذَا قرأنَاهُ فاتَّبعْ قرآنه ) . القيامة " 17 – 18 "
وفي لغة أخرى بعدمِ الهمز " قران " أي بفتح الراء بعدها ألف (*) .
وثمّة مناسبةٌ بين هذه التَّسمية لكتاب الله عزَّ وجلَّ وبين الأصل اللغوي , أي الجمع , إذ إنَّه يجمع العقائد , والقصص , والأمر والنهي , والوعي والوعيد , ويجمعُ الآيات والسور بعضها إلى بعض .
واشتهر إطلاق لفظ القرآن بمعنى القراءة بسبب كثرة قراءته عن ظهر قلب واستمرارية تلك القراءة .
للقرآن الكريم أسماء كثيرة يقارب عددها المئة , ويشير كلُّ اسم منها إلى جانبٍ من خصائصه أو فضائله أو أهدافه , وسأقدم البعض منها من خلال حديثي هذا .
.
.
(*) وهي قراءة متواترة , وهي لغة الإمام الشافعي , ويرى الشافعي أنّه اسمٌ غير مهموز , ولا مشتقٌ من غيره , وُضِعَ عَلَمَاً على هذا الكتاب الكريم .
.
من محاضراتي ..
.
بإذن الله سأبقى معكم على الموعد في البحوث الّتي أقدِّمها في هذا القسم , وهو يوم الجمعة بعد العشاء .
ولكم منِّي أطيبُ السلام ( العَبَّاس ) .