كثيراً ما تصيبنا الخيبة, وكثيراً ما نتوقع الخيبة في أمور نقدم عليها, وكثيراً ما تكون توقعاتنا في الحد الأدنى, ونفاجأ أننا مخطئون عند مواجهة الواقع, وهو ما توقعه الكثيرون وكنت منهم إلا أن واقع الأمر كان أجمل من طموحاتنا وأكثر إبداعا من خيالاتنا.. ثم نكتشف أنه جهلنا بالأمور وإطلاقنا للأحكام المسبقة لا أكثر ..
نعم!
نعم أبدع (فؤاد معنا) من اللحظة الأولى, ولم يكن مجرد مخرج أسس لعرضه ودرّب عليه وترك الأمور لتسير وفق ما قدر لها, نعم لم يقبل حتى أن تكون مشكلة في الصوت في عرضه ولم يقبل بأن تكون الإضاءة إلا كما يجب أن تكون لمن يحضرون عروضه الأكثر من متميزة وكنت اليوم ممن تسوقوا إحداها (بوابة العرب) ..
"بوابة العرب" أم "الزمن العربي" من ضاعت عناوينه من حساباتنا في هذه الأيام؟ هل فعلاً طغى اللا عربي على عروبتنا أم أنه كلام في كلام؟ هل استعبدتنا (سارة) اليهودية بجمالها أم كان ينقصنا فعلاً القليل من هذا الوعي وذلك الإلهام؟
ما رسمته فرقة (طائر الفينيق) للهواة الصاعدة على سلم النجومية منذ هذه اللحظة برأيي, شيء جميل يستحق وقفة عنده!
خليط جميل بين "المسرح الإيحائي" و"المسرح الكلاسيكي" و"المسرح الكوميدي" كان حاضراً هناك, وكان كل ذلك في خدمة قضيتنا الواحدة, انه واقعنا وكل ذلك موجود فيه فعلاً, لكن بدعة الصانع في تسخير (كل ذلك لهذا) أمر يستحق منّا الإعجاب ..
دائماً ما كنت أقول أن الفنان السوري مبدعُ بكل ما للكلمة من معاني, ولم يسبق لي أن رأيت ذلك في لقاء مباشر, الآن وقد شاهدت ذلك بأم عيني وعايشته حقاً! أقول حقاً: خلق الإنسان السوري مبدعاً, فلا إمكانيات ولا قدرات ولا ظروف تكفي توفرت لهذه الفرقة لتقوم بكل ذلك, إنها الموهبة فعلاً, وفقط الموهبة!
تبدأ المسرحية بدخول جنازة "الشهيد العربي" الهائمة روحه بحثاً عن مكان يدفن فيه لتنتهي على المسرح وتحيطها الملائكة, ألم وتأوه في كل مكان, واحتفالات وأفراح في نفس المكان, إنها جنازة الشهيد ..
طفل صغير لعب دور الشهيد العربي الباحث عن مكان يدفن فيه, يخاطب جوارح أمه فينزف معه دمك!, معذب عربي يصرخ وينادي ويقاوم من يخرسون صوته فيصلك صوته في هيئته قبل كلماته, فتاة جميلة تلعب دور يهودية تغوي "الصوت العربي" فتغويك أنت أيضاًَ! حتى أنك تتجاوب وتتأثر فعلاً بتلك المشاهد, شيخ يتحدث بلسان ضميرك العربي فيوجعك لسانه قبل بيانه .. صور قليلة لمشاهد لا تنتهي في حياتنا.
جوقة اللقاء العربي الخانع والساخر, يجعلك تسخر حتى من نفسك, وهناك من يبحث عن عدالة في زمن المعايير المزدوجة - مارح تظبط معك – وهناك وهناك وهناك وانت في كل ذلك حاضر كل لحظة .. أمتعتنا أيها المخرج وأبدعتم أيها الهواة المحترفون ..
ملاحظة: غداً يوجد عرض آخر في الساعة السابعة بعنوان (بنوراما طائر الفينيق) عن قمة الدوحة (غزة) لا تترددوا بالحضو
شكراً لمطالعتكم واهتمامكم
نعم!
نعم أبدع (فؤاد معنا) من اللحظة الأولى, ولم يكن مجرد مخرج أسس لعرضه ودرّب عليه وترك الأمور لتسير وفق ما قدر لها, نعم لم يقبل حتى أن تكون مشكلة في الصوت في عرضه ولم يقبل بأن تكون الإضاءة إلا كما يجب أن تكون لمن يحضرون عروضه الأكثر من متميزة وكنت اليوم ممن تسوقوا إحداها (بوابة العرب) ..
"بوابة العرب" أم "الزمن العربي" من ضاعت عناوينه من حساباتنا في هذه الأيام؟ هل فعلاً طغى اللا عربي على عروبتنا أم أنه كلام في كلام؟ هل استعبدتنا (سارة) اليهودية بجمالها أم كان ينقصنا فعلاً القليل من هذا الوعي وذلك الإلهام؟
ما رسمته فرقة (طائر الفينيق) للهواة الصاعدة على سلم النجومية منذ هذه اللحظة برأيي, شيء جميل يستحق وقفة عنده!
خليط جميل بين "المسرح الإيحائي" و"المسرح الكلاسيكي" و"المسرح الكوميدي" كان حاضراً هناك, وكان كل ذلك في خدمة قضيتنا الواحدة, انه واقعنا وكل ذلك موجود فيه فعلاً, لكن بدعة الصانع في تسخير (كل ذلك لهذا) أمر يستحق منّا الإعجاب ..
دائماً ما كنت أقول أن الفنان السوري مبدعُ بكل ما للكلمة من معاني, ولم يسبق لي أن رأيت ذلك في لقاء مباشر, الآن وقد شاهدت ذلك بأم عيني وعايشته حقاً! أقول حقاً: خلق الإنسان السوري مبدعاً, فلا إمكانيات ولا قدرات ولا ظروف تكفي توفرت لهذه الفرقة لتقوم بكل ذلك, إنها الموهبة فعلاً, وفقط الموهبة!
تبدأ المسرحية بدخول جنازة "الشهيد العربي" الهائمة روحه بحثاً عن مكان يدفن فيه لتنتهي على المسرح وتحيطها الملائكة, ألم وتأوه في كل مكان, واحتفالات وأفراح في نفس المكان, إنها جنازة الشهيد ..
طفل صغير لعب دور الشهيد العربي الباحث عن مكان يدفن فيه, يخاطب جوارح أمه فينزف معه دمك!, معذب عربي يصرخ وينادي ويقاوم من يخرسون صوته فيصلك صوته في هيئته قبل كلماته, فتاة جميلة تلعب دور يهودية تغوي "الصوت العربي" فتغويك أنت أيضاًَ! حتى أنك تتجاوب وتتأثر فعلاً بتلك المشاهد, شيخ يتحدث بلسان ضميرك العربي فيوجعك لسانه قبل بيانه .. صور قليلة لمشاهد لا تنتهي في حياتنا.
جوقة اللقاء العربي الخانع والساخر, يجعلك تسخر حتى من نفسك, وهناك من يبحث عن عدالة في زمن المعايير المزدوجة - مارح تظبط معك – وهناك وهناك وهناك وانت في كل ذلك حاضر كل لحظة .. أمتعتنا أيها المخرج وأبدعتم أيها الهواة المحترفون ..
ملاحظة: غداً يوجد عرض آخر في الساعة السابعة بعنوان (بنوراما طائر الفينيق) عن قمة الدوحة (غزة) لا تترددوا بالحضو
شكراً لمطالعتكم واهتمامكم