مريم جبة: من صحيفة الراأي السورية .
--------------------------------------------------------------------------------
لم تعد ظاهرة التدخين مقتصرة على مجتمع معين وعمر معين بل أصبحت مشكلة تطال الكبار والصغار وتنتشر بشكل كبير بين جيل المستقبل وعماد الوطن وأمل مستقبله «الأطفال»، وعلى الرغم من أن الكثير من الشباب يكتسبون عادة التدخين في مراحل مختلفة من حياتهم إلا أن 90% من المدخنين الكبار اكتسبوا هذه العادة منذ الصغر فالعادات التي يتعلمها الشخص في الصغر تكون أكثر التصاقاً وثباتاً في شخصية الفرد مقارنةً بالشخص الكبير، وتشير الإحصائيات إلى أن عدد المدخنين في سورية يتراوح بين 50 - 60% عند البالغين، و20% عند الإناث إلا أنه لا يوجد رقم إحصائي حول المدخنين الأطفال، ففي الولايات المتحدة الأمريكية تسجل كل يوم 5000 حالة تدخين عند الأطفال، وأن واحداً من كل عشرة أطفال من عمر 11- 15 سنة يدخنون بانتظام سيجارة واحدة على الأقل في الأسبوع وهو ما يمثل 12% من الفتيات و9% من الفتيان.
ونصف المدخنين الشبان من أعلى الفئات الاجتماعية والاقتصادية والمثقفة والإقلاع عن التدخين قد لا يتم قبل سن الثلاثين، وعلى الرغم من أن تأثر الأطفال المراهقين بأقرانهم المدخنين يكون أكبر من تأثرهم بوالديهم، فالطفل أو المراهق عرضة للتدخين بثلاثة أضعاف إذا كان أحد والديه من المدخنين، ولا بد من أن نشير إلى أن الإعلان عن التبغ والترويج له عبر وسائل الإعلام لهما تأثير هام على سلوك الأطفال، فالإعلان يخلق ويدعم الانطباع لدى الطفل بأن التدخين يشكل قاعدة مقبولة اجتماعياً، وعمليات المسح والدراسة تبين أن الأطفال يميلون إلى تدخين الماركات التي يرونها خلال الدعايات التجارية.
مدخن سلبي
الأغلبية العظمى من المدخنين أصبح لديهم الوعي الصحي الكافي عن مضار التدخين عليهم وعلى أسرهم، فالأطفال الصغار حول العالم معرضون للخطر من مشاكل صحية، والكثير لا يدركون المخاطر الخفية في دخان التبغ ولا سيما احتراق نهاية السيجارة التي يمكن أن تسبب مجموعة من المشاكل الصحية والأمراض عند الأطفال، كما أن الطفل خلال وجوده في أسرة قد يكون أحد أو كلا الوالدين مدخناً يجعل الطفل «مدخناً سلبياً» وهو ما لا يقل خطورة عن ضرر التدخين على المدخن نفسه، فدخان التبغ يحتوي على أكثر من 4000 مادة كيميائية سامة ومسببة للسرطان.
من أهم أضرار التدخين السلبي على الأطفال نقص نمو الجنين عند تعرض الحامل للتدخين، ويزيد من نسبة توتر إنتانات السبيل التنفسي العلوي والسفلي، ويؤدي إلى تظاهر الربو في عمر أبكر مع ثورات أكثر تكراراً وشدة، وضعفاً في وظيفة الرئة.
«بريستيج»
مع أن المخاطر الصحية للتبغ معروفة إلا أن معدلات التدخين تستمر في النمو، لذلك فمن المهم التأكد من فهم ووعي الطفل لمخاطر التدخين وإعطائه معلومات عن مخاطره وأضراره، ووضع قواعد واضحة وأسباب كل منها يمكن أن يساعد في حمايتهم من هذه العادات غير الصحية.
الطفل المراهق المدخن عرضة لتعاطي الحشيش والمخدرات والحبوب المهدئة، كما أن التدخين السلبي في بعض الحالات قد يصل إلى حد أن الشخص غير المدخن والمعرض للدخان قد يتعرض لضرر يعادل تدخينه لعشر سجائر في اليوم، فالتدخين يكون سبباً في تغيب المدخن وهروبه من المدرسة بنسبة كبيرة وانخفاض مستوى التوافق الاجتماعي والعاطفي، ويلجأ الطفل إلى التدخين لأسباب عدة فهو يعتقد أن هذه العادة تعطيه نوعاً من الاستقلالية عن والديه وتعطيه شعوراً بالرجولة والإحساس بالبلوغ، ويوحي له بقدرته على الاعتماد على نفسه، تقليد للكبار أو نوع من «البريستيج» والرقي فيرى نفسه شخصاً مختلفاً أكثر جاذبية عند حمله السيجارة، كما يلجأ المراهق إلى التدخين لاعتقاده أن التدخين قد يكون حلاً مناسباً لبعض الضغوط النفسية أو الاجتماعية أو المرضية، فوجود الفراغ في حياة الطفل هو أحد الأسباب التي تقوده إلى الوقوع في هذه الظاهرة.
لمنع التدخين عند الأطفال يجب أن نعمل على إرساء قواعد جيدة للاتصال مع الطفل في وقت مبكر لتسهيل إبداء النصح له وبيان مضار التدخين ومدى الخطورة الصحية الناتجة عن ذلك، ومناقشة المواضيع الحساسة بطريقة لا تجعله في حالة خوف أو ذعر من العقاب، إضافةً إلى أنه يجب على الوالدين أن يكونا قدوة لأطفالهم في عدم التدخين، ويعملا على زرع الثقة في نفس الطفل والتعرف على ما يضايقه أولاً بأول تمهيداً لحله، والتركيز على حمايته من قرناء السوء وتشجيعه على المشاركة في الأنشطة التي تحظر التدخين وبيان خطورته على صحته، والتنبيه إلى تثبيت القواعد الأساسية لمضار التدخين على الطفل المراهق ابتداءً من رائحته الكريهة، وأن هذا مدعاة لابتعاد أصدقائه عنه، كما يجب أن يرى الطفل مناظر قد لا يراها على أرض الواقع والتي تبين المضار الخطيرة للتدخين كأن يرى صورة تشريحية لرئة المدخن، وأن هذا بسبب الانزلاق في تلك العادة الضارة، وإبعاد الطفل عن الأجواء التي يكون فيها التدخين مسموحاً في الأماكن العامة.
تشير إحدى الدراسات إلى أن أساليب الوقاية من التدخين تتعدد منها وقائية كاعتماد القدوة الحسنة من الآباء، وعدم التدخين أمام الأطفال وتعليم الطفل أساليب توافقية ناجحة لحل مشكلاته بدلاً من اختيار التدخين كوسيلة هروبية من المشكلة وتجنب ارتباط التدخين بالمواقف الصعبة كأن يدخن الكبير عندما تتوتر أعصابه أو يواجه مشكلة ما وبالتالي يترك انطباعاً لدى الأطفال بأن التدخين وسيلة لحل هذه المشكلات.
أما الأساليب العلاجية فهي تنمية الإرادة القوية واستخدام أسلوب التنفير، ومن ذلك جمع أعقاب السجائر في زجاجة ووضع الماء عليها بحيث يمكن شم رائحتها الكريهة، والعقاب السلبي، وتقليد نماذج أقلعت عن التدخين، إضافةً إلى تكوين جماعات علاجيه لمناقشة آثار التدخين وبيان مظاهره ومخاطره الجسمية والنفسية، وتعزيز السلوك المضاد أي تعزيز سلوك الامتناع عن التدخين.
وعلينا اتباع أساليب الضبط الذاتي ومن أبرزها: اعقد النية والعزم على ترك السيجارة بعد قناعتك العلمية والإيمانية بخطورة التدخين وأضراره، واعتذر عن قبول السجائر من الآخرين، وتوقف عن التدخين في الأماكن العامة، وقلل من عدد السجائر بصورة يومية عما اعتدت تدخينه، وفك الارتباط الحاصل بين التدخين وشرب القهوة أو التدخين والقراءة أو التدخين عند الغضب، كما يجب الاهتمام بالتمارين الرياضية والتدرب على الاسترخاء السريع فإن ذلك يساعد على أن يكون جسمك وأعصابك مستريحة وفي وضع هادئ والإكثار من أساليب التنفير مثل وضع صور منفرة تبين خطورة التدخين، والإكثار من أحاديث الذات بأن التدخين مضر بالصحة.
--------------------------------------------------------------------------------
لم تعد ظاهرة التدخين مقتصرة على مجتمع معين وعمر معين بل أصبحت مشكلة تطال الكبار والصغار وتنتشر بشكل كبير بين جيل المستقبل وعماد الوطن وأمل مستقبله «الأطفال»، وعلى الرغم من أن الكثير من الشباب يكتسبون عادة التدخين في مراحل مختلفة من حياتهم إلا أن 90% من المدخنين الكبار اكتسبوا هذه العادة منذ الصغر فالعادات التي يتعلمها الشخص في الصغر تكون أكثر التصاقاً وثباتاً في شخصية الفرد مقارنةً بالشخص الكبير، وتشير الإحصائيات إلى أن عدد المدخنين في سورية يتراوح بين 50 - 60% عند البالغين، و20% عند الإناث إلا أنه لا يوجد رقم إحصائي حول المدخنين الأطفال، ففي الولايات المتحدة الأمريكية تسجل كل يوم 5000 حالة تدخين عند الأطفال، وأن واحداً من كل عشرة أطفال من عمر 11- 15 سنة يدخنون بانتظام سيجارة واحدة على الأقل في الأسبوع وهو ما يمثل 12% من الفتيات و9% من الفتيان.
ونصف المدخنين الشبان من أعلى الفئات الاجتماعية والاقتصادية والمثقفة والإقلاع عن التدخين قد لا يتم قبل سن الثلاثين، وعلى الرغم من أن تأثر الأطفال المراهقين بأقرانهم المدخنين يكون أكبر من تأثرهم بوالديهم، فالطفل أو المراهق عرضة للتدخين بثلاثة أضعاف إذا كان أحد والديه من المدخنين، ولا بد من أن نشير إلى أن الإعلان عن التبغ والترويج له عبر وسائل الإعلام لهما تأثير هام على سلوك الأطفال، فالإعلان يخلق ويدعم الانطباع لدى الطفل بأن التدخين يشكل قاعدة مقبولة اجتماعياً، وعمليات المسح والدراسة تبين أن الأطفال يميلون إلى تدخين الماركات التي يرونها خلال الدعايات التجارية.
مدخن سلبي
الأغلبية العظمى من المدخنين أصبح لديهم الوعي الصحي الكافي عن مضار التدخين عليهم وعلى أسرهم، فالأطفال الصغار حول العالم معرضون للخطر من مشاكل صحية، والكثير لا يدركون المخاطر الخفية في دخان التبغ ولا سيما احتراق نهاية السيجارة التي يمكن أن تسبب مجموعة من المشاكل الصحية والأمراض عند الأطفال، كما أن الطفل خلال وجوده في أسرة قد يكون أحد أو كلا الوالدين مدخناً يجعل الطفل «مدخناً سلبياً» وهو ما لا يقل خطورة عن ضرر التدخين على المدخن نفسه، فدخان التبغ يحتوي على أكثر من 4000 مادة كيميائية سامة ومسببة للسرطان.
من أهم أضرار التدخين السلبي على الأطفال نقص نمو الجنين عند تعرض الحامل للتدخين، ويزيد من نسبة توتر إنتانات السبيل التنفسي العلوي والسفلي، ويؤدي إلى تظاهر الربو في عمر أبكر مع ثورات أكثر تكراراً وشدة، وضعفاً في وظيفة الرئة.
«بريستيج»
مع أن المخاطر الصحية للتبغ معروفة إلا أن معدلات التدخين تستمر في النمو، لذلك فمن المهم التأكد من فهم ووعي الطفل لمخاطر التدخين وإعطائه معلومات عن مخاطره وأضراره، ووضع قواعد واضحة وأسباب كل منها يمكن أن يساعد في حمايتهم من هذه العادات غير الصحية.
الطفل المراهق المدخن عرضة لتعاطي الحشيش والمخدرات والحبوب المهدئة، كما أن التدخين السلبي في بعض الحالات قد يصل إلى حد أن الشخص غير المدخن والمعرض للدخان قد يتعرض لضرر يعادل تدخينه لعشر سجائر في اليوم، فالتدخين يكون سبباً في تغيب المدخن وهروبه من المدرسة بنسبة كبيرة وانخفاض مستوى التوافق الاجتماعي والعاطفي، ويلجأ الطفل إلى التدخين لأسباب عدة فهو يعتقد أن هذه العادة تعطيه نوعاً من الاستقلالية عن والديه وتعطيه شعوراً بالرجولة والإحساس بالبلوغ، ويوحي له بقدرته على الاعتماد على نفسه، تقليد للكبار أو نوع من «البريستيج» والرقي فيرى نفسه شخصاً مختلفاً أكثر جاذبية عند حمله السيجارة، كما يلجأ المراهق إلى التدخين لاعتقاده أن التدخين قد يكون حلاً مناسباً لبعض الضغوط النفسية أو الاجتماعية أو المرضية، فوجود الفراغ في حياة الطفل هو أحد الأسباب التي تقوده إلى الوقوع في هذه الظاهرة.
لمنع التدخين عند الأطفال يجب أن نعمل على إرساء قواعد جيدة للاتصال مع الطفل في وقت مبكر لتسهيل إبداء النصح له وبيان مضار التدخين ومدى الخطورة الصحية الناتجة عن ذلك، ومناقشة المواضيع الحساسة بطريقة لا تجعله في حالة خوف أو ذعر من العقاب، إضافةً إلى أنه يجب على الوالدين أن يكونا قدوة لأطفالهم في عدم التدخين، ويعملا على زرع الثقة في نفس الطفل والتعرف على ما يضايقه أولاً بأول تمهيداً لحله، والتركيز على حمايته من قرناء السوء وتشجيعه على المشاركة في الأنشطة التي تحظر التدخين وبيان خطورته على صحته، والتنبيه إلى تثبيت القواعد الأساسية لمضار التدخين على الطفل المراهق ابتداءً من رائحته الكريهة، وأن هذا مدعاة لابتعاد أصدقائه عنه، كما يجب أن يرى الطفل مناظر قد لا يراها على أرض الواقع والتي تبين المضار الخطيرة للتدخين كأن يرى صورة تشريحية لرئة المدخن، وأن هذا بسبب الانزلاق في تلك العادة الضارة، وإبعاد الطفل عن الأجواء التي يكون فيها التدخين مسموحاً في الأماكن العامة.
تشير إحدى الدراسات إلى أن أساليب الوقاية من التدخين تتعدد منها وقائية كاعتماد القدوة الحسنة من الآباء، وعدم التدخين أمام الأطفال وتعليم الطفل أساليب توافقية ناجحة لحل مشكلاته بدلاً من اختيار التدخين كوسيلة هروبية من المشكلة وتجنب ارتباط التدخين بالمواقف الصعبة كأن يدخن الكبير عندما تتوتر أعصابه أو يواجه مشكلة ما وبالتالي يترك انطباعاً لدى الأطفال بأن التدخين وسيلة لحل هذه المشكلات.
أما الأساليب العلاجية فهي تنمية الإرادة القوية واستخدام أسلوب التنفير، ومن ذلك جمع أعقاب السجائر في زجاجة ووضع الماء عليها بحيث يمكن شم رائحتها الكريهة، والعقاب السلبي، وتقليد نماذج أقلعت عن التدخين، إضافةً إلى تكوين جماعات علاجيه لمناقشة آثار التدخين وبيان مظاهره ومخاطره الجسمية والنفسية، وتعزيز السلوك المضاد أي تعزيز سلوك الامتناع عن التدخين.
وعلينا اتباع أساليب الضبط الذاتي ومن أبرزها: اعقد النية والعزم على ترك السيجارة بعد قناعتك العلمية والإيمانية بخطورة التدخين وأضراره، واعتذر عن قبول السجائر من الآخرين، وتوقف عن التدخين في الأماكن العامة، وقلل من عدد السجائر بصورة يومية عما اعتدت تدخينه، وفك الارتباط الحاصل بين التدخين وشرب القهوة أو التدخين والقراءة أو التدخين عند الغضب، كما يجب الاهتمام بالتمارين الرياضية والتدرب على الاسترخاء السريع فإن ذلك يساعد على أن يكون جسمك وأعصابك مستريحة وفي وضع هادئ والإكثار من أساليب التنفير مثل وضع صور منفرة تبين خطورة التدخين، والإكثار من أحاديث الذات بأن التدخين مضر بالصحة.