السلام عليكم اخواني بالمنتدى كنت اطالع كتابا لي لابن جبير وانا اتنقل بين صفحاته وجدت فيها ذكرا لمدينة بانياس واستمتعت برسم صورة جميلة لهذه المدينة من خلال الوصف الموجود في هذه الصفحة
ونقلت لكم منخلال ذلك ماكتبه ابن جبير..ولتمنىان يروق لكم
ونقلت لكم منخلال ذلك ماكتبه ابن جبير..ولتمنىان يروق لكم
هذه المدينة ثغر بلاد المسلمين وهي صغيرة ولها قلعة يستدير بها تحت السور نهر ويفضي الى احد ابواب المدينة وله مصب تحت ارحاء وكانت بيد الافرنج استرجعها نور الدين رحمه الله ولها محرث واسع في بطحهء متصلة يشرف عليها حصن للافرنج ويسمى هونين بينه وبين بانياس مقدار ثلاثة فراسخ وعمالة تلك البطحاء بين الافرنج والمسلمين لهم في ذلك حد يعرف بحد المقاسمة فهم يتشاطرون الغلة على استواء ومواشيهم مختلطة ولا حيف يجري بينهما فيها فرحلنا عنها عشي يوم السبت المذكور الى قرية تعرف بالمسية بمقربة من حصن الافرنج المذكور فكان مبيتنا هناك ثم رحلنا منها يوم الاحد سحرا واجتزنا في طريقنا بين هونين وتبنين بواد ملتف الشجر واكثر شجره الرند بعيد العمق كانه الخندق السحيق المهوى تلتقي حافتاه ويتعلق بالسماء اعلاه يعرف بالاسطيل لو ولجته العساكر لغابت فيه لا منجى ولا مجال لسالكه عن يد الطالب فيه المهبط اليه والمطلع عنه عقبتان كؤوودان فعجبنا من امر ذلك المكان فاجزناه ومشينا عنه يسيرا وانتهينا الى حصن كبير من حصون الافرنج يعرف بتبنين وهو موضع تميس القوافل وصاحبيته خنزيرة تعرف بالملكة وهي ام الملك الخنزير صاحب عكة دمرها الله فكان مبيتا اسفل ذلك الحصن ومكس الناس تمكيسا غير مستقصي والضريبة فيه دينار وقيراط من الدنانير الصورية على الراس ولا اعتراض للتجار فيه لانهم يقصدون موضع الملك الملعون وهو محل التعشير والضريبة فيه قيراط من الدينار والدينار ارببعة وعشرين قيراطا
واكثر المعترضين في هذا المكس المغاربة ولا اعتراض على غيرهم من جميع بلاد المسلمين وذلك لمقدمة منهم احفظت الافرنج عليهم سببهاانه طائفة منهم من انجادهم غزت مع نور الدين رحمه الله احد الحصون فكان لهم في اخذه غنى ظهر واشتهر فجازاهم الافرنج بهذه الضريبة المكسية الزموها رؤوسهم فكل مغربي يزن راسه الدينار المذكور في اختلافهم على بلادهم وقال الافرنج ان هؤلاء المغاربة كانوا يختلفون على بلادنا ونسالهم ولا نرزاهم شيئا فلما تعرضوا لحربنا وتالبوا مع اخوانهم المسلمين علينا وجب ان نضع لهم هذه الضريبة عليهم فللمغابة في اداء هذا المكس سبب من الذكر الجميل في نكايتهم العدو يسهله عليهم ويخفف عنتهم عنهم
ورحلنا من تبنين –دمرها الله- سحر وم الاثنين وطريقنا كله على ضياع متصلة وعمائر منتظمة سكانها كلها مسلمون وهم مع الافرنج على حالة ترفيه نعوذ بالله من الفتنة وذلك انهم يؤدون لهم نصف الغلة عند اوان ضمها وجزية على كل راس دينار وخمسة قراريط ولا يعترضونهم في غير ذلك ولهم على ثمر الشجرة ضريبة خفيفة يؤدونها ايضا ومساكنهم بايديهم وجميع احوالهم متروكة لهم وكل ما بايدي الافرنج من المدن بساحل الشام على هذه السبيل رساتيقهم كلها مسلممين وهي القرى والضياع وقد اشتربت الفتنة قلوب اكثرهم لما يبصرون عليه اخوانهم من اهل رساتيق المسلمين وعمالهم لانهم على ضد احالهم من الترفيه والرفق وهذه من الفجائع الطارئة على المسلمين ان يشتكي الصنف الاسلامي جور صنفه المالك له
.......
فنزلنا يوم الاثنين المذكور بضيعة من ضياع عكة على مقدار فرسخ ورئيسها الناظر فيها المسلمين مقدم من جهة الافرنج على من فيها من عمارها من المسلمين فاضاف جميع اهل القافلة ضيافه حفيلة واحضرهم صغيرا ةكبيرا في غرفة متسعة بمنزله وانالهم الوانا من الطعام قدها لهم فعمهم بتكرمه.................وحملنا الى الديوان وهو خان معد لنزول القافلة وامام بابه مصطاب مفروشة فيها كتاب الديوان من النصارى بمحابر الابنوس المذهبة الحلى وهم يكتبون العربية ويتكلمون بها.....