الم تفارق ذات يوم قريباً حميماً حبيباً الى نفسك فشعرت بالوحشة لفراقه حتى ضاقت عليك الدنيا ولم تجد في شيء من طعامها او شرابها او اي شيء من ملاذها ما ينجيك من تلك الوحشة ويخرجك من ذلك الضيق .فبأي طاقة سحرية يمكن جعل هذه الوحشة ثمرة من ثمار الحاجة الانسانية الى الطعام والشراب والمأوى .
وعندما يطول امد هذا الفراق ثم تلتقي بقريبك أوحبيبك هذا على حين غرة اومن وراء ميعاد فتجد بين جوانحك من مشاعر السرور والمرح والابتهاج مالا يقوى على وصفه البيان وتنظر فيخيل اليك ان الدنيا كلها ترقص لفرحك وتتجاوب مع سرورك على الرغم من انك قد تكون بأمس الحاجة الى طعام تست به جوعتك او الى شراب تروي به ظمأك او قد تكون تعاني من مرض تشعر بآلامه تسري في انحاء جسمك انك لتجد ان مشاعر ذلك السرور الغريب قد انساك سائر احتياجاتك والامك الجسمية هذه
فبأي منطق مهما كان مصطنعاً ومتكلفاً يمكن حشر هذه المشاعر العجبية ضمن عامل اسمه الدافع الاقتصادي المتمثل في احتياجات
الانسان الى الطعام والشراب والكساء كيف وانك لترى ان هذه المشاعر تغالب عنفوان الرغبات الاقتصادية المتمثلة في الجوع والعطش ونحوها فتغلبها .
الم تفارق يوماً مسقط رأسك وملتقى أصدقائك واحبابك والتربة التي كان يطمئن اليها جنبك ثم عاد بك الدهر الى ذلك المكان بعد سنوات طويلة فلما وقفت على تلك الرسوم وشاهت ارضها ومعالمها وبقايا ما اندثر منها استبد بك حنين عجيب وطافت بقلبك رقة مبكية وانتشرت في انحاء نفسك رائحة العمر الماضي فوقفت مترنحاً بين مشاعر غريبة لا نملك من وصفها الا الفاظاً خرساء هي الاشارات اقرب منها الى التعابير المطايقة .
فبأي منطق تستطيع ان تزعم ان هذا الحنين بألوانه الغريبة المؤثرة في أعمق أعماق الشعور ليس الا اثراً من اثار الحاجات الاقتصادية في كيان الانسان
نقض اوهام المادية الجدلية
الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
وعندما يطول امد هذا الفراق ثم تلتقي بقريبك أوحبيبك هذا على حين غرة اومن وراء ميعاد فتجد بين جوانحك من مشاعر السرور والمرح والابتهاج مالا يقوى على وصفه البيان وتنظر فيخيل اليك ان الدنيا كلها ترقص لفرحك وتتجاوب مع سرورك على الرغم من انك قد تكون بأمس الحاجة الى طعام تست به جوعتك او الى شراب تروي به ظمأك او قد تكون تعاني من مرض تشعر بآلامه تسري في انحاء جسمك انك لتجد ان مشاعر ذلك السرور الغريب قد انساك سائر احتياجاتك والامك الجسمية هذه
فبأي منطق مهما كان مصطنعاً ومتكلفاً يمكن حشر هذه المشاعر العجبية ضمن عامل اسمه الدافع الاقتصادي المتمثل في احتياجات
الانسان الى الطعام والشراب والكساء كيف وانك لترى ان هذه المشاعر تغالب عنفوان الرغبات الاقتصادية المتمثلة في الجوع والعطش ونحوها فتغلبها .
الم تفارق يوماً مسقط رأسك وملتقى أصدقائك واحبابك والتربة التي كان يطمئن اليها جنبك ثم عاد بك الدهر الى ذلك المكان بعد سنوات طويلة فلما وقفت على تلك الرسوم وشاهت ارضها ومعالمها وبقايا ما اندثر منها استبد بك حنين عجيب وطافت بقلبك رقة مبكية وانتشرت في انحاء نفسك رائحة العمر الماضي فوقفت مترنحاً بين مشاعر غريبة لا نملك من وصفها الا الفاظاً خرساء هي الاشارات اقرب منها الى التعابير المطايقة .
فبأي منطق تستطيع ان تزعم ان هذا الحنين بألوانه الغريبة المؤثرة في أعمق أعماق الشعور ليس الا اثراً من اثار الحاجات الاقتصادية في كيان الانسان
نقض اوهام المادية الجدلية
الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي