الصيام مدرسة عظيمة ومعلم كريم ،يربي النفوس ويهذب الاخلاق،
ويشحذ المهم ويرفع الدرجات .يسبح بالإنسان في عالم الملكوت بالملأ الأعلى
ويرفعه عن دنس التراب وغباره وحماة الطين وأجنه فهو بحق
محك للشخصية ،وسبرللإيمان وميزان لقدر كل إنسان...ولو ظلنا
نعدد ثماره الطيبة وآثاره الحسنةلملأنا صحائف كثيرة وسودنا مجلدات
كبيرة،يكفيي انه سر بين العبد وربّه،لا يطّلع عليه حتى المقربون من الملائكة والحفظة،
وأعظم بها الجزاء من شرف وأنعم به من مكافة يشمر
لها العباد وينقطع في طلبها الزهاد...وقد علمنا الصيام !..أن النفس
كالرضيع إن تفطم على شيئ تنفطم ولو كان الأكل والشرب الذي فيهما
حياتها ونشاطها وقوتها،وإن تحمل على أمر مهما كان عسره ،بشئ
من الحزم والعزم تطع وتواطع ولو كان ولو كان فيه هلاكها!بل إن النفس لتألف الجوع والعطش
حتى إنها لتهاب الأكل إلا بعد أيام طويلة...وكم ذكرنا الصيام
بالجياع الذين يطاردهم الطوى بآلامة ليل نهار ، وكم تفكرنا ، حينما
شحب وجهنا وذاب شحمنا ، أولئك المحرمون من مشارق الأرض
ومغاربها ،فعلمنا ان الإنسانية برُمتها تخبأ في جنبات الصيام، إنه لدرس
أبلغ من الخطب وأفصح من الشعر، وانقى من الماء وألطف من الهواء!..
علمنا الصيام!.. ان نشكر نعمة الله فلا نزدريها وان نظهرهافلا
نخفيها...وأنَّ الشبع بعد الجوع نعمة لا توازى ،فكيف بما فوقها من النعم والآلاء!؟..
وأن لا نأكل حتى نجوع ،ذلك أدنى أن لا نعاف طعاماً
أو نشين أكلا او نزدري رزقاً...
المصدر:من تنسيقي
ويشحذ المهم ويرفع الدرجات .يسبح بالإنسان في عالم الملكوت بالملأ الأعلى
ويرفعه عن دنس التراب وغباره وحماة الطين وأجنه فهو بحق
محك للشخصية ،وسبرللإيمان وميزان لقدر كل إنسان...ولو ظلنا
نعدد ثماره الطيبة وآثاره الحسنةلملأنا صحائف كثيرة وسودنا مجلدات
كبيرة،يكفيي انه سر بين العبد وربّه،لا يطّلع عليه حتى المقربون من الملائكة والحفظة،
وأعظم بها الجزاء من شرف وأنعم به من مكافة يشمر
لها العباد وينقطع في طلبها الزهاد...وقد علمنا الصيام !..أن النفس
كالرضيع إن تفطم على شيئ تنفطم ولو كان الأكل والشرب الذي فيهما
حياتها ونشاطها وقوتها،وإن تحمل على أمر مهما كان عسره ،بشئ
من الحزم والعزم تطع وتواطع ولو كان ولو كان فيه هلاكها!بل إن النفس لتألف الجوع والعطش
حتى إنها لتهاب الأكل إلا بعد أيام طويلة...وكم ذكرنا الصيام
بالجياع الذين يطاردهم الطوى بآلامة ليل نهار ، وكم تفكرنا ، حينما
شحب وجهنا وذاب شحمنا ، أولئك المحرمون من مشارق الأرض
ومغاربها ،فعلمنا ان الإنسانية برُمتها تخبأ في جنبات الصيام، إنه لدرس
أبلغ من الخطب وأفصح من الشعر، وانقى من الماء وألطف من الهواء!..
علمنا الصيام!.. ان نشكر نعمة الله فلا نزدريها وان نظهرهافلا
نخفيها...وأنَّ الشبع بعد الجوع نعمة لا توازى ،فكيف بما فوقها من النعم والآلاء!؟..
وأن لا نأكل حتى نجوع ،ذلك أدنى أن لا نعاف طعاماً
أو نشين أكلا او نزدري رزقاً...
المصدر:من تنسيقي