حلب الضباب: طريقة جديدة للحصول على مياه نقية
طريقة جديدة لحلب الماء من الضباب
يعتبر حلب الضباب من الطرق المستخدمة على سواحل أمريكا الجنوبية ذات الكثافة الضبابية لاستخراج مياه صالحة للشرب. باحثون ألمان يدرسون كيفية تعميم هذه الطريقة في المناطق التي تعاني من الجفاف والمهددة بنضوب المياه فيها
يحمل الضباب في جعبته أكثر مما يعتقد المرء، فعلى سبيل المثال، يحتوي الضباب على مئات اللترات من المياه النقية التي يمكن استخدامها للشرب. ويمكن تجميع هذه المياه باستخدام شباك مصنوعة خصيصا لهذا الغرض. ولهذا تناقش مجموعة من الخبراء في ألمانيا مفهوم "حلب الضباب" لاستخدامها في تغطية حاجيات مياه الشرب في المناطق الجافة في العالم. ولعل مدينة إيكيكي، الواقعة في شمال تشيلي والمطلة على المحيط الهادئ، أفضل مثال على ذلك.
ويصف الأستاذ الجامعي أوتو كليم، خبير علوم البيئة في جامعة مونستر الألمانية، المدينة الساحلية بأنها تعد بمثابة "القبلة" بالنسبة لعلماء الضباب، لافتا إلى أن "الضباب هناك كثيف جدا وأنه مثالي للحلب". ويعني كليم بمصطلح "حلب" تجميع الضباب لغرض الدراسة العلمية. وتستخدم شباك الصيد الضخمة، التي يضعها كليم وبعض العلماء الآخرين في المناطق الطبيعية في أمريكا الجنوبية وأماكن أخرى، في جمع مياه الشرب أيضا.
حلب الضباب ...طريقة بديلة لتغطية النقص في المياه
Bildunterschrift: يعلق الخبراء آمالا كبيرة على استخراج مياه نقية من الضباب، خاصة في المناطق التي تعاني من شح في مياه الشرب
وشكل موضوع حلب الضباب لتوفير المياه الصالحة للشرب خلال المؤتمر الدولي الخامس حول الضباب وجمع الضباب والندى، أول مؤتمر يعقد في أوروبا لمناقشة الموضوع. وعُقد المؤتمر في مدينة مونستر الألمانية بمشاركة حوالي 140 خبيرا في الضباب من 30 دولة.
وتحتوي المناطق الجافة في العالم، مثل مدينة إيكيكي التي تقع على حافة صحراء أتاكاما، على قدر وفير من الضباب، وهي حقيقة يمكن أن تكون مفيدة للغاية للأجيال القادمة. ويمكن لضباب الصحراء أن يوفر كميات من المياه للمناطق التي تعاني من نقص فيها أو قد تندر فيها المياه في المستقبل.
ويقول الخبير الألماني: "لا نتحدث عن أمريكا الجنوبية أو إفريقيا فقط، بل أوروبا أيضا"، مشيرا إلى أن "إسبانيا، على سبيل المثال، يحتمل أن تعاني من نقص في المياه في غضون 50 إلى 100 عام". وتدرس أسبانيا بالفعل تحويل مجاري الأنهار وبناء محطات ضخمة لتحلية المياه. ويلفت خبير علوم البيئة إلى أن هناك بعض المناطق في إسبانيا، التي تحتوي على كميات وفيرة من الضباب. ويوضح أوتو كليم قائلا: "ثمة سلسلة جبال على الساحل الشرقي لأسبانيا، على سبيل المثال، في المنطقة حول مدينة فالنسيا بالقرب من البحر. وتتمتع المدينة الإسبانية بطبيعة جغرافية مشابهة لساحل أمريكا الجنوبية المطل على المحيطين الهادئ والأطلسي. وتتكون السحب فوق البحر وتتحرك فوق البر، ومن ثم تحاصر الجبال الضباب الذي يمكن حلبه عندئذ".
تسجيل نجاحات في شرق إفريقيا
حلب الضباب قد تكون من الطرق الناجعة في شرق إفريقيا للحصول على مياه نقية
لكن الباحث الألماني أشار أيضا إلى أن "حلب" الضباب لا يمكنه حل مشكلة المياه على نطاق واسع. بيد أن مؤسسة المياه الألمانية الخيرية تنظر بصورة متزايدة إلى الضباب باعتباره مصدرا للمياه النقية. ويقول ارنست فروست من المؤسسة: "قبل بضعة أعوام، سخرنا من هذه الفكرة. لكننا تمكنا من إحراز بعض النجاح في توفير المياه لصغار المزارعين والمدارس في أريتريا". وأضاف:"في موسم الضباب، يمكن جمع ما يصل إلى 170 لترا من المياه عالية النقاء يوميا باستخدام إحدى الشباك. وهذا يكفي لأسرة كبيرة جدا". بيد أن التجارب أظهرت صعوبة تدريب السكان المحليين على الحفاظ على تلك الشباك.
شباك خاصة لحلب الضباب
ويسلط كليم الضوء أيضا على التكلفة المنخفضة لجمع المياه بواسطة شبكة تبلغ تكلفتها 13 دولارا. ويمكن صنع الإطار الذي يدعم الشبكة من مواد توجد في الموقع الذي تستخدم فيه: "تصنع الشباك من الألياف الاصطناعية المنسوجة، وهي نفس الشباك التي تستخدم بالفعل في الكثير من المناطق الحارة للوقاية من أشعة الشمس".
وناقش الخبراء المشاركون في المؤتمر أيضا أفكارا تتعلق باستخدام الأقمار الاصطناعية لتحديد أماكن الضباب، وهي معلومات يستخدمها بالفعل خبراء الطقس ومراقبو حركة المرور الجوي. ويقول كليم:"غير أن معظم عملنا يتمثل في البحث العلمي، إذ نقوم بفحص مكونات الضباب وكيفية تكونه ومدى تلوثه، إلى جانب التفاعلات الكيميائية التي تحدث بداخله.
(ش.ع / د.ب.أ)
مراجعة: عبدالرحمن عثمان
المصدر: من موقع دويتشه فيله
طريقة جديدة لحلب الماء من الضباب
يعتبر حلب الضباب من الطرق المستخدمة على سواحل أمريكا الجنوبية ذات الكثافة الضبابية لاستخراج مياه صالحة للشرب. باحثون ألمان يدرسون كيفية تعميم هذه الطريقة في المناطق التي تعاني من الجفاف والمهددة بنضوب المياه فيها
يحمل الضباب في جعبته أكثر مما يعتقد المرء، فعلى سبيل المثال، يحتوي الضباب على مئات اللترات من المياه النقية التي يمكن استخدامها للشرب. ويمكن تجميع هذه المياه باستخدام شباك مصنوعة خصيصا لهذا الغرض. ولهذا تناقش مجموعة من الخبراء في ألمانيا مفهوم "حلب الضباب" لاستخدامها في تغطية حاجيات مياه الشرب في المناطق الجافة في العالم. ولعل مدينة إيكيكي، الواقعة في شمال تشيلي والمطلة على المحيط الهادئ، أفضل مثال على ذلك.
ويصف الأستاذ الجامعي أوتو كليم، خبير علوم البيئة في جامعة مونستر الألمانية، المدينة الساحلية بأنها تعد بمثابة "القبلة" بالنسبة لعلماء الضباب، لافتا إلى أن "الضباب هناك كثيف جدا وأنه مثالي للحلب". ويعني كليم بمصطلح "حلب" تجميع الضباب لغرض الدراسة العلمية. وتستخدم شباك الصيد الضخمة، التي يضعها كليم وبعض العلماء الآخرين في المناطق الطبيعية في أمريكا الجنوبية وأماكن أخرى، في جمع مياه الشرب أيضا.
حلب الضباب ...طريقة بديلة لتغطية النقص في المياه
Bildunterschrift: يعلق الخبراء آمالا كبيرة على استخراج مياه نقية من الضباب، خاصة في المناطق التي تعاني من شح في مياه الشرب
وشكل موضوع حلب الضباب لتوفير المياه الصالحة للشرب خلال المؤتمر الدولي الخامس حول الضباب وجمع الضباب والندى، أول مؤتمر يعقد في أوروبا لمناقشة الموضوع. وعُقد المؤتمر في مدينة مونستر الألمانية بمشاركة حوالي 140 خبيرا في الضباب من 30 دولة.
وتحتوي المناطق الجافة في العالم، مثل مدينة إيكيكي التي تقع على حافة صحراء أتاكاما، على قدر وفير من الضباب، وهي حقيقة يمكن أن تكون مفيدة للغاية للأجيال القادمة. ويمكن لضباب الصحراء أن يوفر كميات من المياه للمناطق التي تعاني من نقص فيها أو قد تندر فيها المياه في المستقبل.
ويقول الخبير الألماني: "لا نتحدث عن أمريكا الجنوبية أو إفريقيا فقط، بل أوروبا أيضا"، مشيرا إلى أن "إسبانيا، على سبيل المثال، يحتمل أن تعاني من نقص في المياه في غضون 50 إلى 100 عام". وتدرس أسبانيا بالفعل تحويل مجاري الأنهار وبناء محطات ضخمة لتحلية المياه. ويلفت خبير علوم البيئة إلى أن هناك بعض المناطق في إسبانيا، التي تحتوي على كميات وفيرة من الضباب. ويوضح أوتو كليم قائلا: "ثمة سلسلة جبال على الساحل الشرقي لأسبانيا، على سبيل المثال، في المنطقة حول مدينة فالنسيا بالقرب من البحر. وتتمتع المدينة الإسبانية بطبيعة جغرافية مشابهة لساحل أمريكا الجنوبية المطل على المحيطين الهادئ والأطلسي. وتتكون السحب فوق البحر وتتحرك فوق البر، ومن ثم تحاصر الجبال الضباب الذي يمكن حلبه عندئذ".
تسجيل نجاحات في شرق إفريقيا
حلب الضباب قد تكون من الطرق الناجعة في شرق إفريقيا للحصول على مياه نقية
لكن الباحث الألماني أشار أيضا إلى أن "حلب" الضباب لا يمكنه حل مشكلة المياه على نطاق واسع. بيد أن مؤسسة المياه الألمانية الخيرية تنظر بصورة متزايدة إلى الضباب باعتباره مصدرا للمياه النقية. ويقول ارنست فروست من المؤسسة: "قبل بضعة أعوام، سخرنا من هذه الفكرة. لكننا تمكنا من إحراز بعض النجاح في توفير المياه لصغار المزارعين والمدارس في أريتريا". وأضاف:"في موسم الضباب، يمكن جمع ما يصل إلى 170 لترا من المياه عالية النقاء يوميا باستخدام إحدى الشباك. وهذا يكفي لأسرة كبيرة جدا". بيد أن التجارب أظهرت صعوبة تدريب السكان المحليين على الحفاظ على تلك الشباك.
شباك خاصة لحلب الضباب
ويسلط كليم الضوء أيضا على التكلفة المنخفضة لجمع المياه بواسطة شبكة تبلغ تكلفتها 13 دولارا. ويمكن صنع الإطار الذي يدعم الشبكة من مواد توجد في الموقع الذي تستخدم فيه: "تصنع الشباك من الألياف الاصطناعية المنسوجة، وهي نفس الشباك التي تستخدم بالفعل في الكثير من المناطق الحارة للوقاية من أشعة الشمس".
وناقش الخبراء المشاركون في المؤتمر أيضا أفكارا تتعلق باستخدام الأقمار الاصطناعية لتحديد أماكن الضباب، وهي معلومات يستخدمها بالفعل خبراء الطقس ومراقبو حركة المرور الجوي. ويقول كليم:"غير أن معظم عملنا يتمثل في البحث العلمي، إذ نقوم بفحص مكونات الضباب وكيفية تكونه ومدى تلوثه، إلى جانب التفاعلات الكيميائية التي تحدث بداخله.
(ش.ع / د.ب.أ)
مراجعة: عبدالرحمن عثمان
المصدر: من موقع دويتشه فيله