لقد قررت أن أعرض عليكم عرض سريع لدفاعات آباء الكنيسة القديسين وكتاباتهم وآرائهم حول إكرام الأيقونات في مواجهة الرافضين والمشككين في هذا التصرف والقائلين بأنه غير مسيحي ويشابه إكرام الوثنيين لأصنامهم وآلهتهم وذلك لكثرة ما تعرضت للسؤال هذا من قبل اخوتنا غير المسيحيين
.
ملخص دفاع يوحنا الدمشقي عن الأيقونة - لمّا كان البعض يلومنا لسجودنا لصورتَي المخلص وسيدتنا مريم العذراء وتكريمنا إياهما، وكذلك صوَر سائر القديسين وخدّام المسيح، ولكن فليفطن هؤلاء أن الله قد صنع الإنسان منذ البدء على صورته الخاصة، وإلاّ ما هو السبب في سجود بعضنا لبعضٍ سوى أننا مصنوعون على صورة الله؟ وعلى ما يقوله باسيليوس المتعمق كثيراً في الإلهيّات: "إن إكرام الإيقونة يعود إلى تمثّله في الأصل"، والمثال هو ما ترسمه الصورة، وهي مشتقّة عنه. فلمن يا ترى كان يسجد الشعب الموسوي حول الخباء الحاوي صورة السماء ورمزها، و بالأحرى صورة الخليقة كلها؟ وهذا هو قول الله لموسى : "انظر واصنع على المثال الذي أنت مراه في الجبل". والكاروبان المظلّلان المغتفر، ألم يكونا صنع أيدي الناس؟ وماذا كان هيكل أورشليم الشهير؟ ألم يكن من صنع الأيدي وقد أتقن الناس زخرفته؟ الممنوع إنما هو عبادة الأصنام والذبائح المقدّمة للشياطين: - والكتاب المقدّس قد تكلّم بتشهير عن الساجدين للمنحوتات والذابحين للشياطين. وكان اليونانيون يذبحون واليهود أيضاً يذبحون. لكنّ ذبائح اليونانيين كانت للشياطين وذبائح اليهود، لله. وكانت ذبيحة اليونانيين مرذولةً ومحكوماً عليها، وذبيحة الصدّيقين مقبولةً لدى الله. فإنّ نوحاً قد أصعد محرقاتٍ لله، "فتنسّم الرب رائحة الرضى" وتقبّل استعداده الطيّب الواصل إليه تعالى. فعلى هذا النحو كانت إذاً أصنام اليونانيين أي تماثيل الشياطين مرذولة وممنوعة. |
القديس يوحنا الذهبي الفم
- لو اهنت الرداء الملكي، أليست هي إهانه لهذا الذي يرتديّة؟ إلاّ تعلم أنّك لو أهنت صورة الإمبراطور، فإنّك تنقل الإهانة إلي النموذج الأصلي؟ أتعلم أنّك إذا أظهرت احتقار للصورة، سواء كانت من خشب منحوت، أو تمثال من النحاس، فإنّك سوف تحاكم ليس لأهانتك للمادة عديمة الحياة، ولكن لأظهر الاحتقار للإمبراطور؟ عدم تكريم صورة الإمبراطور هوعدم تكريم للإمبراطور نفسه.
- وبتعليمه للرب، لقد حثّنا أن نتذكّر دائمًا هذه المقاله، أن يكون هذا القدّيس دائمًا في ذاكرتنا، الذي باسمة تضرّعوا ضد كل شهوة غير عاقلة، وحديث باطل وأصبح الحال كذلك لدرجة أن اسمه أصبح يدوي في كل مكان، في السوق، في الشارع، في الحقول. ليس فقط لتطوق لنداء اسمه، ولكن أيضًا لتنظر إلى شكله الجسدي. ماذا تفعل باسمه وتتمّم بأيقونته. لأن كل إنسان يفرح بوضع أيقونته في كل مكان، على الخواتم، الأقداح، الأطباق، وعلي جدران غرف النوم، لكي لا يسمعوا سيرته المقدّسة فقط بل أيضًا لينظروا في كل مكان إلى صورته الجسديّة وبهذا يحصلوا على تعويض مضاعف لرحيلة عنا.
القدّيس ديونيسيوس الأريوباغيّ
- بدل من مهاجمة المفهوم العام لهم (الأيقونة)، يجب علينا أن نفهم قيمتها المقدّسة، ولا نحتقر اصلها المقدّس، أو الأشياء المقدّسة التي تصورها، لأنّها هي الاظهار المرئي للعجائب الخفيّة.