الأكياس البلاستيكية: هل هي حقا عدو البيئة؟
يتم إنتاج أكياس البلاستيك من مخلفات المواد الثانوية في صناعة النفط. ويرافق عملية التصنيع تلوث بيئي وانبعاث غازات الدفيئة. وتعد تكلفة إنتاجها رخيصة جدا، الأمر الذي يتيح توزيعها على المستهلك مجانا. إلا أن الاستهلاك المفرط وغير المنضبط لأكياس البلاستيك حولها إلى مشكلة عالمية.
ووفقا لأبسط التقديرات، يستهلك المواطنون سنويا، في الضفة الغربية وقطاع غزة، مئات ملايين أكياس البلاستيك الرفيعة التي تسمى خطأ "أكياس نايلون". ويقدر المتوسط الزمني لاستعمال الكيس الواحد بنحو عشرين دقيقة، حيث غالبا ما يلقى، بعد ذلك، في سلة القمامة. وتشكل أكياس البلاستيك ما لا يقل عن 15% من حجم النفايات السنوية التي تصل إلى مكبات النفايات، إلا أن وزنها الفعلي لا يتجاوز 6-7% من إجمالي وزن النفايات، بسبب وزنها الخفيف البالغ نحو 6 غرامات للكيس الواحد.
وبالرغم من كون الأكياس رخيصة وعملية، إلا أن عيبها الأساسي يكمن في أنها لا تتحلل أو تتآكل، لمدة طويلة جدا من الزمن؛ فالكيس الواحد لا يتحلل بشكل طبيعي طوال مئات السنين. يضاف إلى ذلك، أن الأكياس الخفيفة تتطاير في الهواء وتتسبب في اتساخ المساحات المفتوحة، وقد تأكلها الحيوانات، وبالتالي، قد تشكل خطرا على حياتها.
ووفقا لمعطيات الأمم المتحدة، تتسبب النفايات البلاستيكية في موت ملايين الطيور البحرية سنويا، فضلا عن نحو 100 ألف من الثدييات البحرية.
لقد تسببت المعطيات السابقة في وسم أكياس البلاستيك بسمة عدو البيئة، محليا وعالميا.
وحاليا، أخذ ينتشر في العديد من الدول، توجه جديد لتشجيع استعمال أكياس بلاستيكية مصدرها نباتي وليس نفطي، تتحلل بيولوجيا في عملية التدبيل (composting) . وفي العديد من الدول الأوروبية، يتم جباية رسم رمزي على الأكياس، بهدف تشجيع الناس على تقليل الاستهلاك. كما يتم تشجيع المستهلكين على استخدام الأكياس شبه الجلدية التي يمكن إعادة استعمالها مرات عديدة
عن ملتقى كلية ينبع الصناعية