المكان: بانياس الساحل - الكورنيش الجنوبي
الزمان: السبت 4/9/2010م 25 من رمضان
الساعة: السابعة إلا ربع تقريباً بتوقيت دمشق
سائق السيارة: ت ع خ (صديقي 30 عاماً .. وهو أب لثلاث بنات )
سائق الدراجة النارية: م ج م ج (عمي 54 .. وهو أب لثلاث أبناء) ويرافقه م ي م ج (عمي 48 .. وهو أب لأربع أبناء)
بعض الحقائق:
سائق السيارة: صاحب سوابق وحوادث كثيرة ومعروف بالطيش والاستهتار في القيادة (بطران)
سائق الدراجة النارية: معروف بقيادته البطيئة جداً للدراجة النارية المرخصة نظامياً (حريص)
نتائج الحادث:
سائق السيارة: هروب من وجه العدالة بعد معرفته بالنتائج الفظيعة لما جنت يداه ولطيشه وبشكل خاص أنه حتى لم يعمل على إسعاف الضحايا, ورفض الضحايا وأهاليهم التنازل.
سائق الدراجة النارية: كسور خطيرة في أعلى الفخذين مع تهتك بالعظم في أحدها, وإصابة في الرأس وفي مناطق مختلفة من الجسم, أجريت له عملية ناجحة إلا أن النتائج غير واضحة على مستقبله حتى الآن.
مرافق سائق الدراجة: كسر متعدد في الساق اليسرى مع تهتك بالعظم, وإصابة خطيرة في الرأس أدت لغيبوبة متكررة ومفاجئة وإصابات في مناطق مختلفة من الجسم وحالته غير مستقرة بانتظار عملية لكسور الرجل اليسرى, ولا نتائج واضحة على مستقبله حتى الآن.
الكلمات الأولى للضحايا بعد الحادث:
محمد جمال منير الجندي: كنت ذاهباً لإحضار المشاوي للفطور وبرفقتي أخي محمد ثم تجاوزنا منطقة حفريات البلدية أول الكورنيش الجديد بالقرب من بائع القهوة بفترة وفي منطقة قريبة من مبنى لآل عثمان على الكورنيش الجديد ولا أدري ماذا حدث بعد ذلك .. (قال ذلك مع الألم الشديد بعد فترة ساعة تقريباً من الحادث)
محمد يحيى منير الجندي: كنت راكباً برفقة أخي جمال وذهبنا لإحضار المشاوي – الموصّى عليها سابقاً – على الدراجة النارية العائدة له .. ثم تذكر بعد إلحاح ومساعدة أنهم وصلوا إلى الكورنيش الجديد حتى تلك المنطقة (قال ذلك بعد ثلاث أيام من الحادث بعد خروجه من حالة الغيبوبة جزئياً)
الكلمات الأولى لأخ سائق السيارة:
كان أخي مسرعاً إلا أن الالتفاف الخاطئ لسائق الدراجة النارية أدى إلى هذا الحادث ونحن ننظر بأسف لما آلت إليه حال الضحايا
القصة كما حدثت معي:
مساء السبت وفي الساعة السابعة تقريباً وبعد إغلاق المحل توجهت للمنزل وقبل أن ابتعد عن المحل بقليل يناديني أحد الأقرباء على موتور /فيزبا/ وبعد وصوله يقول بلهجته: "عمك جمال يمكن عامل حادث وهادا مفتاح موتورو بس أنا مو متأكد" ..
انطلقنا بعدها لنضحض الشك باليقين وتوجهنا إلى قسم الإسعاف في المشفى الوطني .. رجل ممدد على طاولة العمليات الاسعافية لكنه ليس عمي جمال وإنما يشبه عمي (محمد) ؟! على طاولة أخرى رجل آخر اقتربت منه يا إلهي إنه عمي (جمال) عرفته من ملابسه لكثرة الدماء على وجهه .. والآخر من هو؟ عمي محمد؟ يبدو كذلك ولكن لست متأكداً
طبعاً بدأت الممرضات والأطباء يتمتمون إنه محمد (الجنيدي) والآخر جمال (جنيدي) .. هنا اتضحت الرؤية واقتربت منه وعرفت أنه عمي الآخر محمد, أعلمت الممرضات بذلك وشرعوا في أخذ أقوالي حول الضحيتين .. خلال ساعة وهي المرة الأولى في حياتي التي أرى بها غرفة إسعافات ودماء ولحم مشقف يتجاوز السنتيمتر الواحد في جسد إنسان .. يا إلهي! وتحولت إلى ممرض في وهرة الأحداث .. ثم توافد أبناء عمومتي وأصهاري وأخي وأعمامي الآخرين للمشفى وتحولنا لورشة إسعاف رديفة للمشفى.
تحت جهاز الإيكو بدأت استنطق عمي (جمال) الكلمات الأولى حول ما جرى وقد سألني وقتها ما الذي جرى لي؟ حادث؟ فقلت له نعم والحمد لله على سلامتك.
في ذلك الوقت نقل عمي الآخر إلى غرفة (الطبقي محوري) في الطابق الثاني ثم نقل عمي جمال للتصوير في الطبقي المحوري وبدأت تتضح الآثار الحقيقية للحادثة.
قضيت ليلة ذلك اليوم بسحورها في رعايتهما وكانت ليلة صعبة لم ينم خلالها عمي (جمال) أبداً من شدة الألم لا سيما بعد الأوزان التي وضعت لشد ساقيه ومنع التحام العظم بانتظار العملية بعد يومين, بينما لم يستيقظ عمي (محمد) أبداً من غيبوبته إلا في حالات نادرة كل ساعة أو ساعتين عند شعوره بالرغبة في دخول الحمام بحركات عفوية لتقطيع الأجهزة المتصلة به.
فما رأيكم جل شأنكم؟
عدل سابقا من قبل عبد الرحمن الجندي في 25/9/2010, 02:07 عدل 2 مرات