«ولد الشيخ "عبد الرحمن عيروط" في "بانياس" وعاش فيها حتى 1996.
طلب العلم عندما كان في الثامنة عشرة، وقبلها حفظ القرآن الكريم في سن الثانية عشرة، وقرأ علوم اللغة والفقه قبل التحاقه بمدرسة العلم».
هذه هي بداية الحديث الذي جرى بتاريخ 27/5/2009 بين eSyria والشيخ "أنس عبد الرحمن عيروط"- أحد أبناء الشيخ "عبد الرحمن عيروط" والمعروف في سائر أنحاء مدينة "بانياس".
وأضاف: «ظهرت بوادر نجابته ونبوغه في سن مبكرة فمن أدركه وعلّمه وكان معه في تلك السن كان يقول أنه لم يمر في فترة مراهقة كمثله من الأولاد وهذا كان معروفاً عنه.
عند بداية طلبه للعلم كان هناك من أرسله إلى مدرسة "الخسروية" (نسبة إلى "خسرو باشا") في "حلب"، التي أصبحت ثانوية شرعية الآن، وكانت بمثابة جامعة لتخريج العلماء مثل الشيخ "مصطفى الزرقاوي"، الشيخ "محمد الحامد" وغيرهم».
درجة العلم التي وصل إليها الشيخ كانت أيضاً أحد مراحل دروبه الطويلة، ومع ذلك اكتفى بها رغم آراء من حوله، فكما يعبر الشيخ "أنس": «كان الشيخ "عبد الرحمن" متميزاً في هذه المدرسة بدراسته وورعه من بين زملائه وقد أحبه أساتذته كثيراً، حتى أنهم كانوا يأتون لزيارته في "بانياس" بعد تخرجه، وكان يرغب في السفر إلى "مصر" لمتابعة دراسته، لكن مرض والدته حال بينه وبين المتابعة، وكان عندما يسأله المقربون لو أنه تابع دراسته وألف كتباً أما كان أفضل، فكان يجيبهم: "ما أعطاني الله خيراً بكثير من متابعتي الدراسة"، وربما كان يقصد بذلك أنه كان من دعاة الدين في هذه البلدة، لم يؤلف كتباً لكنه صنع رجالاً».
بلاغته التي تجلت بوضوح في خطبه كانت أحد أسباب زيادة تقدير الناس
له حتى اليوم، وهذا ما تحدث عنه بالقول: «كان الشيخ في حياته يعمل في الدعوة والتعليم في المدارس الحكومية والمساجد، أسس جمعية "البر والخدمات الاجتماعية" في "بانياس"، وقد اشتهر في الخطابة وخاصة في واقعية ما يطرحه من مواضيع وبتجوز الكلام (اختصاره)، فكانت خطباً قصيرة موجزة وبليغة يرغبها كل الناس.
وقد بنى والده الشيخ "محمد عيروط" مسجداً ولم يكن فيه خطابة، ولما رجع الشيخ "عبد الرحمن" من طلب العلم أنشأ الخطابة وصار يعرف المسجد باسمه، لكنه لم يرغب بأن يسمى باسمه».
مكانة نادرة حظي بها خلال حياته وبعدها، وعنها عبر الشيخ "أنس عيروط" بقوله: «مما تميز به والدي محبة جميع الناس له من جميع مللهم صغاراً وكباراً، وهذا ما ظهر في جنازته حين خرج جميع الناس، وفعلاً لم تشهد البلدة مثلها لا من قبل ولا من بعد، ولم يذكرنا بها إلا جنازة الإمام "أحمد بن حنبل"، وقد أخرجت من بعد صلاة الفجر ولم تستقر في مقرها الأخير إلا بعد صلاة العصر من كثرة الازدحام».
أخلاقه التي عرف بها أثارت إعجاب إخوانه من المؤمنين حتى ضربوا به المثل، فكما عبر الشيخ "أنس": «اشتهر أيضاً بتواضعه حتى قيل عنه في التواضع أنه لم يرى بعد الشيخ "محمد الهاشمي التلمساني" مثل الشيخ "عبد الرحمن" في تواضعه، حتى أطلق عليه بعض العلماء "حسن بصري" هذا الزمان.
عرف عنه أنه كان رائد الطريقة الصوفية الشاذلية في الساحل، وقال عنه شيخ الطريقة الشاذلية "أحمد فتح الله جامي" الذي ما زال حياً: "إنه من أولياء الله دون أن يلتقي به"، وقال: "والله إني
أحبه، والله إني أحبه، والله إني أحبه"».
تقيده بالتعاليم الدينية والشرائع بدا للبعض مبالغ به، لكن ذلك كان دوماً بالأدلة والحجج، وعنها قال: «كانت أجوبته في الفتاوى أجوبة العلماء الجهابذة الذين كانت أجوبتهم جامعة مانعة، فشهر عنه أنه كان متعصباً في الفتاوى ولكن هذا كان مغايراً للواقع والحقيقة فكان مرناً ويقدم الحديث على رأيه وعلى فتواه وأينما وجد الدليل الشرعي كان معه.
جمع في التدريس بين علوم اللغة والفقه والعقيدة فكان يدرس اللغة لطلاب اللغة والعقيدة والفقه لطلاب الشريعة».
وعن شهرته التي تجاوزت الساحل لتصل إلى العديد من علماء الدين تحدث فقال: «كان الشيخ مقصد العلماء من جميع أنحاء البلاد لما سمعوا عنه، وكان يقصد ويحب زيارة العلماء في "دمشق"، "حلب"، "حمص" و"حماه"، ولما ذهب أحد التلاميذ إلى الشيخ "ملا رمضان البوطي" والد الدكتور "محمد سعيد البوطي" وطلب الالتزام عنده، فلما أخبره بأنه من محافظة الشيخ "عبد الرحمن عيروط" قال له: "كيف تترك حامي الساحل السوري وتأتيني"، ولم يرضى».
وأضاف: «زاره الشيخ "عبد القادر عيسى" شيخ الطريقة الشاذلية، والشيخ "ابن عابدين الفقيه الحنفي" ليسمع درساً له، وعندما أراد والدي أن يقرب الشيخ إليه أجابه أنه جاء ليسمع درسه، كما زاره الشيخ " مصطفى السباعي"، والشيخ "أمين الله عيروض" والشيخ "جميل عقاد" وهو من مشايخ "حلب المشهورين».
رحل الشيخ "عبد الرحمن عيروط"، لكنه بقي حياً في ضمائر الكثيرين يقتدون به بما عرفوه عنه، وبخطبه التي سمعوها، على غرار الشيخ "مصطفى لولو" الذي قال: «كان الشيخ "عبد الرحمن" من العلماء الأفاضل وكان تواضعه وزهده والتزامه بالشرع ما
يزيد ويفرض احترام الناس له، فكانت له هيبة فلم يكن متعصباً لجهة معينة فأحب الناس جميعاً وأحبوه، فقد جمع الناس حوله بمحبته.
علم القرآن الكريم والتجويد والتفسير وكان مرجعاً في اللغة العربية، وكانت خطبه تبدأ بآية قرآنية أو حديث ثم يشرح حولها شرحاً واقعياً يفهمه الجميع».
منقول من شبكة حلبيات
طلب العلم عندما كان في الثامنة عشرة، وقبلها حفظ القرآن الكريم في سن الثانية عشرة، وقرأ علوم اللغة والفقه قبل التحاقه بمدرسة العلم».
هذه هي بداية الحديث الذي جرى بتاريخ 27/5/2009 بين eSyria والشيخ "أنس عبد الرحمن عيروط"- أحد أبناء الشيخ "عبد الرحمن عيروط" والمعروف في سائر أنحاء مدينة "بانياس".
وأضاف: «ظهرت بوادر نجابته ونبوغه في سن مبكرة فمن أدركه وعلّمه وكان معه في تلك السن كان يقول أنه لم يمر في فترة مراهقة كمثله من الأولاد وهذا كان معروفاً عنه.
عند بداية طلبه للعلم كان هناك من أرسله إلى مدرسة "الخسروية" (نسبة إلى "خسرو باشا") في "حلب"، التي أصبحت ثانوية شرعية الآن، وكانت بمثابة جامعة لتخريج العلماء مثل الشيخ "مصطفى الزرقاوي"، الشيخ "محمد الحامد" وغيرهم».
درجة العلم التي وصل إليها الشيخ كانت أيضاً أحد مراحل دروبه الطويلة، ومع ذلك اكتفى بها رغم آراء من حوله، فكما يعبر الشيخ "أنس": «كان الشيخ "عبد الرحمن" متميزاً في هذه المدرسة بدراسته وورعه من بين زملائه وقد أحبه أساتذته كثيراً، حتى أنهم كانوا يأتون لزيارته في "بانياس" بعد تخرجه، وكان يرغب في السفر إلى "مصر" لمتابعة دراسته، لكن مرض والدته حال بينه وبين المتابعة، وكان عندما يسأله المقربون لو أنه تابع دراسته وألف كتباً أما كان أفضل، فكان يجيبهم: "ما أعطاني الله خيراً بكثير من متابعتي الدراسة"، وربما كان يقصد بذلك أنه كان من دعاة الدين في هذه البلدة، لم يؤلف كتباً لكنه صنع رجالاً».
بلاغته التي تجلت بوضوح في خطبه كانت أحد أسباب زيادة تقدير الناس
له حتى اليوم، وهذا ما تحدث عنه بالقول: «كان الشيخ في حياته يعمل في الدعوة والتعليم في المدارس الحكومية والمساجد، أسس جمعية "البر والخدمات الاجتماعية" في "بانياس"، وقد اشتهر في الخطابة وخاصة في واقعية ما يطرحه من مواضيع وبتجوز الكلام (اختصاره)، فكانت خطباً قصيرة موجزة وبليغة يرغبها كل الناس.
وقد بنى والده الشيخ "محمد عيروط" مسجداً ولم يكن فيه خطابة، ولما رجع الشيخ "عبد الرحمن" من طلب العلم أنشأ الخطابة وصار يعرف المسجد باسمه، لكنه لم يرغب بأن يسمى باسمه».
مكانة نادرة حظي بها خلال حياته وبعدها، وعنها عبر الشيخ "أنس عيروط" بقوله: «مما تميز به والدي محبة جميع الناس له من جميع مللهم صغاراً وكباراً، وهذا ما ظهر في جنازته حين خرج جميع الناس، وفعلاً لم تشهد البلدة مثلها لا من قبل ولا من بعد، ولم يذكرنا بها إلا جنازة الإمام "أحمد بن حنبل"، وقد أخرجت من بعد صلاة الفجر ولم تستقر في مقرها الأخير إلا بعد صلاة العصر من كثرة الازدحام».
أخلاقه التي عرف بها أثارت إعجاب إخوانه من المؤمنين حتى ضربوا به المثل، فكما عبر الشيخ "أنس": «اشتهر أيضاً بتواضعه حتى قيل عنه في التواضع أنه لم يرى بعد الشيخ "محمد الهاشمي التلمساني" مثل الشيخ "عبد الرحمن" في تواضعه، حتى أطلق عليه بعض العلماء "حسن بصري" هذا الزمان.
عرف عنه أنه كان رائد الطريقة الصوفية الشاذلية في الساحل، وقال عنه شيخ الطريقة الشاذلية "أحمد فتح الله جامي" الذي ما زال حياً: "إنه من أولياء الله دون أن يلتقي به"، وقال: "والله إني
أحبه، والله إني أحبه، والله إني أحبه"».
تقيده بالتعاليم الدينية والشرائع بدا للبعض مبالغ به، لكن ذلك كان دوماً بالأدلة والحجج، وعنها قال: «كانت أجوبته في الفتاوى أجوبة العلماء الجهابذة الذين كانت أجوبتهم جامعة مانعة، فشهر عنه أنه كان متعصباً في الفتاوى ولكن هذا كان مغايراً للواقع والحقيقة فكان مرناً ويقدم الحديث على رأيه وعلى فتواه وأينما وجد الدليل الشرعي كان معه.
جمع في التدريس بين علوم اللغة والفقه والعقيدة فكان يدرس اللغة لطلاب اللغة والعقيدة والفقه لطلاب الشريعة».
وعن شهرته التي تجاوزت الساحل لتصل إلى العديد من علماء الدين تحدث فقال: «كان الشيخ مقصد العلماء من جميع أنحاء البلاد لما سمعوا عنه، وكان يقصد ويحب زيارة العلماء في "دمشق"، "حلب"، "حمص" و"حماه"، ولما ذهب أحد التلاميذ إلى الشيخ "ملا رمضان البوطي" والد الدكتور "محمد سعيد البوطي" وطلب الالتزام عنده، فلما أخبره بأنه من محافظة الشيخ "عبد الرحمن عيروط" قال له: "كيف تترك حامي الساحل السوري وتأتيني"، ولم يرضى».
وأضاف: «زاره الشيخ "عبد القادر عيسى" شيخ الطريقة الشاذلية، والشيخ "ابن عابدين الفقيه الحنفي" ليسمع درساً له، وعندما أراد والدي أن يقرب الشيخ إليه أجابه أنه جاء ليسمع درسه، كما زاره الشيخ " مصطفى السباعي"، والشيخ "أمين الله عيروض" والشيخ "جميل عقاد" وهو من مشايخ "حلب المشهورين».
رحل الشيخ "عبد الرحمن عيروط"، لكنه بقي حياً في ضمائر الكثيرين يقتدون به بما عرفوه عنه، وبخطبه التي سمعوها، على غرار الشيخ "مصطفى لولو" الذي قال: «كان الشيخ "عبد الرحمن" من العلماء الأفاضل وكان تواضعه وزهده والتزامه بالشرع ما
يزيد ويفرض احترام الناس له، فكانت له هيبة فلم يكن متعصباً لجهة معينة فأحب الناس جميعاً وأحبوه، فقد جمع الناس حوله بمحبته.
علم القرآن الكريم والتجويد والتفسير وكان مرجعاً في اللغة العربية، وكانت خطبه تبدأ بآية قرآنية أو حديث ثم يشرح حولها شرحاً واقعياً يفهمه الجميع».
منقول من شبكة حلبيات