آلهة الأولمب
تصّور اليونانيون القدماء آلهتهم في جبل أوليمبوس في صورة البشر ورسموهم وفقاً لذاك التخيّل شكلاً وقواماً وهم إن تميّزوا بالقوة الخارقة والقوام البديع والجمال الرّائع فإنهم كانوا كالبشر يأكلون ويشربون وينامون ويحبون ويكرهون ويفرحون ويحزنون وتساورهم المشاعر نفسها التي تساور بني البشر ويستبد بهم الغضب وتنهش قلوبهم الغيرة و يتزوجون وينجبون ويعقدون علاقات مشروعة وغير مشروعة ولكنّهم يتميّزون عن البشر بأنهم كانوا خالدين لا يهرمون ولا يذوقون طعم الموت .. وكانت الأسرة الأولمبية تتألف من اثني عشر إلهاً أهمّهم زيوس بوصفه رباً للآلهة والبشر وكان يشارك زيوس في الأولمب إحوةٌ خمسة وأبناءٌ ستّة هم أبطال الأساطير التي ألهمت الفنانين والشعراء والأدباء والمهندسين أهمّ الأعمال منذ عشرات القرون وحتى يومنا هذا وهذا سردٌ لآلهة الأولمب الذين عبدهم اليونانيون ومن بعدهم الرومان ووظيفة كلّ إله منهمزيوس
كبير الآلهة وأكثرهم قوّةً وهيبة ، وأعلاهم شأنا رب المطر والبرق والرّعد اسمه مشتقٌّ من لفظ يعني النّور أو الضياء، يسكن السّماء ومنها يرسل المطر والبرق والرعد ،يوصف في الأساطير بأنه جامع السحب يسيطر على الظواهر الجويّة والطّقس .كان معبده في "دودونا" أقدم مركزٍ للنبوءة في بلاد اليونان حيث كانت الكاهنات تبين للسائلين مشيئة الإله من قراءة حفيف أوراق شجرة بلّوط عظيمةٍ كانت في فناء المعبد وأحياناً من قراءة هديل الحمام أو خرير المياه المتدفّقة في الينابيع
زيوس
ومعناه "السّيّدة"ربة الزواج وراعية النّساء وكلّ ما يتعلّق بحياتهن الجنسيّة من حمل وولادة و رضاعة هي أخت زيوس وزوجته الشرعيّة وأوّل بلدة عبدت فيها كانت أرجوس وأشهر معبد لها يقوم في في جزيرة ساموس حيث ولدت هيرا حسب ما ترويه الأساطير ورغم أنّ هيرا هي ربة الحمل والولادة فإنها لم تنجب من زيوس سوى إلهاً واحداً هو "أريس" إله الحرب وأنجبت ولداً من نفسها دون الحاجة لذكر عقاباً لزيوس الذي لم يحفظ عهد الزواج وتسبب لها بكثيرٍ من المتاعب وقد جاء ذلك المولود "هيفايستوس "ربّ الحديد مشوّهاً وقبيحاً تبرأت هيرا منه كما تبرّأ هو منها ولم تكن هيرا لتنجب من غير زيوس فهي ربة الزواج المقدّس ولا يمكن أن تدنّس فراشها الزّوجي ولهيرا عند الأثينيين عيد في شهر (Gamelion) الذي يعادل شهر كانون الثاني -يناير يقام فيه احتفالٌ يسمى عيد الزّواج المقدّس وكانت النساء على اختلاف أوضاعهن تتوسلن هيرا وتنادين باسمها في أوقات الشدّة
هيرا
ربّة القمح وثمار الأرض وهي أختٌ لزيوس وكونها ربّة للقمح جعلها مرتبطةً بالأرض ومن هذا الارتباط نشأ اعتقاد لدى اليونان بأنّ ديمتير تهب الخصب للأرض والخلود للحياة البشرية منحت ديمتير الناس شيئين أولهما معرفة الزراعة والثّاني الأمل في حياةٍ أفضل بعد الموت ويتحقق الثاني بالاشتراك في طقوس عبادتها السّريّة في معبدها الشهير في اليوسيس" وكان اليونان يحتفلون بعيدها المسمّى ثيسموفوريا ومعناه عيد الرّبة جالبة الكنوزفي شهربيانوبسيون(تشرين الثاني نوفمبر)وطقوس عبادتها طقوس سحرية تقوم بها النساء من أجل إخصاب الأرض وترسم ديمتير عادة في الفنّ مرتدية ثوباً كاملاً وقوراً تزيّن رأسها بإكليل من سنابل القمح
ديميتير
ربّ البحر ومحرّك الزلازل و ربّ الخيل وشعاره شوكة الصّيد ذات الأشواك الثلاثة ومن يغضب هذا الإله يقع تحت رحمته عندما يركب البحر فيذيقه صنوف العذاب وكان الصّيادون والفلاحون يبذلون قصارى جهدهمٍ لإرضائه وتقديم القرابين المناسبة له كي لا يقعوا فريسة غضبه وتروي الأساطير أن بوسيدون كان في البداية على هيئة الحصان وبهذه الصورة كان يعبد في أنحاء كثيرة من بلاد اليونان لا سيّما أركاديا حيث نشأت أسطورة معاشرته وهو على هيئة حصان لديمتير حين كانت تبحث عن ابنتها .لذلك اكتسب في تلك المنطقة لقب "هيبوس" أي ربّ الخيل وكانت ديمتير تمثّل في تلك المنطقة على هيئة امرأة برأس حصان و من الأساطير المتعلّقة ببوسيدون قصّة منازعته "أثينا"على زعامة المدينةحيث اتفق الطرفان على أن يأتي كلٌ منهما بمعجزة وأن يتزعّم المدينة من كانت معجزته أكثر فائدةً للشّعب اليوناني فضرب بوسيدون الصّخرة بحربته فأخرج الحصان وضربت أثينا الأرض بقدمها فأنبتت شجرة الزّيتون فاتّفق الآلهة على فضل شجرة الزّيتون فتزعّمت أثينا المدينة وأعطتها اسمها
بوسيدون
ربّة الموقد: هي الأخت الكبرى لزيوس وهي ربةٌ عذراء وكونها ربةً للموقد فقدكانت عبادتها موجودة في كل بيت من بيوت اليونان فهي رمز الحياة العائلية وما يسودها من تضامن ووئام وسلام وهناء وبما أنّ إضرام النّار في تلك العصور كان أمراً شاقّاً فقد كان إبقاؤها مشتعلةً أمراً مرغوباً فيه وكانت النّار ترادف الحياة واستمرارها يرمز إلى استمرار الأسرة والدّولة ثمّ أصبحت عبادة الموقد الجماعي أو الموقد المقدّس عامة وكانت هيستيا تبسط حمايتها على من يستجيرون بالموقد المقدس سواءً في مكان عام أو في المنزل وحول موقد المنزل كان يطاف بالمولود الجديد في اليوم الخامس من ولادته حتى يعترف به عضواً في القبيلة وفضلاً عن ذلك فإنّ كل وجبة من وجبات الطعام كانت تبدأ بتقديم القربان لهيستيا وكان اسمها أول ما يذكر عند الصّلاة وأوّل ما يذكر عند القسم وكان لكلّ مدينة موقدٌ عامٌّ موقوف لها في قاعة البريتانيوم وهي بمثابة دار البلديّة حيث كان يستقبل الضيوف الأجانب وكان اليونانين يحملون معهم فحماً من موقد المدينة الأم كي يشعلوا به نار أية مستعمرة جديدة
هيستيا
ربّ البراكين والنّار والحدادة تقول بعض الأساطيرأنه ابن لزيوس وهيرا بينما تذكر أُخرى أنّ هيرا أنجبته بنفسها بمعجزة دون الحاجة لشريك انتقاماً من زيوس الّذي أنجب أثينا من رأسه ولأنه كان يخونها كثيراً وغير وفيٍّ لعهد الزواج ولد هيفايستوس قبل أوانه فجاء بعاهة العرج في كلتا قدميه فكانت أصابع قدميه في الخلف وعقبيهما في الأمام وقد منعته عاهته من مزاولة أية مهنة تتطلّب حركة كثيرة فزاول مهنة الحدادة الّتى لا تتطلب تنقّلاً ومعتمداً على قوّة ساعديه لذلك كان هو من يصنع الأدوات والأثاث والأسلحة للأبطال والآلهة وكان أشهر ما صنعه درع (أخيل) بطل اليونان في حرب طروادة
هيفايستوس
ربة الجبال والصخور أو صخرة الأكربول على وجه التحديد لها ارتباط وثيق بكل ما ينبت في الصخر من نبات أويعيش فيه من حيوان شيّد أشهر معبد لها على الأكروبول في أثينا يروي كهنتها أنّ زيوس قد ولدها من رأسه وذلك في قصّة غريبة مفادها أنّ زيوس اشتهى الرّبة ميتس (metis)وهي ربة قديمة كانت تشتهر بحكمتها وحاولت ميتس التهرب منه وتنكرت وابتعدت لكنه تمكن منها في نهاية الأمروحملت منه وأعلنت النبوءة أن ميتس ستلد ذكراً يطيح بعرش أبيه واحتاط زيوس للأمر وأخذ يغوي ميتس بكلام معسول حتى استكانت له ففغر فاه وابتلعها بغتة ونسي زيوس الحادثة ومضت شهور وأيام وفجأة وبينما كان زيوس يسير قرب الشاطئ أصابه صراع شديد وأحسّ أنّ رأسه يكاد ينفجر وأخذ يعوي عواء رددت الأرض والسماء صداه وهرع إليه هيرمس وأدرك سبب ألمه وطلب من هيفايستوس أن يخلص أباه من عذابه وهوى هيفايستوس على رأس أبيه بفأسه فشجّها وانبثقت أثينا وخرجت لابسة درعها وهي تصيح صيحة الحرب التي ارتجت لهاالأرض وماج البحر وارتاعت لها الآلهة وصارت أثينا أحبّ أبناء زيوس إلى قلبه وأثينا إحدى ثلاث ربات عذراوات وقد عرف معبدها في أثينة بالبارثنون (Parthenon) أي معبد العذراء وكان ميدان القتال أحد اختصاصاتها لذلك يعزى إليها اختراع بعض المعدات القتالية مثل العجلة الحربية وبوق الحرب ولجام الخيل وقد مر ذكر صراعها مع بوسيدون على زعامة أثينا وتغلبها عليه وتروى في الأساطير أيضاً أنها كانت راعية للحرف اليدوية والصناعات وعلى الأخص الغزل والنسيج والحرف النسوية بوجه عام
أثينا
رب الحرب وهو الإله الألمبي الوحيد الذي أنجبه زيوس من زوجته الشّرعية هيرا وكان إلهاً بغيضا ً مبغوضاً حتى من أبويه قاسياً متحجر القلب وصفه هوميروس بأنه لعنةعلى البشر وقاتل ملطخ بالدماء ولا يظهر في الأساطير إلا محرّضاً على الحروب والعنف نسجت حوله بعض الأساطير من أطرفها بل من أكثرها تهتكاً تلك التي تروي أريس هام حبّاً بأفروديت التي بادلته الحبّ ونشأت بينهما علاقةٌ في قصر زوجها هيفايستوس فوشى بهما ربّ الشّمس هيليوس إلى الزّوج الذي كان آخر من يعلم فأسرع هيفايستوس الّذي ساءه الخبر كثيراً إلى كوره ليصنع شبكةً من الحديد يستحيل تحطيمها أو فكها وهي على صلابتها أشبه بخيوط العنكبوت من بالغ دقّتها وعلّقها فوق قوائم سريره وتظاهر بأنّه مرتحلٌ إلى جزيرته المفضّلة "ليمنوس" حتى يهيئ للعاشقَين فرصة اللقاء ويضبطهما متلبّسين ودخل أريس الولهان قصر أخيه وهو يتحرّق شوقاً للقاء أفروديت الجميلةالتي لم تتمنّع عليه إذ لم تكن بأقلّ منه شوقاً وضمّهما الفراش الأثيم وأسكرتهما النّشوة واستسلما للنّوم العميق فأطبقت عليهما الشبكة المنسوجة من الحديد المتين وأدركا أنهما وقعا في كمين نصبه لهما الزوج الغيور ووقف هيفايستوس عند باب الحجرة يرغي ويزبد ونادى الآلهة بصوت رهيب ليشهدوا تلك المهزلة وحضر الآلهة إليه على حين منع الحياء الآلهات من الحضور ووقف الآلهة عند باب الغرفة وهم غارقين في الضحك من حيلة هيفايستوس وقال أحدهم لاخير في الفحشاء ولا جدوى من المنكر ولا بدّ للخيانة من كفارة وتوسّل بوسيدون إلى هيفايستوس أن يطلق سراحهما واعداً إيّاه أنّ أريس سيكفّر له عن خطيئته واستجاب هيفايستوس لتوسّلات بوسيدون ففك قيد العاشقَين الذين تنفّسا الصعداء ومضى أريس إلى طراقيا بينما مضت أفروديت إلى معبدها في بافوس حيث استقبلتها الحوريات مرحبات وذهبت إلى الحمّام واغتسلت ثمّ مسحن جسمها اللدن الجميل بالزّيت المقدّس الّذي يضوع شذاه الزّكي دائماًّ وألبسنها ثوبها الزّاهي البهيج
أريس
ربّة الحب والخصب والجمال وهي ابنةٌ غير شرعيّة لزيوس من ديوني يعتقد الباحثون في الميثولوجيا أن عبادتها تعود لأصل شرقي وأنّها تمّثل الربّة السورية (عشتار ) تزوجت مرغمة من هيفايستوس أقبح الآلهة ولكنّها أحبت أريس رب الحرب كما عشقت من البشر "أدونيس" و"أنخيسيس" تفنّن الفنانون اليونان والرومان في نحتها عارية أو متدثّرة وقد ارتبط ظهورها في الأعمال الفنيّة بابنها إيروس (Eros)الذي يرمي البشر بسهامه ويوقد في قلوبهم جذوة الحبّ .عبدت أفروديت في أماكن كثيرة أشهرها قبرص وبافوس وأفسوس وقد عرفها الرومان باسم فينوس(vinus)
أفروديت
ربّ الشعر والموسيقا والشمس والنبوءة : ابن زيوس من "ليتو" ،شقيق لأرتميس أكبر مركز لعبادته كان في مسقط رأسه "ديلوس" وكان معبده في دلفي يعتبر أكثر المعابد قدسية على الإطلاق يحجّ إليه اليونانيون من كلّ حدب وصوب لاستشارته في أمورهم الخاصة والعامة وكانت أشهر عشيقاته "دافني"
عرفه الرومان بأسماء عديدة أشهرها "فويبوس"(phoebos)
أبولون
ربّة الصيد وحامية الشّرف العذري ومعينة النّساء عند الوضع وهي شقيقةٌ لأبولون تروي أسطورةٌ عنها أنّها ساعدت أمّها على ولادة أبوللون رغم أنّها ولدت قبله بفترةٍ وجيزة ارتبط اسمها بالقمر وانتشرت عبادتها في أرجاء اليونان كافة وقد عرفها الرومان باسم (Diana)
أرتميس
ربّ التجارة والمسافرين ورسول الآلهة ورب الخداع واللصوص والحظّ والمقامرين وكان لكثرة اختصاصاته تقام معابده في كلّ مكان من أرض اليونان وكان اليونانيون يرون فيه أكثر آلهتهم يونانيّةً لذا كانوا ينشئون في الأقطار التي يتواجدون فيها مدناً تحمل اسمه وأهمّها مدينة "هرموبوليس" في صعيد مصر وقد عرفه الرومان باسم ميركوريوس (Mercorius)
هيرمس
ربّ الكرمة والخمر والحصاد يمثّل اختفاؤه وظهوره ثانيةّ الموت والحياة ذكرت الأساطير أنه كان سكيّراً عربيداً وكانت عبادته مصحوبةً بنوع من المرح والرقص الماجن الخليع والغناء والتهتّك ومن هنا ذاع اسمه كراع للمهرجانات الثقافيّة وبخاصّة المسرح اليوناني والتراجيديا ويعتقد بعض باحثي الأدب اليوناني أنّ كلمة تراجيديا اشتقّت من اسم حيوانه المفضّل الجدي (تراجوس) وقد عرف عند الرومان باسم "باخوس" (Bachus)
ديونيسيوس
ربّ الموتى وهو شقيق لزيوس ويعني اسمه الخفي غير المنظور وكان عالم الموتى يسمّى بيت هاديس وقلّما كان هاديس يغادر مملكته الموحشة ليزور أهله في الأولمب ولم يكن هناك من يدعوه لزيارته وقلّما كان اسمه يذكر على ألسنة اليونانيين فهو نذير شؤم ولكنّهم كانوا يلقبونه بألقاب فيها إطراءٌ ومجاملة عندما يتوسلون إليه من أجل أقاربهم الموتى وكان اليونانيون يتحاشون ذكر الموت لخوفهم الشديد منه وكانو يشيرون للموتى بالراحلين أو المباركين
هاديس
ونحمد الله أن منّ علينا بعبادته وحده سبحانه وأكرمنا بمحمّدٍ صلى الله عليه وسلّم وهدانا إلى دينه الحنيف
ديناً قِيَماً ملّة ابراهيمَ حنيفاً وما كان من المشركين