[b][i]]حُلم الفستــــــــان الأبيض..
رؤيه أدبيه بحته أتناول فيها حلمٌ يراود كل فتاه منذ تتفتح ورودهـــا الغضه
على قطرات الصبــــا والشباب..
فتسرح مُخيلتها البريئه في عالم الرومانسيه لتلتقي بفارسها المغوار
ويبدأ حلم الفستان الأبيض..
ذلك الحلم الذي ينمو ليصبح محور حياة الفتاه وأملها في الحيــــاه
ولكل فتاه فستان أبيض ..
سواء لتزفُ به إلى حبيبها أو لتشقى به أبد الدهر..!!
الرؤيه الأولى ::..
فتــــاه في عمر الزهور..
لايعرف قلبها النقي إلا حب الخير للغير..
تحلم ..
تتمنى أن يأتي يوم لم يتمخض عنه رحم الغيب بعد..
لترتدي فيه فستانأً أبيض..
وتمر الأيام تلو الأيام
يتباعد الحلم .. تشيب رأس الأمنيه
تتضرع الفتاةُ لربها.. أن يأتي الفارس..
الذي طال له الشوق وأدمى الإنتظار قلبها له..
وبلا رجـــاء تعيش الفتاةُ حياتهـــــا ..
تلهي قلباً عليل
تتنسم هواء الأمل في غابات اليأس والأمد الطويل..
وفي لحظة ضعف توئد حلمهــا ..
مع وئدها قلباً ضعيف ..
وبقايا فستان كانت تحلم يوماً بها
إنه فستان الزفاف الذي تمايلت نحوه فروع عمرها البالي
وهو أيضا ذلك الفستان الذي تحطمت عنده بقايا حلمهــا
حــلم الفستان الأبيض
الرؤيه الثانيه ::..
كعـادتها .. بين السطور تغرق ..
تبحر بين أمواج الشعر تعشق بوح البحر..
تسافر على أجنحة الطير..
وتتأمل.. تختال بين الريحان والزهر وتتصور نفسها عروس..
تزفها النسمات الهادئه ..
في فستان أبيض..
كم كتبت من قصائد عن ذلك اليوم
كم تخيلته بألف لون ولون..
ولكن القدر أخفى لها صدمه
لم يحتملها قلبها الضعيف..
عندما علمت بمرضها مرضاً خطيراً.. لايجدي معه دواء ولارجاء..
فباتت تمزق بضعاً من قصائد حلمها..
وتبتلع غصة أثقلت كاهلها وملأت جوفها مراراً على مرار..
وفي صمت مهيب
أغمضت أجفانها لتودع العالم الذي تمنت أن تكون يوماً عروسهُ
وهي تحتضن في كفها الرقيق قصيدة شعر
كان مطلعها..
حلم الفستان الأبيض
ونهايتها..
ليتني ماتمنيتك..
!!
حــلم الفستان الأبيض
الرؤيه الثالثه ::..
أحبته بجنون .. تعلمت معه كيف يكون الحب وكيف تكون الموده..
كان لها وساده ترتاح إليها حينما يشتد عليها وجع الأيام ..
وفي عينيها لم تلمح غيره أبداً ..
كل العالم كان بالنسبه لها سراب .. وجوده فقط كان الحقيقه الوحيده في ذاك العالم ..
ظل الحب يرفرف عالياً في حنايا قلبيهما
وفي عقلها.. كانت تؤسس عشاً صغيراً..
وتصمم فستاناً أبيض ..
تحلم دوماً أن تتألق فيه كألف نجمه من نجوم الربيع الخافت..
وحان الوقت كي يتقدم لها الفتى..
وفي الوقت الذي كانت هي في أوج فرحتها العارمه
كان الأب هو الحائل بين القلبين..
ليحطمـ أحلام الفتاه وبلا رحمه
وتعود هي إلى أرض الواقع أشد بؤساً وتعاسه
وفي داخلها .. لعنت ذلك الحلم الذي تحول إلى كابوس رهيب.. إنه
حلم الفستان الأبيض
الرؤيه الرابعه ::..
دقت طبول الفرح تعلن إتمام الخطبه .. نعم قد بدأ حلمها في الإكتمال..
هاهي ذي دبلته الذهبيه تلتف حول إصبعها بأناقه ..
لم يتبقى سوى خطوات على زفافها..
لم تنام طوال اليوم
ظلت تحلم بنفسها في ثوب الزفاف الأبيض..
وتمر الأيام .. وتذهب لشراء ثوبها الأنيق مع خطيبهـا
كم كان رقيقاً وبسيطاً..
لمعت الدموع في عينيها وإنقبض القلب الحنون
هاجس ما حدثها أنها المره الأخيره ..
وعندما تسلمته وقبل أيام من أن ترتديه
جائها خبر الوفاه ..
وفاة الفتى..
لينتزع القدر قلب الفتاه ويهوي به على صخرات
اليأس وتحبو الفتاه دامية اليدين
إلى قبر الفتى
تتوسد أحجاره وتنتحب..
يغمرها القمر بأنواره الفضيه الحانيه
فتحفر في صمت قبر صغير بجوار قبر حبيبها
دفنت فيه فتات قلبها .. أملها في الحياه وفستان
لم يمهلها القدر وقتاً لترتديه
إنهت فستان الزفاف الأبيض
ومن بعيد وحين صعدت روحها إلى السماء..
تركت خلفها طيف واهن يرتدي بقايا ثوب أبيض
وإنتهت إسطورة حلمها
حلم الفستان الأبيض
الرؤيه الخامسه ::..
كانت تتمايل كفراشة ربيع خلابه .. بخفةٍ وتوقد..
وقلبها يملأ الحيـاه روعةً ونقاءاً ..
يتهدج صوتها الناعم الهامس وهي تتقبل مباركات الحاضرات..
في تناغم عميق.. وصوت الفرحه يدق بداخلها..
والفتيات من حولها ينظرن إلى ثوبها الأنيق في خوف ورجاء
خوف من أن يحرمهم القدر لبس مثيله
ورجاء أن تكون أعراسهم قريبه ..
وتزف الفتاةُ إلى زوجها.. وتبدأ معه حياتها في عشها الصغير..
وتمر الأيام .. لتفيق الفتاةُ من غفوتها على سوء طباع زوجها
سقط القناع عن وجهه البريء لترى وجها آخر أكثر قبحاً وبشاعه
فتهرع إلى صوان ملابسها لتخرج ملابسها
وترميها في حقيبةٍ صغيره لتغادر ذلك الجحيم وتتسمر قدماها..
فقد رأت فستان زفافهـا في ذلك المكان
الذي إختارته بعنايه لتحفظ فيه ثوبهاً
تخرجه .. تدفن رأسها فيه وتنتحب
قد ماتت بداخلها كل الفرحه التي كانت وما تبقى منها سوى رماد الذكريات
ذكرى حلم أصبح ليل دامس الحلكه
حلم الفستان الأبيض
الرؤيه السادسه ::..
كانت تتقدمـ في العمر كقطار طائش خرج عن المسار..
العام يمضي وفي أذياله عام وعام ..
أكملت الثلاثون لا بل تخطتها بقليل..
وتخبطت في حطام العثره والحاجه إلى ونيس وعائل
شخص تبوح له بأسرار نفسها وكل مابداخلها .. كما تبوح الفتيات..
أن تلقى نفسها في عش صغير وهي أميرته ..
أن تكون سيدة نفسها ولديها أطفال
لم تستطع أن توقف دمعه أصرت على الهطول..
طوال عمرها تفكر بجديه وبعقل رزين لم تتسرع
رغم كثرة من يطلبونها للزواج..
وفي لحظة أمل .. وعندما إعتصرت قلبها رغبة الإنجاب
وافقت على أول من طرق بابها
رغم رفض نفسها له.. وفي صمت حزين..
كانت تحاول أن تبدو عروسةً رائعه في ثوبها البراق..
ووأدت في نفسها عقلاً رافضاً وقلباً متألماً ..
تحت قناع الرغبه والأمل..
وعندها فقط هطلت دموعها الغزيره
على فستان ترتديه دون أن ترتديه
فستانها الأبيض
رؤيتي السابعه والأخيره ::..
في ظلمة الليل كانت تلهج بالدعاء..
تلتمس من الله فرحةً في ليلها الطويل الحزين
تتألم في صمت..
كان بداخلها ماينغص فرحها رغم رضاها بقضاء الله وقدره ..
وفي إحدى الليالي المقمره ..
رآها خلف نافذتها القريبه والدموع تغرق وجهها الملائكي..
تتألق كألف نجمةٍ حول وجه القمر..
وعندما تقدم ليطلب يدها
حانت لحظة رؤيتها..
وأتت باسمه الوجه مضطربه الفؤاد الكسير
تجر نفسها على كرسيها المتحرك .. حتى توقفت أمامه
وتركته يتلقى المفاجأه ..
لتتبدل ملامحه في بطْء لاحظته هي بينما لم يلاحظه الآخرون..
وفي صمت إنسحب من دون وداع..
وتركها خلفه .. تبتسم في شحوب وهي تتجرع كأس الصدمه
كانت تدرك نهاية قصتها قبل أن تبدأ ..
ولكنها لم تستطع منع شهقةٍ تفلتت من فمها ..
عادت بصمت إلى غرفتها وسط بكاء أهلها
وعندما خلت بنفسها .. مزقت لوحه كانت ترسمها من فتره
لفتاةٍ قعيدةٍ ترتدي فستان أبيض
وعنوانها
حلم لن يتحقق