إن كلمة "ملاك" هي يونانيّة وتعني (مُرسَل). فالملائكة قد اقتبلوا هذا الإسم
من إلهنا السامي بسبب خدمتهم من أجل خلاص الجنس البشريّ، هذه الخدمة التي
يقومون بها بكثير من المحبّة وبحميّة مقدّسة. ويقول القدّيس بولس في هذا
السياق: "أوَليسوا جميعهم أرواحاً خادمةً تُرسَل للخدمة من أجل المُزمِعين أن
( يرِثوا الخلاص"؟(
هكذا على سبيل المثال أرسل الله الملاكَ جبرائيل الى مدينةٍ في الجليل
تُدعى الناصرة، إلى العذراء مريم الكليّة القداسة، فبشّرها بأنّ الله قد اختارها
لتكون أمّاً لكلمة الله الذي كان مزمعاً على اتخاذ إنسانيّتنا ليُخلّص الجنس البشري.
وفي مناسبة أخرى، فتح ملاكُ الربّ أبوابَ السجن الذي فيه احتجز اليهودُ الحسّادُ
الرسلَ، وبعد أن حَرَّرهم قال لهم: "إمضوا وقِفوا في الهيكل وبشّروا الشعبَ
بجميع كلمات هذه الحياة"، أي بتعليم المسيح الذي هو حياة. وفي مرّة أخرى،
أخرج الملاكُ بطرسَ الرسول من السجن الذي ألقاه فيه هيرودسُ بعد أن قَتل
القدّيس يعقوب ابن زبدى؛ وكان الملك الغير مؤمن مؤمِّلاً تلهيةَ الشعبِ القاتل الإله بقتْلٍ
آخر مَرضيٍّ لديه. وإذ تحقّق الرسولُ من أن تحريرَه العجائبيَّ لم يكن ثمرةَ
مُخيِّلتِه بل أمراً حقيقيّاً، صرّح بقوله: "الآن علمت يقيناً أنّ الربّ قد أرسل ملاكه
وأنقذني من يد هيرودس ومن كلّ ما تربّصه بي شعبُ اليهود"
بَيدَ أنّ الخدمة الملائكيّة لا تقوم حَصْراً على تأمين خلاص الجنس البشري، بل نُسِب إليها هذا
الأمر من فم الناس ومن الروح القدس في الأسفار المقدّسة.
ولا يَذكر الكتاب المقدّس بدقّةٍ زمانَ خَلْق الملائكة. ولكنّ الكنيسة المقدّسة
مع القدّيس يوحنّا الدمشقيّ والقدّيس يوحنّا كاسيانوس والقدّيس باسيليوس الكبير
والقدّيس غريغوريوس اللاهوتي والقدّيس أمبروسيوس أسقف ميلانو والقدّيس
ديمتري الروستوفي وآباءٍ آخَرين، تعترف بأنّه قد حَصَل قبْل خَلْق العالم الماديّ
والبشر.
وقد خُلِق الملائكة من العَدَم. ويا له من امتنانٍ ويا له من ورعٍ ويا له من
حبّ قد أحسّت به هذه الخلائق تجاه الخالق إذ وَجدت نفسَها موهوبةً منذ خَلْقها
***
برِقّةٍ كهذه وغبطة كهذه ومتعة روحيّة كهذه! فانشغالهم الدائم ما لبث أن حصل
تأمّلاً في الخالق وتمجيداً له؛ والربّ نفسه يقول في شأنهم: "عندما خُلقت النجوم،
كان جميع ملائكتي يمجّدونني ويَهتفون لي". وتؤكّد هذه الكلمات بأن خَلْق
الملائكة هو سابقٌ لخَلْق العالم المنظور، إذ في مشاهدتهم لهذا الأخير،كان
الملائكة يمجِّدون من جديد حكمةَ الخالق وقدرتَه.
وهو كلمة الله مَنْ خَلَق الملائكةَ كما خلق بقيّة العالم المنظور، "إذ فيه خُلِقَ
جميع ما في السماوات وعلى الأرض، ما يُرى وما لا يُرى، عروشاً كان أم
سيادات أم رئاسات أم قوات؛ به وإليه خُلق كل شيء".
من إلهنا السامي بسبب خدمتهم من أجل خلاص الجنس البشريّ، هذه الخدمة التي
يقومون بها بكثير من المحبّة وبحميّة مقدّسة. ويقول القدّيس بولس في هذا
السياق: "أوَليسوا جميعهم أرواحاً خادمةً تُرسَل للخدمة من أجل المُزمِعين أن
( يرِثوا الخلاص"؟(
هكذا على سبيل المثال أرسل الله الملاكَ جبرائيل الى مدينةٍ في الجليل
تُدعى الناصرة، إلى العذراء مريم الكليّة القداسة، فبشّرها بأنّ الله قد اختارها
لتكون أمّاً لكلمة الله الذي كان مزمعاً على اتخاذ إنسانيّتنا ليُخلّص الجنس البشري.
وفي مناسبة أخرى، فتح ملاكُ الربّ أبوابَ السجن الذي فيه احتجز اليهودُ الحسّادُ
الرسلَ، وبعد أن حَرَّرهم قال لهم: "إمضوا وقِفوا في الهيكل وبشّروا الشعبَ
بجميع كلمات هذه الحياة"، أي بتعليم المسيح الذي هو حياة. وفي مرّة أخرى،
أخرج الملاكُ بطرسَ الرسول من السجن الذي ألقاه فيه هيرودسُ بعد أن قَتل
القدّيس يعقوب ابن زبدى؛ وكان الملك الغير مؤمن مؤمِّلاً تلهيةَ الشعبِ القاتل الإله بقتْلٍ
آخر مَرضيٍّ لديه. وإذ تحقّق الرسولُ من أن تحريرَه العجائبيَّ لم يكن ثمرةَ
مُخيِّلتِه بل أمراً حقيقيّاً، صرّح بقوله: "الآن علمت يقيناً أنّ الربّ قد أرسل ملاكه
وأنقذني من يد هيرودس ومن كلّ ما تربّصه بي شعبُ اليهود"
بَيدَ أنّ الخدمة الملائكيّة لا تقوم حَصْراً على تأمين خلاص الجنس البشري، بل نُسِب إليها هذا
الأمر من فم الناس ومن الروح القدس في الأسفار المقدّسة.
ولا يَذكر الكتاب المقدّس بدقّةٍ زمانَ خَلْق الملائكة. ولكنّ الكنيسة المقدّسة
مع القدّيس يوحنّا الدمشقيّ والقدّيس يوحنّا كاسيانوس والقدّيس باسيليوس الكبير
والقدّيس غريغوريوس اللاهوتي والقدّيس أمبروسيوس أسقف ميلانو والقدّيس
ديمتري الروستوفي وآباءٍ آخَرين، تعترف بأنّه قد حَصَل قبْل خَلْق العالم الماديّ
والبشر.
وقد خُلِق الملائكة من العَدَم. ويا له من امتنانٍ ويا له من ورعٍ ويا له من
حبّ قد أحسّت به هذه الخلائق تجاه الخالق إذ وَجدت نفسَها موهوبةً منذ خَلْقها
***
برِقّةٍ كهذه وغبطة كهذه ومتعة روحيّة كهذه! فانشغالهم الدائم ما لبث أن حصل
تأمّلاً في الخالق وتمجيداً له؛ والربّ نفسه يقول في شأنهم: "عندما خُلقت النجوم،
كان جميع ملائكتي يمجّدونني ويَهتفون لي". وتؤكّد هذه الكلمات بأن خَلْق
الملائكة هو سابقٌ لخَلْق العالم المنظور، إذ في مشاهدتهم لهذا الأخير،كان
الملائكة يمجِّدون من جديد حكمةَ الخالق وقدرتَه.
وهو كلمة الله مَنْ خَلَق الملائكةَ كما خلق بقيّة العالم المنظور، "إذ فيه خُلِقَ
جميع ما في السماوات وعلى الأرض، ما يُرى وما لا يُرى، عروشاً كان أم
سيادات أم رئاسات أم قوات؛ به وإليه خُلق كل شيء".