-1-
في تشرين الأول من عام 1940 بلغ النشاط الجوي لسلاح الطيران الألماني في أقصى مداه فوق الجزر البريطانية، وحدث أن كانت سيدة عجوز تتسلّى بشغل الإبرة في حدائق (نيوبليس) بمدينة (ستراتفورد) المدفون فيها جثمان الشاعر والمسرحي الكبير (شكسبير) في أثناء مرور أسراب الطائرات الألمانية المغيرة فوقها، فقالت لها فتاة كانت تمرُّ بالقرب منها:
-ألا تخشين يا سيدتي من إلقاء القنابل على (ستراتفورد).. هلمّي إلى الملجأ.
فأجابت العجوز بمنتهى الهدوء والرصانة واليقين:
- كلا.. لأن هتلر لن يقدم على ضرب هذه البلدة بالقنابل فهو شديد التطيُّر ويخاف أن تحل عليه اللعنة.
فسألتها الفتاة مستغربة: -أية لعنة تقصدينها..؟!
فأجابت العجوز: -ألا تذكرين بيت الشعر المحفور على قبر شكسبير: "لتحلَّ البركة على من لايمسّ هذه الأحجار بسوء، ولتقع اللعنة على من يحرّك عظامي" فلو ألقيت قنابل على (ستراتفورد) فربما تحرّكت عظام الشاعر في قبرها ووقعت اللعنة على هتلر.
ويبدو أن هتلر كان على بينة من معنى الشعر المحفور على قبر شكسبير فكانت (ستراتفورد) من المدن القلائل التي نجت من غارات سلاحه الجوي.
-2-
كتب (جورج مور) الروائي الانكليزي الذائع الصيت والمعروف بتعليقاته الأدبية موضوعاً طريفاً لا يخلو من الدهشة والإثارة تحدث فيها عن شهرة شكسبير التي طبقت الآفاق وجعلت منه شبه أسطورة عالمية في الذيوع والانتشار، فقاله فيه: -"في الحق أقول لكم، لقد سئم الناس وملُّوا من تكرار اسم هذا الشاعر على مسامعهم صباح مساء وبمناسبة ودون مناسبة فكم من دراسات ومقالات وتعليقات وتحقيقات وأخبار وأسرار تظهر عنه في الصحف والمجلات ولابد أن يظهر كذلك بين وقت وآخر رجلٌ من الشُّراح يزعم أنه اكتشف جديداً في شكسبير، فقد بلغ ما كتب عن أنواع القبعات وأشكالها وألوانها في مسرحيات شكسبير (45) مجلداً وعن نعال أبطاله (20) كتاباً وعن الأزهار التي ذكرها في مسرحياته (15) كتاباً، إن شكسبير نفسه لو بُعث من قبره ورأى بعينيه ما سُطّر عنه من الهراء لمات عشرين ألف ميتة كيلا يراه أو يتحدث عنه إنسان.
-3-
كثيراً ما يتورط الأدباء الكبار في هفوات فنية وتاريخية عجيبة، ومن أشهر مثل هذه الهفوات التي وقع فيها شكسبير في مسرحيته (الملك جون) حين وصف قصف المدافع، بينما المدفع لم يخترع إلا بعد مائة وخمسين عاماً من وفاة هذا الملك
***********
منقول
في تشرين الأول من عام 1940 بلغ النشاط الجوي لسلاح الطيران الألماني في أقصى مداه فوق الجزر البريطانية، وحدث أن كانت سيدة عجوز تتسلّى بشغل الإبرة في حدائق (نيوبليس) بمدينة (ستراتفورد) المدفون فيها جثمان الشاعر والمسرحي الكبير (شكسبير) في أثناء مرور أسراب الطائرات الألمانية المغيرة فوقها، فقالت لها فتاة كانت تمرُّ بالقرب منها:
-ألا تخشين يا سيدتي من إلقاء القنابل على (ستراتفورد).. هلمّي إلى الملجأ.
فأجابت العجوز بمنتهى الهدوء والرصانة واليقين:
- كلا.. لأن هتلر لن يقدم على ضرب هذه البلدة بالقنابل فهو شديد التطيُّر ويخاف أن تحل عليه اللعنة.
فسألتها الفتاة مستغربة: -أية لعنة تقصدينها..؟!
فأجابت العجوز: -ألا تذكرين بيت الشعر المحفور على قبر شكسبير: "لتحلَّ البركة على من لايمسّ هذه الأحجار بسوء، ولتقع اللعنة على من يحرّك عظامي" فلو ألقيت قنابل على (ستراتفورد) فربما تحرّكت عظام الشاعر في قبرها ووقعت اللعنة على هتلر.
ويبدو أن هتلر كان على بينة من معنى الشعر المحفور على قبر شكسبير فكانت (ستراتفورد) من المدن القلائل التي نجت من غارات سلاحه الجوي.
-2-
كتب (جورج مور) الروائي الانكليزي الذائع الصيت والمعروف بتعليقاته الأدبية موضوعاً طريفاً لا يخلو من الدهشة والإثارة تحدث فيها عن شهرة شكسبير التي طبقت الآفاق وجعلت منه شبه أسطورة عالمية في الذيوع والانتشار، فقاله فيه: -"في الحق أقول لكم، لقد سئم الناس وملُّوا من تكرار اسم هذا الشاعر على مسامعهم صباح مساء وبمناسبة ودون مناسبة فكم من دراسات ومقالات وتعليقات وتحقيقات وأخبار وأسرار تظهر عنه في الصحف والمجلات ولابد أن يظهر كذلك بين وقت وآخر رجلٌ من الشُّراح يزعم أنه اكتشف جديداً في شكسبير، فقد بلغ ما كتب عن أنواع القبعات وأشكالها وألوانها في مسرحيات شكسبير (45) مجلداً وعن نعال أبطاله (20) كتاباً وعن الأزهار التي ذكرها في مسرحياته (15) كتاباً، إن شكسبير نفسه لو بُعث من قبره ورأى بعينيه ما سُطّر عنه من الهراء لمات عشرين ألف ميتة كيلا يراه أو يتحدث عنه إنسان.
-3-
كثيراً ما يتورط الأدباء الكبار في هفوات فنية وتاريخية عجيبة، ومن أشهر مثل هذه الهفوات التي وقع فيها شكسبير في مسرحيته (الملك جون) حين وصف قصف المدافع، بينما المدفع لم يخترع إلا بعد مائة وخمسين عاماً من وفاة هذا الملك
***********
منقول