بعد مضي قرابة الشهرين من الزمن على توقف نقليات القدموس الشهيرة من والى بانياس الساحل على إثر القرار الإداري الصادر عن مجلس مدينة بانياس بنقلها الى محطة الانطلاق الرئيسية قرب النهر, ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها البلدية لتجنب الخلل المقصود الذي خلفه الإنسحاب المفاجئ من سوق النقل في المدينة, بالتعاقد مبدئياً مع نقليات الأهلية في المقر الجديد الذي كانت البلدية قد خصصته لنقليات القدموس كما ذكرنا سابقاً, ومع متابعة نقليات القدموس لممارسة نشاطاتها في شحن البضائع بمقرها الجديد في نفس المنطقة السابقة وإعلانها معاودة خط بانياس – دمشق بأسعار منافسة جداً انطلاقاً من مقرها على جسر القدموس على أوتستراد بانياس الساحل, ورغم تغطية عدد كبير من السرافيس العاملة على خط اللاذقية وطرطوس وتكاثرها وظهور باصات نقل متوسطة على هذه الخطوط, بقيت مشكلة النقل في بانياس وتداعيات انتقال شركة نقليات القدموس تأخذ مساحة كبيرة من حديث الشارع البانياسي ولا سيما الوسط التجاري فيه والذي يعتبر المتضرر الأكبر بعد انتقالها من وسط المدينة.
والحقيقة أنه على المدى القريب قد تكون لانتقال شركة نقليات القدموس تداعيات سلبية على الوسط التجاري في المدينة لأنه خلق بوجوده لما يقارب العقدين من الزمن نمطاً خاصاً من الحركة في وسط المدينة الصغيرة, الا أنه على المدى المتوسط والبعيد ستكون لهذه العملية أثار ايجابية جداً على الوضع السياحي في المنطقة لاسيما وأنها ملاصقة للبحر مباشرة وبموقع استراتيجي مميز, وحيث أنها المنطقة الأقرب الى السوق التجاري من البحر والأخفض وتقع في وسط خليج بانياس وكورنيشها الشهير.
وفي أسئلة وجهناها لبعض المتضررين في المنطقة - وأنا منهم - ومن طلاب الجامعات الذين يسافرون الى اللاذقية بشكل شبه يومي أو اسبوعي, وأشخاص آخرين من مختلف مناطق المدينة على مدى الشهرين الماضيين كان لنا هذه اللقاءات:
السيد (منير الجندي) مالك مكتب تكسي الكورنيش الشهير والذي يعتبر أقوى كراج تكسي في المدينة أجاب على سؤالنا له
ماهو تعليقك على نقل الكراج كأحد المتضررين وهل تعتبر هذه الخطوة في الاتجاه الصحيح أم الخاطئ؟
أجاب: لا أعتبر نفسي من المتضررين من هذه العملية وأعتبر أن الرزق على الله وليس على البلدية.
ومن المعروف لدينا أنه قد أتخذ خطوات استباقية قبل نقل الكراج واستأجر مكتباً يزاول فيه مهنة السمسرة العقارية قرب مقر البلدية إضافة لمكتب التكسي وأموره تسير بشكل جيد.
السيدين (مصطفى صهيوني) صاحب محل حلويات في نفس المنطقة و( يامن صيوح) سائق تكسي في مكتب الكورنيش المذكور أجابانا على نفس السؤال السابق بقولهما:
خطوة لها سلبياتها وايجابياتها...
فالايجابيات تتمثل في أنها منطقة سياحية وغير مناسبة للكراج وتجمع السيارات, ونقل الكراج خفف من تلوثها والازدحام الخانق فيها طيلة النهار.
أما السلبيات في كونها لم تراعي مصالح الناس المستفيدة من وجودها والمعتاشة منها نتيجة تراجع الحركة في المنطقة بشكل كبير وعدم ايجاد البديل المناسب لموقعها الاستراتيجي في وسط المدينة وهو الأمر الذي كان يسهل على الكثير من المسافرين أمر تنقلاتهم اليومية.
وأضاف الأخ (مصطف صهيوني) مستطرقاً في حديثه: من المفترض أن تباشر البلدية العمل في المكان وتطويره بأسرع وقت ممكن قبل أن نخسر الموسم السياحي ..
وفي سؤال للسيد (عبد الحليم الشغري) وهو مهني يعمل في مجال الإكساءات عن رأيه بهذه الإجراءات وانعكاساتها على أهالي المدينة كأحد السكان المقيمين كانت له نفس السلبيات والإيجابيات السابقة وأضاف عليها مشكلة بعد مقر نقليات القدموس الجديدة عن المسافرين من وسط المدينة وجنوبها وهم يضطرون للسفر بواسطتها نظراً للأسعار المنافسة جداً مقارنة مع نقليات الأهلية في المحطة الرئيسية من المدينة.
الشاب (ياسر بشير) تاجر أدوات كهربائية في المنطقة الجنوبية وطالب في جامعة تشرين باللاذقية من السوق كانت له أيضاً نفس السلبيات والإيجابيات السابقة وكان تركيزة على مشكلة النقل بين اللاذقية وبانياس حيث يضطر للذهاب الى جبلة ومنها الى اللاذقية في رحلة طويلة ليصل الى الجامعة وهو مرهق تماماً.
(أحمد الجندي) طالب في جامعة تشرين أجابنا على تساؤلاتنا السابقة بقوله:
سلبية بالمطلق, فلقد تسبب نقلها من المنطقة بإشكاليات كبيرة لنا كطلاب جامعيين وخصوصاً الطالبات اللواتي يضطررنا للصعود في الزحمة وبشكل غير مريح من حيث المقاعد والجوار.
وبالنسبة لنا فطوال القامة أمثالي أصبح لديهم معاناة خاصة مع مثل هذه السرافيس خلال رحلة السفر التي تقارب الساعة من الزمن.
إلا أنه ضم صوته إلى الإيجابيات السابقة لهذه الإجراءات في نهاية الحديث ..
ومن الجدير ذكره أن هذا الإجراءات البلدية لم تأتي بشكل عشوائي بل في سياق حملة التطوير الإداري وعلاج الفساد والمحسوبيات والمخالفات بكافة أنواعها في السنوات الأخيرة بتوجيه ودعم كبير من القيادة الحكيمة في سوريا.
وهنا نلاحظ الإجماع الكبير على سلبيات وايجابيات هذه الإجراءات ولا سيما الأثر التجاري وطلاب الجامعات إلا أنها من التأثيرات المتوقعة على المدى القريب والاعتيادية وما يهمنا كجيل شاب هو مستقبل المدينة والسياحي خصوصاً وعلى المدى المتوسط والبعيد.