ولدت في طهران أيام الشاهنشاهيّة عام 1935، في عصر الملك رضا بهلوي المستبد، ودرجت في منزل والدها الضابط الإيراني، الذي كان يحفل بأشجار الأكاسيا، ويمر في وسطه جدول مفتّحاً عيون الشعر النائمة لدى الفتاة تحت رقابة أمٍ صارمة ما ولّد لدى فروخ نزعة الاستقلال مبكراً وكما هو معروف... /كثرة الشدّ...ترخي/!!
وبفضل مكتبة أبيها الخاصة والسّماح لها بالتعلّم في المدرسة امتلأ خزان الشعر في كيان فروخ وبات جاهزاً للتدفق في أية لحظة، هذا عدا عن جدها القاص الماهر.
وبدخولها ثانوية /خسرو خاور/ بدأت تقرض الشعر بشكل منتظم في سن الثالثة عشرة، واتخذ شعرها آنذاك منحى الغزل التقليدي.
درست الخياطة والرسم في مدرسة/كمال ملك/ الفنية وشغفت كثيراً بهذين الفنين... وكان لها رسوماتها الخاصة أيضاً.
إن اهتمامات فروخ الفنية والأدبية وشروعها بمصادقة أولاد الحي في سن السادسة عشرة، مع ما يعنيه ذلك في مجتمعٍ متزمت كالإيراني!! أثار مخاوفَ أهلها، الذين بدأوا يضغطون على الشاعرة اليافعة وهي مأساةٌ بدأت فصولها هنا ولن تنتهي إلا بوفاة شاعرتنا...
تزوجت في السابعة عشرة وأنجبت طفلها كاميار، وانتقلت مع زوجها رسام الكاريكاتور إلى الأهواز/عربستان/، وهناك، وفي أول فصل شتاء...باشرت فروخ بمراسلةعددٍ من الجرائد والمجلات ناشرةً إنتاجها الأول على شكلِ رباعيات غنائية قصيرة...(تذكروا رباعيات الشاعر الإيراني عمر الخيام)
نشرت فروخ مجموعتها الشعرية الأولى المؤلفة من أربعٍ وأربعين قصيدة عام 1955 بعنوان (الأسيرة)...
كما نشرت ديوانها الثاني عام 1956 الذي حمل عنوان (جدار).
وفي عام 1958 ولدى زيارتها لأوروبا نظمت سبع عشرة قصيدة ضمنتها ديوانها (عصيان).
وفي ربيع عام 1964 ظهرت مجموعتها(ميلاد آخر) وهي من أهم مجموعاتها واعتبرت رائدة الحداثة في الشعر الفارسي.
في عام 1964 ظهرت مجموعة شعرية بعنوان (قصائد مختارة) تضمّنت قصائد لها من مجموعاتها الأربع المنشورة.
من صيف1964 وحتى شتاء 1966 نشرت فرخزاد خمس قصائد في أعداد مختلفة من مجلة(آرش).
أسست فروخ دار نشرٍ في طهران اسمها(جوانه)... كان هدفها نشر خمسة كتب كل شهر /لاحظوا عدد الكتب/ وأسست بمساعدة أصدقاء من كتاب وشعراء مجلة (هنر)
في عام 1959 سافرت فروخ إلى بريطانيا لدراسة الإنتاج السينمائي، ولما عادت على إيران خاضت تجربتها السنمائيّة الأولى بتصوير الأفلام الوثائقيّة. فكان فيلم (حريق)، وَ(مياه وحر)عام 1961، والفيلم الأشهر لها (المنزل الأسود) خريف 1962. وعملت في مجال التمثيل أيضاً إلى جانب الإخراج.
حيث مثّلت في مسرحية لِ"لويجي بيراندلو" عنوانها (ست شخصيات يبحثن عن الكاتب) دور فتاةٍ متبناة عملت بائعة هوى لبعض الوقت...ما أثار إلى جانب النجاح الكبير للمسرحيّة جدلاً واسعاً!!
كما قامت بترجمة مسرحية(القديسة جان دارك) للكاتب البريطاني العظيم جورج برنارد شو إلى الفارسيّة، واختارت أن تقوم بدور جان دارك على خشبة المسرح في طهران لكن القدر لم يمهلها حتى تقوم بهذه المسرحية...
في نهار الإثنين 14 شباط 1967 انحرفت سيارة فروخ لتفادي الاصطدام مع سيارة مسرعة وضربت جداراً، فرميت خارج سيارتها وتوفيت متأثرةً بجراحها قبل وصولها إلى المشفى...
نستطع يا أحبائي تلخيص مأساة فروخ الشاعرة الإيرانيّة وسط مجتمعٍ لا يرى في المرأة سوى عورتها، وبيئةٍ أدبية لا تحتفي سوى بالرجال، وهذا الكلام طبعاً قبل ثورة الخميني التي اجتثّت الأدب الفارسي الحديث، وتحوّل من اضطهدَ فروخ من الأدباء الذكور إلى ملاحقين من قبل النظام... نستطيع أن نلخصها بقول للشاعرة ذاتها:
"أردت أن أكون (امرأة)... أي أن أكون (كائناً بشريّاً)، أردت أن أقول، إنني، أنا أيضاً، لي الحق في أن أتنفّس، وأصرخ... لكن الآخرين أرادوا أن يخنقوا ويخرسوا صراخي على شفتي، وأنفاسي التي تتردّد في رئتيَّ ".
وقد اخترت فروخ فرخزاد فاتحة لسلسلة الشعر العالمي التي سنطلقها على موقعنا، لتفردها عن غيرها بظروف حياتها الصعبة، وكونها أول امرأةٍ إيرانية تقريباً تقرض الشعر، ولنلقي نظرةً عن كثب وبزاويةٍ مختلفة على الأدبِ الفارسي الحديث المدهش الذي ينازع الحجب المظلمة كي يتنشّق النور...
كما اخترت قصيدتها التي أثارت جدلاً واسعاً في إيران المحافظة، وهي (خطيئة) التي وصفت فيها علاقة غرامية ما، كانت هذه القصيدة سبباً لتناول شخصها بالهجوم والتشهير...
وفي النهاية لايسعني إلا أن أشكر الجزيرة الثقافية الحالمة (الكويت) بإشعاعاتها الفكريّة الفذّة، ويكفي أن أشير، إلى أنه ما كان لنا _قرّاء العربية_ أن نظفر بهذا الأثر الهام عن أول شاعرةٍ إيرانية معاصرة لولا الجهد العبقري الذي قام به (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت)، بإصداره الهام (إبداعات عالميّة) والذي أدعوكم جميعاً إلى متابعته واقتنائه لتظفروا كما ظفرت بأجمل الإسهامات الأدبيّة من أنحاء العالم...
وإليكم....... (خطيئة)
وبفضل مكتبة أبيها الخاصة والسّماح لها بالتعلّم في المدرسة امتلأ خزان الشعر في كيان فروخ وبات جاهزاً للتدفق في أية لحظة، هذا عدا عن جدها القاص الماهر.
وبدخولها ثانوية /خسرو خاور/ بدأت تقرض الشعر بشكل منتظم في سن الثالثة عشرة، واتخذ شعرها آنذاك منحى الغزل التقليدي.
درست الخياطة والرسم في مدرسة/كمال ملك/ الفنية وشغفت كثيراً بهذين الفنين... وكان لها رسوماتها الخاصة أيضاً.
إن اهتمامات فروخ الفنية والأدبية وشروعها بمصادقة أولاد الحي في سن السادسة عشرة، مع ما يعنيه ذلك في مجتمعٍ متزمت كالإيراني!! أثار مخاوفَ أهلها، الذين بدأوا يضغطون على الشاعرة اليافعة وهي مأساةٌ بدأت فصولها هنا ولن تنتهي إلا بوفاة شاعرتنا...
تزوجت في السابعة عشرة وأنجبت طفلها كاميار، وانتقلت مع زوجها رسام الكاريكاتور إلى الأهواز/عربستان/، وهناك، وفي أول فصل شتاء...باشرت فروخ بمراسلةعددٍ من الجرائد والمجلات ناشرةً إنتاجها الأول على شكلِ رباعيات غنائية قصيرة...(تذكروا رباعيات الشاعر الإيراني عمر الخيام)
نشرت فروخ مجموعتها الشعرية الأولى المؤلفة من أربعٍ وأربعين قصيدة عام 1955 بعنوان (الأسيرة)...
كما نشرت ديوانها الثاني عام 1956 الذي حمل عنوان (جدار).
وفي عام 1958 ولدى زيارتها لأوروبا نظمت سبع عشرة قصيدة ضمنتها ديوانها (عصيان).
وفي ربيع عام 1964 ظهرت مجموعتها(ميلاد آخر) وهي من أهم مجموعاتها واعتبرت رائدة الحداثة في الشعر الفارسي.
في عام 1964 ظهرت مجموعة شعرية بعنوان (قصائد مختارة) تضمّنت قصائد لها من مجموعاتها الأربع المنشورة.
من صيف1964 وحتى شتاء 1966 نشرت فرخزاد خمس قصائد في أعداد مختلفة من مجلة(آرش).
أسست فروخ دار نشرٍ في طهران اسمها(جوانه)... كان هدفها نشر خمسة كتب كل شهر /لاحظوا عدد الكتب/ وأسست بمساعدة أصدقاء من كتاب وشعراء مجلة (هنر)
في عام 1959 سافرت فروخ إلى بريطانيا لدراسة الإنتاج السينمائي، ولما عادت على إيران خاضت تجربتها السنمائيّة الأولى بتصوير الأفلام الوثائقيّة. فكان فيلم (حريق)، وَ(مياه وحر)عام 1961، والفيلم الأشهر لها (المنزل الأسود) خريف 1962. وعملت في مجال التمثيل أيضاً إلى جانب الإخراج.
حيث مثّلت في مسرحية لِ"لويجي بيراندلو" عنوانها (ست شخصيات يبحثن عن الكاتب) دور فتاةٍ متبناة عملت بائعة هوى لبعض الوقت...ما أثار إلى جانب النجاح الكبير للمسرحيّة جدلاً واسعاً!!
كما قامت بترجمة مسرحية(القديسة جان دارك) للكاتب البريطاني العظيم جورج برنارد شو إلى الفارسيّة، واختارت أن تقوم بدور جان دارك على خشبة المسرح في طهران لكن القدر لم يمهلها حتى تقوم بهذه المسرحية...
في نهار الإثنين 14 شباط 1967 انحرفت سيارة فروخ لتفادي الاصطدام مع سيارة مسرعة وضربت جداراً، فرميت خارج سيارتها وتوفيت متأثرةً بجراحها قبل وصولها إلى المشفى...
نستطع يا أحبائي تلخيص مأساة فروخ الشاعرة الإيرانيّة وسط مجتمعٍ لا يرى في المرأة سوى عورتها، وبيئةٍ أدبية لا تحتفي سوى بالرجال، وهذا الكلام طبعاً قبل ثورة الخميني التي اجتثّت الأدب الفارسي الحديث، وتحوّل من اضطهدَ فروخ من الأدباء الذكور إلى ملاحقين من قبل النظام... نستطيع أن نلخصها بقول للشاعرة ذاتها:
"أردت أن أكون (امرأة)... أي أن أكون (كائناً بشريّاً)، أردت أن أقول، إنني، أنا أيضاً، لي الحق في أن أتنفّس، وأصرخ... لكن الآخرين أرادوا أن يخنقوا ويخرسوا صراخي على شفتي، وأنفاسي التي تتردّد في رئتيَّ ".
وقد اخترت فروخ فرخزاد فاتحة لسلسلة الشعر العالمي التي سنطلقها على موقعنا، لتفردها عن غيرها بظروف حياتها الصعبة، وكونها أول امرأةٍ إيرانية تقريباً تقرض الشعر، ولنلقي نظرةً عن كثب وبزاويةٍ مختلفة على الأدبِ الفارسي الحديث المدهش الذي ينازع الحجب المظلمة كي يتنشّق النور...
كما اخترت قصيدتها التي أثارت جدلاً واسعاً في إيران المحافظة، وهي (خطيئة) التي وصفت فيها علاقة غرامية ما، كانت هذه القصيدة سبباً لتناول شخصها بالهجوم والتشهير...
وفي النهاية لايسعني إلا أن أشكر الجزيرة الثقافية الحالمة (الكويت) بإشعاعاتها الفكريّة الفذّة، ويكفي أن أشير، إلى أنه ما كان لنا _قرّاء العربية_ أن نظفر بهذا الأثر الهام عن أول شاعرةٍ إيرانية معاصرة لولا الجهد العبقري الذي قام به (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت)، بإصداره الهام (إبداعات عالميّة) والذي أدعوكم جميعاً إلى متابعته واقتنائه لتظفروا كما ظفرت بأجمل الإسهامات الأدبيّة من أنحاء العالم...
وإليكم....... (خطيئة)
خطيئة*
ارتكبتُ خطيئةً بالغة المتعة...
في عناقٍ دافئٍ متأجّج.
خطئتُ محاطةً بذراعين...
من نارٍ... من ثأرٍ...
من حديد
في تلك الخلوة المعتمة الهادئة
حدّقت في عينيه الثملتين...
بالسرّ.
فخفقَ قلبيّ ،نافدَ الصبر،
في صدري...
إذ لبّى دعوة عينيه
الجائعتين...
في تلك الخلوة المعتمة الهادئة...
جلست إلى جانبه
زائغة العينين...
شفتاه... أهرقتا الصبابة في
شفتي...
فأعتقَني من آلامِ قلبي الحائر
همستُ له قصّة عشقي...
أريدك، يا حياتي...
أريدك، يا حضناً يبعث الحياة
أريدك يا حبيبي الصاخب...
عيناه... اتقدتا رغبةً.
رقص المدام في الكأس...
وفي المهادِ الوثير...
ارتعشَ جسدي...
سكرانَ على صدره.
ارتكبتُ خطيئةً بالغة المتعة...
في التحامٍ بجسدٍ يرتجفُ مصعوقاً...
إلهي...
لا أدري ما فعلت...
في تلك المنجاةِ العاتمة
الساكنة...
*ترجمة فكتور الكك عن (سلسلة إبداعات عالمية) بتصرف
ارتكبتُ خطيئةً بالغة المتعة...
في عناقٍ دافئٍ متأجّج.
خطئتُ محاطةً بذراعين...
من نارٍ... من ثأرٍ...
من حديد
في تلك الخلوة المعتمة الهادئة
حدّقت في عينيه الثملتين...
بالسرّ.
فخفقَ قلبيّ ،نافدَ الصبر،
في صدري...
إذ لبّى دعوة عينيه
الجائعتين...
في تلك الخلوة المعتمة الهادئة...
جلست إلى جانبه
زائغة العينين...
شفتاه... أهرقتا الصبابة في
شفتي...
فأعتقَني من آلامِ قلبي الحائر
همستُ له قصّة عشقي...
أريدك، يا حياتي...
أريدك، يا حضناً يبعث الحياة
أريدك يا حبيبي الصاخب...
عيناه... اتقدتا رغبةً.
رقص المدام في الكأس...
وفي المهادِ الوثير...
ارتعشَ جسدي...
سكرانَ على صدره.
ارتكبتُ خطيئةً بالغة المتعة...
في التحامٍ بجسدٍ يرتجفُ مصعوقاً...
إلهي...
لا أدري ما فعلت...
في تلك المنجاةِ العاتمة
الساكنة...
*ترجمة فكتور الكك عن (سلسلة إبداعات عالمية) بتصرف