من طرف الحق الواجب النظام القوة 23/9/2008, 01:27
ولد الشاعر إبراهيم ناجي في حي شبرا بالقاهرة في اليوم الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر في عام 1898، وكان والده مثقفاً مما أثر كثيراً في تنمية موهبته وصقل ثقافته، وقد تخرج الشاعر من مدرسة الطب في عام 1922، وعين حين تخرجه طبيباً في وزارة المواصلات ، ثم في وزارة الصحة ، ثم مراقباً عاماً للقسم الطبي في وزارة الأوقاف.
- وقد نهل من الثقافة العربية القديمة فدرس العروض والقوافي وقرأ دواوين المتنبي وابن الرومي وأبي نواس وغيرهم من فحول الشعر العربي، كما نـهل من الثقافة الغربية فقرأ قصائد شيلي وبيرون وآخرين من رومانسيي الشعر الغربي.
- بدأ حياته الشعرية حوالي عام 1926 عندما بدأ يترجم بعض أشعار الفريد دي موسييه وتوماس مور شعراً وينشرها في السياسة الأسبوعية ، وانضم إلى جماعة أبولو عام 1932م التي أفرزت نخبة من الشعراء المصريين والعرب استطاعوا تحرير القصيدة العربية الحديثة من الأغلال الكلاسيكية والخيالات والإيقاعات المتوارثة .
- وقد تأثر ناجي في شعره بالاتجاه الرومانسي كما اشتهر بشعره الوجداني ، وكان وكيلاً لمدرسة أبوللو الشعرية ورئيساً لرابطة الأدباء في مصر في الأربعينيات من القرن العشرين .
وقد قام ناجي بترجمة بعض الأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان أزهار الشر، وترجم عن الإنكليزية رواية الجريمة والعقاب لديستوفسكي، وعن الإيطالية رواية الموت في إجازة، كما نشر دراسة عن شكسبير، وقام بإصدار مجلة حكيم البيت ، وألّف بعض الكتب الأدبية مثل مدينة الأحلام وعالم الأسرة وغيرهما.
- واجه نقداً عنيفاً عند صدور ديوانه الأول من العقاد وطه حسين معاً ، ويرجع هذا إلى ارتباطه بجماعة أبولو وقد وصف طه حسين شعره بأنه شعر صالونات لا يحتمل أن يخرج إلى الخلاء فيأخذه البرد من جوانبه ، وقد أزعجه هذا النقد فسافر إلى لندن وهناك دهمته سيارة عابرة فنقل إلى مستشفى سان جورج وقد عاشت هذه المحنة في أعماقه فترة طويلة حتى توفي في الرابع والعشرين من شهر مارس في عام 1953.
- وقد صدرت عن الشاعر إبراهيم ناجي بعد رحيله عدة دراسات مهمة، منها: إبراهيم ناجي للشاعر صالح جودت ، وناجي للدكتورة نعمات أحمد فؤاد ، كما كتبت عنه العديد من الرسائل العلمية بالجامعات المصرية .
ومن أشهر قصائده قصيدة الأطلال التي تغنت بها أم كلثوم ولحنها الموسيقار الراحل رياض السنباطي .
ومن دواوينه الشعرية :
وراء الغمام (1934) ، ليالي القاهرة (1944)، في معبد الليل (1948) ، الطائر الجريح (1953) ، وغيرها . كما صدرت أعماله الشعرية الكاملة في عام 1966 بعد وفاته عن المجلس الأعلى للثقافة
الفراق
يا ساعة الحسرات والعبرات ............أعصفت أم عصف الهوى بحياتي
ما مهربي ملأ الجحيم مسالكي .........وطغى على سُبُلي وسد جهاتي
من أي حصن قد نزعت كوامنا ..........من أدمعي استعصمن خلف ثباتي
حطمت من جبروتهن فقلن لي........... أزف الفراق فقلت ويحك هاتي
أأموت ظمآناًوثغرك جدولي ............وأبيت أشرب لهفتي وولوعي
جفت على شفتي الحياة وحلمها .........وخيالها من ذلك الينبوع
قد هدني جزعي عليك وادعي............ أني غداة البين غير جزوع
وأريد أشبع ناظري فأنثني................ كي أستبينك من خلال دموعي
هان الردى لو أن قلبك دار ................أأموت مغترباً وصدرك داري
يامن رفعت بناء نفسي شاهقاً............. متهلل الجنبات بالأنوار
اليوم لي روح كظل شاحب ..............في هيكل متخاذل الأسوار
لو في الضلوع أجلت عينك أبصرت ...........منهارة تبكي على منهار
لا تسألي عن ليل أمس وخطبه ............وخذي جوابك من شقي واجم
طالت مسافته علي كأنها ............أبد غليظ القلب ليس براحم
وكأنني طفل بها وخواطري.......... أرجوحة في لجها المتلاطم
عانيتها والليل لعنة كافر ...........وطويتها والصبح دمعة نادم