عرف الإنسان الجريمة منذ فجر البشرية. وتعددت وسائل وأساليب الجرائم وتطورت وسائل الكشف عنها. لهذا تعتبر علوم الأدلة الجنائية محصلة لهذه الجرائم تتطور معها من حيث طرق الكشف عنها والوقاية منها والوصول للحقيقة وتعقب المجرمين حتى ينالوا العقاب.
وعلى مر الأزمان ترك الإنسان شواهد على بصمات الأصابع في رسوماته ومنحوتاته التى علت جدران الصخور والكهوف. وكان قدماء المصريين والبابليين على علم بالتشريح العملي لجسم الإنسان. واستطاع الإغريق القدماء التعرف على أنواع السموم، وقاموا بتصنيفها. وكشف الطبيب الروماني أنستاسيوس على جثة يوليوس قيصر بعد مصرعه ، واستطاع أن يكتشف بها 23 جرحا من بينهم جرح واحد غائر في الصدر أدى لمقتله وكان ذلك في عام 44 ق. م.واستطاع الصينيون واليابانيون اتباع بصمة الأصابع منذ أكثر من 3 آلاف سنة في ختم العقود وتوثيقها.
وفي عام 1248 ظهر في الصين كتاب بعنوان 'غسيل الأخطاء' تم شرح كيفية التفرقة بين الموت العادي والموت غرقا فيه. ويعد هذا الكتاب أول وثيقة مكتوبة حول استخدام الطب الجنائي في التوصل للجناة الحقيقيين في الجرائم. ومنذ بداية القرن المنصرم أخذت الأدلة الجنائية تضع الآثار التي يخلفها المجرمون وراءهم في مسرح الجريمة في الاعتبار مثل: اتخاذ الشعر والغبار وآثار الأقدام والدهانات أوالتربة أومخلفات النباتات أوالألياف أوالزجاج كدلائل استرشادية للتوصل إلى المجرمين.
تطور علمي
في عام 1823 استطاع عالم التشريح التشيكي بركنجي اكتشاف حقيقة البصمات وتيقن أن الخطوط الدقيقة الموجودة في رؤوس الأصابع تختلف تماما من شخص لآخر، واستطاع تقسيمها إلى ثلاثة أنواع من هذه الخطوط: أقواس أودوائر أوعقد أوعلى شكل رابع يدعى المركبات، لتركيبها من أشكال متعددة.
وبعد 35 عاما، أي عام 1858توصل العالم الإنكليزي وليم هرشل هوالأخر إلى اختلاف البصمات باختلاف أصحابها، واكد أنها دليل مميز لكل شخص.
وفي عام 1877 ابتكر هنري فولدز طريقة استخدام حبر المطابع لوضع البصمة على الورق.
وفي عام 1892 أثبت الدكتور فرانسيس غالتون أن صورة البصمة لا تموت وتعيش مع صاحبها طوال حياته فلا تتغير ولا تتبدل، واكتشف العلماء مؤخرا إحدى المومياء المصرية المحنطة محتفظة ببصماتها واضحة جلية.
وبعد ذلك استطاع جالتون اثبات أنه لا يوجد شخصان في العالم كله يحملان نفس التعرجات الدقيقة في البنان وقال ان هذه التعرجات تظهر على أصابع الجنين وهو في عمر ما بين 100 و120 يوما.
وتبلورت الفكرة بشكل كبير في عام 1893 حين قام إدوارد هنري مفوض اسكتلند يارد بتأسيس اول نظام لتصنيف وتجميع البصمات، وتم تصنيف البصمات إلى ثمانية أنواع رئيسية معتبرا أن أصابع اليدين العشرة هي وحدة كاملة في تصنيف هوية الشخص. وفي العلم ذاته استخدمت البصمات كدليل قوي في كل دوائر الشرطة في اسكتلند يارد.
والان لا يستطيع احد إنكار أن علم البصمات أصبح واقعا في عالم الجريمة وأنه لا بديل عن استخدامة.وحتى وقت قريب كان يتم مضاهاة البصمات يدويا من خلال النظر بالعدسات المكبرة. أما الآن فيتم اكتشاف التطابق بين بصمات الأصابع بوضعها فوق ماسح إلكتروني حساس للحرارة ، والذي يقوم بدوره بقراءة التوقيع الحراري للإصبع. ثم يقوم الماسح بعمل نموذج للبصمة ومضاهاتها بالبصمات المخزنة.
معادلات البيومترية
يرجع أصل كلمة بيومتري إلى اللغة اليونانية وينقسم اللفظ إلى جزأين "بيو" أوالحياة و"مترون" أوالقياس. فالتكنولوجيا البيومترية تعتمد على المميزات الخاصة في الجسم وهنا تعني حساب المميزات الخاصة في الإصبع وشيفرتها ، أي أنها عبارة عن علم يدرس ألية استخدام معادلات رياضية وإحصائية لقياس العلاقات الرقمية والنسب المختلفة التي تظهر في الكائنات الحية وأعضائها المختلفة. وتتيح التقنية البيومترية تصوير مصادفات الطبيعة بشكل حسابي وذلك باستغلال كل من نظريات علم الرياضيات وعلم الإحصاء.
آلية القياس
- يتم استخدام أجهزة مثل الخبير الالكتروني أوجهاز الكمبيوتر للتعرف على بصمات الإصبع عبر المجسات المختلفة ومنها قارئ الخطوط الالكتروني أوالماسح الضوئي لبصمات الأصابع أوماسح العين والوجه
- يتم تحويل القراءة إلى معادلات رياضية دقيقة ومعقدة.
- يقارن جهاز الكمبيوتر تلك المعلومات بالمعلومات المخزنة ويتم التعرف إذا كانت تتطابق معها أم لا.
كيف تعمل أجهزة البصمة؟
توجد طريقتان نتمكن من خلالهما الحصول على صور رقمية لبصمة الإصبع وهما:
أولا : طريقة المسح الضوئي
يحتوي الماسح الضوئي على جهاز حساس يتكون من مصفوفة من خلايا حساسة للضوء وتقوم هذه الخلايا بانتاج إشارات كهربائية عند تعرضها للضوء. وتتكون الصور المأخوذه منها من مربعات دقيقة مضيئة ومظلمة تتحول إلى دورة رقمية وتحفظ الكترونيا.
ثانيا: طريقة المسح الكهربي
تستخدم هذه الطريقة نفس الآلية السابقة، ولكن يستخدم فيها التيار الكهربائي والمكثفات بدلا عن الضوء. وفي حين أخذ البصمة يضع الشخص يده على لوح المكثف ونتيجة لخطوط البصم فان الشحنة الناتجة تتغير طبقا لشكل البصمة.
مزيد من الأمان
يتجه العالم بأسره إلى الاعتماد على التعرف البيومتري للشخص كمفتاح لإضافة المزيد من الأمان في كل القطاعات كالمطارات والبنوك وغيرها، ويأمل الخبراء أن تغني هذه التقنيات عن استخدام المفاتيح أوالبطاقات الإلكترونية وأن يكون لكل إنسان مفتاح واحد في حياته هوإصبعه !
واتضح ذلك جليا في السنوات الأخيرة، وانتشرت تطبيقات متنوعة في المطارات والبنوك والشركات والمؤسسات التجارية وأصبح الإصبع تأشيرة دخول وخروج للدول ونظاما هائلا للتحكم. ووصل استخدام هذه التقنية إلى الكمبيوتر الشخصي كوسيلة لحماية المعلومات وتأمينها. وشهد السوق البيومتري نموا هائلا وملحوظا، كما يؤكد معهد سوريون لدراسة السوق. فنسبة الزيادة السنوية تصل إلى 109.58 في المائة. ويتوقع العلماء ألا يقتصر استخدام هذه التقنية على إضافة الآمان فقط وإنما يحلمون أن تستخدم التكنولوجيا كوسيلة للراحة أيضا، فيأتي الإصبع ليحل محل المفاتيح الكثيرة، فلا يحتاج الشخص لحمل أي مفاتيح في كل مكان أوالبطاقات التي تختلط بعضها ببعض والمعرضة للفقد والتلف، بالإضافة للسرقة.
تكنولوجيا حديثة
قال باحثون من سنغافورة مؤخرا انهم استطاعوا ابتكار جهاز جديد يمكنه تسجيل بصمات اصابع غير الواضحة.وتمكن هذا الجهاز من التقاط بصمات ذات وضوح قليل لم تستطع الأجهزة القديمة والتقليدية التقاطها، معتمدا في ذلك على تقنية بصرية وإشارية جديدة تقوم على قياس موجات الضوء المختلفة والمنعكسة على عدساتها.
ولكم تحياتي ...
وعلى مر الأزمان ترك الإنسان شواهد على بصمات الأصابع في رسوماته ومنحوتاته التى علت جدران الصخور والكهوف. وكان قدماء المصريين والبابليين على علم بالتشريح العملي لجسم الإنسان. واستطاع الإغريق القدماء التعرف على أنواع السموم، وقاموا بتصنيفها. وكشف الطبيب الروماني أنستاسيوس على جثة يوليوس قيصر بعد مصرعه ، واستطاع أن يكتشف بها 23 جرحا من بينهم جرح واحد غائر في الصدر أدى لمقتله وكان ذلك في عام 44 ق. م.واستطاع الصينيون واليابانيون اتباع بصمة الأصابع منذ أكثر من 3 آلاف سنة في ختم العقود وتوثيقها.
وفي عام 1248 ظهر في الصين كتاب بعنوان 'غسيل الأخطاء' تم شرح كيفية التفرقة بين الموت العادي والموت غرقا فيه. ويعد هذا الكتاب أول وثيقة مكتوبة حول استخدام الطب الجنائي في التوصل للجناة الحقيقيين في الجرائم. ومنذ بداية القرن المنصرم أخذت الأدلة الجنائية تضع الآثار التي يخلفها المجرمون وراءهم في مسرح الجريمة في الاعتبار مثل: اتخاذ الشعر والغبار وآثار الأقدام والدهانات أوالتربة أومخلفات النباتات أوالألياف أوالزجاج كدلائل استرشادية للتوصل إلى المجرمين.
تطور علمي
في عام 1823 استطاع عالم التشريح التشيكي بركنجي اكتشاف حقيقة البصمات وتيقن أن الخطوط الدقيقة الموجودة في رؤوس الأصابع تختلف تماما من شخص لآخر، واستطاع تقسيمها إلى ثلاثة أنواع من هذه الخطوط: أقواس أودوائر أوعقد أوعلى شكل رابع يدعى المركبات، لتركيبها من أشكال متعددة.
وبعد 35 عاما، أي عام 1858توصل العالم الإنكليزي وليم هرشل هوالأخر إلى اختلاف البصمات باختلاف أصحابها، واكد أنها دليل مميز لكل شخص.
وفي عام 1877 ابتكر هنري فولدز طريقة استخدام حبر المطابع لوضع البصمة على الورق.
وفي عام 1892 أثبت الدكتور فرانسيس غالتون أن صورة البصمة لا تموت وتعيش مع صاحبها طوال حياته فلا تتغير ولا تتبدل، واكتشف العلماء مؤخرا إحدى المومياء المصرية المحنطة محتفظة ببصماتها واضحة جلية.
وبعد ذلك استطاع جالتون اثبات أنه لا يوجد شخصان في العالم كله يحملان نفس التعرجات الدقيقة في البنان وقال ان هذه التعرجات تظهر على أصابع الجنين وهو في عمر ما بين 100 و120 يوما.
وتبلورت الفكرة بشكل كبير في عام 1893 حين قام إدوارد هنري مفوض اسكتلند يارد بتأسيس اول نظام لتصنيف وتجميع البصمات، وتم تصنيف البصمات إلى ثمانية أنواع رئيسية معتبرا أن أصابع اليدين العشرة هي وحدة كاملة في تصنيف هوية الشخص. وفي العلم ذاته استخدمت البصمات كدليل قوي في كل دوائر الشرطة في اسكتلند يارد.
والان لا يستطيع احد إنكار أن علم البصمات أصبح واقعا في عالم الجريمة وأنه لا بديل عن استخدامة.وحتى وقت قريب كان يتم مضاهاة البصمات يدويا من خلال النظر بالعدسات المكبرة. أما الآن فيتم اكتشاف التطابق بين بصمات الأصابع بوضعها فوق ماسح إلكتروني حساس للحرارة ، والذي يقوم بدوره بقراءة التوقيع الحراري للإصبع. ثم يقوم الماسح بعمل نموذج للبصمة ومضاهاتها بالبصمات المخزنة.
معادلات البيومترية
يرجع أصل كلمة بيومتري إلى اللغة اليونانية وينقسم اللفظ إلى جزأين "بيو" أوالحياة و"مترون" أوالقياس. فالتكنولوجيا البيومترية تعتمد على المميزات الخاصة في الجسم وهنا تعني حساب المميزات الخاصة في الإصبع وشيفرتها ، أي أنها عبارة عن علم يدرس ألية استخدام معادلات رياضية وإحصائية لقياس العلاقات الرقمية والنسب المختلفة التي تظهر في الكائنات الحية وأعضائها المختلفة. وتتيح التقنية البيومترية تصوير مصادفات الطبيعة بشكل حسابي وذلك باستغلال كل من نظريات علم الرياضيات وعلم الإحصاء.
آلية القياس
- يتم استخدام أجهزة مثل الخبير الالكتروني أوجهاز الكمبيوتر للتعرف على بصمات الإصبع عبر المجسات المختلفة ومنها قارئ الخطوط الالكتروني أوالماسح الضوئي لبصمات الأصابع أوماسح العين والوجه
- يتم تحويل القراءة إلى معادلات رياضية دقيقة ومعقدة.
- يقارن جهاز الكمبيوتر تلك المعلومات بالمعلومات المخزنة ويتم التعرف إذا كانت تتطابق معها أم لا.
كيف تعمل أجهزة البصمة؟
توجد طريقتان نتمكن من خلالهما الحصول على صور رقمية لبصمة الإصبع وهما:
أولا : طريقة المسح الضوئي
يحتوي الماسح الضوئي على جهاز حساس يتكون من مصفوفة من خلايا حساسة للضوء وتقوم هذه الخلايا بانتاج إشارات كهربائية عند تعرضها للضوء. وتتكون الصور المأخوذه منها من مربعات دقيقة مضيئة ومظلمة تتحول إلى دورة رقمية وتحفظ الكترونيا.
ثانيا: طريقة المسح الكهربي
تستخدم هذه الطريقة نفس الآلية السابقة، ولكن يستخدم فيها التيار الكهربائي والمكثفات بدلا عن الضوء. وفي حين أخذ البصمة يضع الشخص يده على لوح المكثف ونتيجة لخطوط البصم فان الشحنة الناتجة تتغير طبقا لشكل البصمة.
مزيد من الأمان
يتجه العالم بأسره إلى الاعتماد على التعرف البيومتري للشخص كمفتاح لإضافة المزيد من الأمان في كل القطاعات كالمطارات والبنوك وغيرها، ويأمل الخبراء أن تغني هذه التقنيات عن استخدام المفاتيح أوالبطاقات الإلكترونية وأن يكون لكل إنسان مفتاح واحد في حياته هوإصبعه !
واتضح ذلك جليا في السنوات الأخيرة، وانتشرت تطبيقات متنوعة في المطارات والبنوك والشركات والمؤسسات التجارية وأصبح الإصبع تأشيرة دخول وخروج للدول ونظاما هائلا للتحكم. ووصل استخدام هذه التقنية إلى الكمبيوتر الشخصي كوسيلة لحماية المعلومات وتأمينها. وشهد السوق البيومتري نموا هائلا وملحوظا، كما يؤكد معهد سوريون لدراسة السوق. فنسبة الزيادة السنوية تصل إلى 109.58 في المائة. ويتوقع العلماء ألا يقتصر استخدام هذه التقنية على إضافة الآمان فقط وإنما يحلمون أن تستخدم التكنولوجيا كوسيلة للراحة أيضا، فيأتي الإصبع ليحل محل المفاتيح الكثيرة، فلا يحتاج الشخص لحمل أي مفاتيح في كل مكان أوالبطاقات التي تختلط بعضها ببعض والمعرضة للفقد والتلف، بالإضافة للسرقة.
تكنولوجيا حديثة
قال باحثون من سنغافورة مؤخرا انهم استطاعوا ابتكار جهاز جديد يمكنه تسجيل بصمات اصابع غير الواضحة.وتمكن هذا الجهاز من التقاط بصمات ذات وضوح قليل لم تستطع الأجهزة القديمة والتقليدية التقاطها، معتمدا في ذلك على تقنية بصرية وإشارية جديدة تقوم على قياس موجات الضوء المختلفة والمنعكسة على عدساتها.
ولكم تحياتي ...