حين تصنع المرأة مجدها
عظيمة هي المرأة حين تعرف ما تريد..
لقد تقبلته كما هو..بما يحمل من قيم وأفكار.. وعادات وتقاليد، وميول واتجاهات.
كما هو فاقد للطموح أو عاشق له. يعرف حجم المسؤولية أو لا يعرف. يحمل (كتلوج) تربية أبنائه أو لا يحمله.
كانت عظيمة بنبلها وأخلاقها وبعد نظرها.
لم تكن لتدور في فلكه وحسب-كما تدور معظم النساء. تستجديه أن يعطيها الفرصة لتصنع مجدها.
تتحبب له.. تحبب له بيته.. تحبب له أولاده.. تعلق أبناءه به.. وتحاول جاهدة تعليقه بهم رغم انشغاله.
تغضب عليه أحياناً بسبب تأخره عن البيت حتى تغرس في عقله ووجدانه حب المنزل.
تتزين له.. تناشده رحلة أو زيارة أسبوعية-في الإجازة لإحدى الحدائق أو المتنزهات حتى يشتمل شمل الأسرة ويحصل الترابط والتآلف.
لها برنامجها اليومي مع أبناءها..
ساعة لقراءة قصة.. وساعة لحفظ سورة من القرآن.. وساعة لحفظ حديث.. وساعة للعب هادف موجه.. وساعة لنقاش وحوار في مسائل حياتية..
زرعت في أبناءها أدب الحوار والإنصات واحترام آراء الآخرين.
لها وردها اليومي.. من قراءة للكتب في مجال التربية أو مجال تخصصها.
يالها من أم عظيمة.. رسمت رؤيتها البعيدة لأسرتها. فقد جعلت من زوجها أب عاشق للمعرفة، قريب من أبنائه.. يحنو عليهم.. يهذب من سلوكه في سبيل إسعادهم والرقي بأخلاقهم وطباعهم من خلال تمثله للقدوة في شخصه.
لقد تحول من رجل هارب أو متشاغل إلى قائد يهوى صناعة المجد لنفسه وزوجه وأولاده وكل من يحب.
تآلف الفكر وتعززت الرؤى وأصبح الزوجان جسدان في روح. رسما معالم رحلة الغد بإتقانٍ فريد..
أصبح لهما شركة لها خطتها الاستراتيجية، ولها مواردها المادية والبشرية. أصبح العنصر البشري ذو الكفاءة الاستراتيجية هو المورد الحقيقي لهذه الشركة.
إنها أم لم تنتظر الأقدار أن تصنع لها مجداً أو للزوج أن يفتح لها أبواب المستقبل أو لابن تنتظره طول حياتها حتى يلتفت لها ويتكرم بالحنو عليها رغم وجوب ذلك على الجميع لقد كانت ذاتها قائدة لمؤسستها الأسرية.
ما أجمل أن نتحول من رد الفعل إلى الفعل، ونصنع تأريخنا بإرادتنا واعتمادنا المتبادل مع من حولنا.
كثيرة هن الأمهات المشغولات بلا شيء. المجاهدات في غير عدو. ضاعت منهن البوصلة.. وضاع منهن الشمال.
لا تدري إحداهن ما تريد. ولا أي طريق تسلك. حاديها ما يصنعه الآخرون. وما تردده الآلة الإعلامية. وما يتناسب وذائقة المجتمع.
فهل من عودة لاستنبات مواهب جديدة وأدوار رائدة لمرأة مسلمة تستلهم كتاب ربها وسنة رسوله: - صلى الله عليه وسلم - وتشق طريقها في إنبات دور أكثر ريادة في ظل ظروف ثقافية واجتماعية غير مواتية.
أجزم أن ذلك قد بدأ وسنرى أثره قريباً بإذن الله.