ما أشهى الحديث عن فيروز... إن اللسان البشري, حتى الصديء منه, يمسي فيروزيّ اللون إذا ما نطق باسم هذه هذه المنشدة المسحورة التي هي أكثر كثيراً من مطربة, وأقل قليلاً من أسطورة... أجل, هي مسحورة... ترينها اليوم, يا زينة, فإذا هي وجه غريب الجمال, تبرز منه عينان سوداوان كبيرتان, عميقتا الغور, حادتا النظر, شديدتا التأثير, على شَعر خرنوبي مسدول, يخفي جزءاً من بشرتها ويظهر جزءاً آخر, وكأن وجه كوكب دريّ يسبح في الفضاء, تدهمه غيمة داكنة في ليلة خريفيّة... هي طيف أكثر مما هي جسد... هي نفسها لم تعد تعرف من هي... ولكننا كلنا نعرف أنها نهاد حداد...
جورج إبراهيم الخوري