وال"طزّ" كما عَلِمتْ، كلمةٌ تركية، تِركةٌ عثمنلية خُلبيّة ، قد نفرّغ بها اليوم شحنة سلبية أو ننفس النذر اليسير بال"طزّ" من توتر النرفزة التي ترافق العصبية..
والقضيةْ ، وقصة "طزّ" الحقيقية ، أن فرماناً عثمنلياً كان قد صدر، وتعمم الفرمان على وقع الخطر، لا من يردّ عنا المُصاب ولا من يدرأ الضرر، فمن الذي يقدر أن يردّ الظلامَ؟ ومن ذا الذي يقدر أن يردّ القدر؟!
وهكذا، فُرضتِ الضريبة على كلّ البضائع في بلادنا، على الحَبِّ والحنطة والزاد والميجنا، وعلى الودائع في كل المواقع ، على كلّ داخل وخارج، وعلى كلّ ضائع!
وطال بلاء الغلاء كلّ سلعة، ووقع الفقير في كمين التعتير شرَّ وقعة، ويا ليت الضريبة كانت كذبة ، خدعة أو حتى بدعة..
إلاّ أن الضريبة المريبة كان قد أفتاها "الباب العالي" وصكّها الوالي ، فلا مِن مُفبرِك، الفرمان حاصل حاصل ، في دولة "السفر برلك".
وكلمة "طز" بالتركية تعني بالعربية ملح، نعم ملح الطعام ، يا سادة يا كرام!
وكان أن فُرضت الضريبة إذاً على كل المواد، ما عدا الملح الذي نابه عفوٌ ثم صفح، وانتشر العسس في كل واد، ينفذون الأمر على أرض البلاد، يفتشون بضائع التّجار، وما حملّوه ونقلوه بالترانزيت على ظهر الحمار، والويل لمن يتقاعس عن الدفع، ولمن يتهرب من الدفع للعسس، إذ أن دخول الحمّام ليس كخروجه وليس كهريبة النعسان من سطوة النعسْ.
وكان التّجار وحيثما صادفهم الدرك يبادرون ب"الطزّ" الجندرما قبل أن يخرموا الحمولةَ خرما ، كانوا يبادرون "بالطزّ" الجندرما قبل المرحبا، وقبل النفخ على الشوربا ، ليختصروا على أنفسهم وعلى الجندرما تفتيش الحمار ، وليتجنبوا ما أمكن...رشّ البهار، على اعتبار، أن ال"طزّ" معفي من الضرائب ، ما نقله تاجر قطّ ، إلا وكان للفرمان خير قاهر وغالب.
فكان أن مرّت قوافل الحمير، ومررت معها المخطط الخطير ، والخطة الجهنمية على الشرّ المستطير ، وأطلق الناس اسم "الطزّ" على كل البضائع ، فأخذوا يهربونها تحت اسم الملح وتحت ستاره، حاملين تبعات الأمر وكل أوزاره..
فيسألهم الجندرما : ما هذا؟ فيجيبهم التجار: ولك طزّ طزّ ، مو مستاهل...بلوّشي الطزّ يا ..ابن العزّ..
ودرجت العادة بعدها أن تُطلق كلمة الطزّ للاستخفاف والاستهزاء ، ولو في الخفاء ، بشيء من "الملح" بالتركي ، وبرشّة زيادة ..وفوق العادة...
2-وإياكم ثم إياكم أن تستهونوا ، أن تسترخصوا أو أن تستخفّوا بال"طزّ" يا إخوان، فلقد كان واحداً من أهم النفائس في الزمان ، وكانت بعض الشعوب تقايضه وتسدد عن طريق تبادله الديون وتدفع الأثمان، على أنه أندر وأهم من النقد ،فحيث لم يكن يوجد المال بعد ، وحيث لم تكن لتوجد العملة ، كان الناس يتاجرون بال "طزّ". ومانزال إلى اليوم ، إلى يومنا هذا ، حين نفتقد العملة ونفقدها ، نستبدلها ب "طز"...
3-ولأن الفنّ ملح الحياة، ولأننا يجب أن نُخلص للفن ولرموزه أيما إخلاص، ولأننا نحب أن ننشره ونوزعه كأساس على كل الخلائق بأية طريقة وعلى جميع الناس،قام جزّار بلفّ بعض المعاليق والفشافيش وبعض المصارين ، ببعض من مقطوعات باخ "الميامين" ! ومن هو باخ بالنسبة لهذا اللحام؟ مجرد سخام!
وماذا يراقص على وقع الشعور ذلك ال"باخ"؟ قليلا من الصملاخ!
وماذا يقدر باخ أن ينفخ في أرزاق اللحام والطباخ؟
ما فائدة "الشخابيط اللخابيط" التي يخطّها خَرِفٌ مثل باخ ، إن لم تغلّف بها الجلابيط والليّة والفتيلة؟ وإن لم تمسح الجندرما بمخطوطات" باخ" ما يعلق على شواربها من الشاورما والقاورما ، ومن البسطرما؟؟
آآآآآآآخ ثم آخ!
أرأيتم كيف ينظر البعض إلى الإبداع على أنه "طزّ" الحياة ، فيملحّ به ضرسه؟ ويعتبره أبيضاً يتقي نجسْه ويحذر شرّ نحسه؟؟!!
منقول
والقضيةْ ، وقصة "طزّ" الحقيقية ، أن فرماناً عثمنلياً كان قد صدر، وتعمم الفرمان على وقع الخطر، لا من يردّ عنا المُصاب ولا من يدرأ الضرر، فمن الذي يقدر أن يردّ الظلامَ؟ ومن ذا الذي يقدر أن يردّ القدر؟!
وهكذا، فُرضتِ الضريبة على كلّ البضائع في بلادنا، على الحَبِّ والحنطة والزاد والميجنا، وعلى الودائع في كل المواقع ، على كلّ داخل وخارج، وعلى كلّ ضائع!
وطال بلاء الغلاء كلّ سلعة، ووقع الفقير في كمين التعتير شرَّ وقعة، ويا ليت الضريبة كانت كذبة ، خدعة أو حتى بدعة..
إلاّ أن الضريبة المريبة كان قد أفتاها "الباب العالي" وصكّها الوالي ، فلا مِن مُفبرِك، الفرمان حاصل حاصل ، في دولة "السفر برلك".
وكلمة "طز" بالتركية تعني بالعربية ملح، نعم ملح الطعام ، يا سادة يا كرام!
وكان أن فُرضت الضريبة إذاً على كل المواد، ما عدا الملح الذي نابه عفوٌ ثم صفح، وانتشر العسس في كل واد، ينفذون الأمر على أرض البلاد، يفتشون بضائع التّجار، وما حملّوه ونقلوه بالترانزيت على ظهر الحمار، والويل لمن يتقاعس عن الدفع، ولمن يتهرب من الدفع للعسس، إذ أن دخول الحمّام ليس كخروجه وليس كهريبة النعسان من سطوة النعسْ.
وكان التّجار وحيثما صادفهم الدرك يبادرون ب"الطزّ" الجندرما قبل أن يخرموا الحمولةَ خرما ، كانوا يبادرون "بالطزّ" الجندرما قبل المرحبا، وقبل النفخ على الشوربا ، ليختصروا على أنفسهم وعلى الجندرما تفتيش الحمار ، وليتجنبوا ما أمكن...رشّ البهار، على اعتبار، أن ال"طزّ" معفي من الضرائب ، ما نقله تاجر قطّ ، إلا وكان للفرمان خير قاهر وغالب.
فكان أن مرّت قوافل الحمير، ومررت معها المخطط الخطير ، والخطة الجهنمية على الشرّ المستطير ، وأطلق الناس اسم "الطزّ" على كل البضائع ، فأخذوا يهربونها تحت اسم الملح وتحت ستاره، حاملين تبعات الأمر وكل أوزاره..
فيسألهم الجندرما : ما هذا؟ فيجيبهم التجار: ولك طزّ طزّ ، مو مستاهل...بلوّشي الطزّ يا ..ابن العزّ..
ودرجت العادة بعدها أن تُطلق كلمة الطزّ للاستخفاف والاستهزاء ، ولو في الخفاء ، بشيء من "الملح" بالتركي ، وبرشّة زيادة ..وفوق العادة...
2-وإياكم ثم إياكم أن تستهونوا ، أن تسترخصوا أو أن تستخفّوا بال"طزّ" يا إخوان، فلقد كان واحداً من أهم النفائس في الزمان ، وكانت بعض الشعوب تقايضه وتسدد عن طريق تبادله الديون وتدفع الأثمان، على أنه أندر وأهم من النقد ،فحيث لم يكن يوجد المال بعد ، وحيث لم تكن لتوجد العملة ، كان الناس يتاجرون بال "طزّ". ومانزال إلى اليوم ، إلى يومنا هذا ، حين نفتقد العملة ونفقدها ، نستبدلها ب "طز"...
3-ولأن الفنّ ملح الحياة، ولأننا يجب أن نُخلص للفن ولرموزه أيما إخلاص، ولأننا نحب أن ننشره ونوزعه كأساس على كل الخلائق بأية طريقة وعلى جميع الناس،قام جزّار بلفّ بعض المعاليق والفشافيش وبعض المصارين ، ببعض من مقطوعات باخ "الميامين" ! ومن هو باخ بالنسبة لهذا اللحام؟ مجرد سخام!
وماذا يراقص على وقع الشعور ذلك ال"باخ"؟ قليلا من الصملاخ!
وماذا يقدر باخ أن ينفخ في أرزاق اللحام والطباخ؟
ما فائدة "الشخابيط اللخابيط" التي يخطّها خَرِفٌ مثل باخ ، إن لم تغلّف بها الجلابيط والليّة والفتيلة؟ وإن لم تمسح الجندرما بمخطوطات" باخ" ما يعلق على شواربها من الشاورما والقاورما ، ومن البسطرما؟؟
آآآآآآآخ ثم آخ!
أرأيتم كيف ينظر البعض إلى الإبداع على أنه "طزّ" الحياة ، فيملحّ به ضرسه؟ ويعتبره أبيضاً يتقي نجسْه ويحذر شرّ نحسه؟؟!!
منقول