سوق النحاسين في دمشق .. صلة الوصل بين الماضي والحاضر
رغم طغيان السِلع الإستهلاكية في الحياِة المعاصرة، وإقبال الناس عليها لرخص أسعارها، إلا أنه تظل للقديم نكهته الخاصة ،ويسعى المشترون لإقتنائه. ولسوق النحاسين بدمشق صوت وصورة تذَكران بجانب من ماضي المدينة العريق.
عندما تقترب من هذا المكان تأسرك أصوات المطارق التي تنهال على النحاس محدثة قرقعة وضجيجا لا ينقطعان في هذه السوق، سوق النحاسين التي تشكل صلة الوصل بين الماضي والحاضر في أحد أحياء دمشق القديمة. وقد تقرر الخروج فورا تخلصاً من الضجيج . لكن المزيج الغريب بين الحرفة المتقنة والتاريخ المكاني يسألانك التريث والتوقف لتعرف أكثر فاكثر اسرار هذه المهنة القديمة .
تعود حرفة النحاسين الى مئات سنين ، وتصنع من خلالها القناديل والثريات والسيوف والأدوات المستخدمة في المطبخ. وكانت مصنعات النحاس توضع ضمن جهاز العروس، لكنها باتت مهددة في ظل مزاحمة المواد الاستهلاكية الجديدة من البلاستيك.
في دمشق اربع ورشات لصنع النحاس لا تزال تتوارثها العوائل اباً عن جد الى اليوم. وتعتمد هذه الحرفة على دقة الملاحظة وحسن الاتقان في كل مراحلها من الرسم الى نقش الرسومات والزخارف والتزيين، وهي تحتاج الى الكثير من الصبر والاناة لانها تستهلك من صانعيها وقتا وجهدا كبيرين.