من طرف فن التعامل مع الآخرين
قصة عائشة رضي الله عنها
والطعام
..
جاء طعام إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم من زوجته صفية وكان الرسول صلى الله عليه وسلم في بيت أم المؤمنين
عائشة رضي الله عنها، أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم الطبق من الفتاة ووضعه أمام
عائشة . قلبت الطبق وانسكب الطعام على الأرض فابتسم صلى الله عليه وسلم ، وقام
بتنظيف المكان ورفع الطعام عن الأرض ، ثم أحضر طبقاً آخر ووضع فيه طعاما من عند
عائشة وقدمه للفتاة التي تنتظر الطبق ـ ثم قال لها الرسول غارت أمكم ، غارت أمكم !!!
بحكم تشعبت علاقات الإنسان
وتعددها في الواقع المعاصر ، أصبح الإنسان ملزماً بإيجاد وسيلة لرسم خارطة للطريق
في تواصله مع الآخرين ، بحيث تضمن له في النهاية تحقيق أهدافه وعدم انزلاقه في
صدامات وصراعات العادات والتقاليد و الثقافات مع المستويات المختلفة من الناس وفي
غمرة من المشكلات التي يحتك بها في تعامله مع الآخرين....
لذلك تبرز أهمية معرفة فن
التعامل مع الآخرين والتعايش الإيجابي معهم في المجتمع ، مع العلم أن طريقة
التعامل فن وأسلوب ولها أحكام وآداب يجب مراعاتها حتى برزت
في مجتمعاتنا أساليب ووسائل
مختلفة لدراسة هذا الفن وكيفية توعية الناس ومن تلك الوسائل : إقامة الدورات
التدريبية والتطويرية التثقيفية ليستفيد منها الأفراد والجماعات ليكون سبيلا
لتعاملهم مع الآخرين ودفعا لوقوعهم في مواقف غير محمودة...
نعم : إن فن التعامل علم قائم بحد ذاته ، علمٌ يجمع بين
النظرية والتطبيق وحتى تستطيع تكوين علاقات اجتماعية بارزة أفتقر إليها المجتمع في
الوقت الحالي بسبب كثرة مشاغل أفراده ، فأصبح قليلاً ما يحقق نجاحاته في حياته
العملية والاجتماعية بسبب قلة إلمامه بهذا الفن الراقي الذي يغرس في النفوس البهجة
والسرور وحُسن التعامل ورقيهُ .
وقد كثرت الكتابات والمصادر
في هذا المجال حتى من غير المسلمين، علماً بأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد
أتى بهذا العلم من قبل 1400عام ، حيث كانت معاملاته واضحة جلية مع نسائه وأصحابه
فلنا في رسول الله أسوة حسنة ، وقدوة عالية في الاقتداء بها وهو القائل إنما بعثت
لأتمم مكارم الأخلاق.
وبالمثال يتضح المقال فنأخذ
قصة أخرى من صحيح إمامنا البخاري رحمه الله عن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال، كنت أمشي مع رسول الله وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية فأدركه
أعرابي فجذبه جذبة قوية . قال أنس : نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله وقد أثرت
الحاشية به من شدة جذبته ثم قال الأعرابي : مر لي من مال الله الذي عندك .
وهنا تتجلى حقيقة فن التعامل
المثالي مع الآخرين للرسول صلى الله عليه وسلم
التفت إليه وضحك ثم أمر له
بعطاء
!!!!
فلولا هذا الفن لما استطاعت
البشرية أن تنجز أعمالها وتستمر صداقاتها دائمة وعلاقاتها الأسرية ناجحة .
هذا درس من دروس محمد صلى
الله عليه وسلم في التعامل مع الآخرين .
ويكون كل هذا نتاج القراءة
والتعمق في كتب السيرة ومعرفة كيفية تعامل سيد البشر مع زوجاته وأصحابه والاقتداء
به .
هناك أقوال كثيرة قيلت عن فن
التعامل
!!!
أن حُسن التعامل أساس النجاح .
فإذا تبسم الإنسان يتحرك فيه
ثلاثة عشر عضلة وهذه اللغة لا تحتاج إلى ترجمة ، فهي أجمل شيء في الوجود ، وسلاح
للحياة والعقل ، بل هي مفتاح للقلوب وفعلها لا يكلف شيئاً ، ولا تستغرق أكثر من
لمحة بصر ، ولكن أثرها يخترق القلوب ويسلب لب العقول ، ويذهب بالأحزان ويصفي
النفوس ويكسر الحواجز ، مع بني الإنسان ، هذه قصة الابتسامة وبداية الطريق لفن
التعامل الآخرين .لأنها البلسم الشافي والنور
المحبب ، وقد أثبتت الدراسات أن في مخ الإنسان جزئين من أجزاء المخ لها علاقة
بالسرور والفرح والغبطة ، فعلينا بتشغيلها باستمرار لأننا وبهذه الابتسامة نملك
أقسى القلوب .
وفي الختام ...
يقول جرير : ما رأى رسول
الله إلا تبسم في وجهه وهذا يدل على جمال روح الرسول صلى الله عليه وسلم .
وهذه ميزة محمد صلى الله
عليه وسلم في كل أحواله .
همسة
نستطيع فعل ذلك وبكل سهولة !!!!
