النرجسية مصطلحٌ علميٌ يستخدم عادةً لوصف حالةٍ نفسية تعتري بعض الناس تتلخص بالإعجاب بالنفس وازدراء الآخرين ويعود هذا المصطلح إلى أسطورة يونانية قديمة بطلها "نرسيس"وهو فتىً وسيم وقع في غرام نفسه وساقه غرامه إلى الهلاك و تناول كثيرٌ من الأدباء والمفكرين وعلماء النفس هذه الأسطورة بالبحث والشرح والتحليل ولن نسهب في الحديث عن ذلك حتى لا نفقد الأسطورة شيئاً من جمالها وليفسّرها كل قاريء كما يشاء.
نرسيس هو ابن حورية جميلةٍ من حوريات الجبال اسمها "لاروب" وأبوه إله الأنهار"سيفيسيوس" الإله الماجن الخليع المولع بإغواء النساء وقد شاهد سيفيستيوس لاروب تلهو عاريةً مع أترابٍ لها في أحد الأنهار فاستهواه جمالُها وكَمَن لها عند منعطفٍ من النهر و نصبَ حولها شراكه وأغواها بعذب حديثه كعادته مع النساء و ظفر بها تحت الأشجار عند ضفة ذلك النهر فكان نرسيس ثمرةً لهذا اللقاء وعندما وضعت لاروب نرنسيس دهشت جميع الحوريات وجميع من رآه من جماله الساحر وبدأت لاروب تشعر بالقلق حيال ابنها الجميل فذهبت إلى أحد العرافين ليتنبّأ لها بمستقبل ابنها فأخبرها ذلك العراف بأن ابنها سيعيش حتى يعرف حقيقة نفسه وأنه عندما يرى جمال وجهه فإنه سيموت فحرصت لاروب على أن لا يرى نرسيس وجهه و كبر نرسيس فكان من أجمل الفتيان وصار مضرب المثل في الجمال والحسن قوام ممشوق وصوت عذب وعينان ساحرتان ووجه يحدث من رآه أنه لم ير مثله سواه وفتنت الفتيات وكذلك النساء والرجال بجمال هذا الفتى و لاحظ نرسيس أنه محط أنظار الجميع وكان يستغرب ذلك في البداية ثم أعجبه الأمر وبدأ يشعر بالزهو والخيلاء وكلما شعر بميل الناس نحوه كان يداخله الغرور والكبر وأخذ شيئا فشيئا يبتعد عن أصدقائه وأقرانه ويظهر لهم الجفاء وعدم الاكتراث مما جعل الناس يشعرون بالحقد والحسد نحو الفتى المتعجرف وزاد من حقد الناس أن أحد أصدقائه شغف حبُ نرسيسَ قلبَه وأظهر نرسيسُ له الجفاء والصدود رغم توسلات هذا الفتى فانتحر أمام باب بيت نرسيس ولم يبد نرسيس أي أسف عليه
وشاءت الأقدار أنّ "هيرا" ربّة الزواج وراعية النساء والزوجة الشرعية الوحيدة لكبير الآلهة "زيوس" غضبت على الحورية الفاتنة "أتيكة" لأنها أغوت زيوس وجعلته يتردد عليها وعلى رفيقاتٍ لها من حوريات الهضاب الجميلات و عانت هيرا من خيانة زوجها زيوس الذي كان يتركها من فترة لأخرى وحيدةً في جبل الأولمب (مقر الآلهه)
ونزلت هيرا ذات مرة لضبط زيوس بالجرم المشهود فاعترضتها أتيكة وشغلتها بحديثها العذب حتى انتهى زيوس من عبثه مع الحوريات واكتشفت هيرا حيلة أتيكة فصبت عليها جام غضبها وحرمتها صوتها الجميل وصارت أتيكة عاجزة عن إسماع صوتها تردد فقط ما تسمع من أصوات
كالصدى وإمعانا في تعذيبها رمت في قلبها حباً عقيماً هو حب نرسيس وهامت أتيكة بحب نرسيس الفتى المتكبر الذي لم يعر امرأة أي اهتمام وزاد الطين بله أنها لا تستطيع الكلام فكيف ستعبر لنرسيس عن حبها بعد أن سلبتها هيرا صوتها وخرج نرسيس ذات يوم لصيد الوعول في إحدى الغابات فتبعته أتيكة متخفية عن الأنظار (كشبح) وتبعت خطوات نرسيس تتأمل جماله وتتحين الفرصة كي تظهر نفسها له وتغريه بجسدها المثير وسمع نرسيس وقع خطا أتيكة فالتفت خلفه و وصاح من هناك فأجابه الصدى من هناك وتبع نرسيس الصوت مذهولا حتى اقترب منها فظهرت أتيكة من تخفيها ومالت عليه بجسدها العارم بالأنوثة الظاميء للحب فدفعها نرسيس بقوة وطلب منها الابتعاد عنه فصعقت أتيكة وأصابها الذهول وانفطر قلبها فكيف لرجل أن يرفض أتيكة التي يتمنى كل رجل نيل ودّها و كيف يرفض جسدها الذي فتن حتى الآلهه
وتضرعت أتيكة إلى الآلهه لتنتقم لها ممن أهانها وفطر قلبها وأذاقها مرارة الحب العقيم واستجابت لدعوتها "نمسيس" إلهة العدل التي قضت على نرسيس بأن يتجرع الكأس الذي شربته أتيكه حبٌ لا تُطفأ فيه شهوة (أن يعشق نفسه )وتمثلت له نمسيس بهيئة ظبية تتقافز أمامه فطارد نرسيس تلك الظبية وهو لا يدري أنه صار هو الفريسة وقادت نمسيس نرسيس إلى بركة عذبة صافية المياه سطحها كمرآة وقد بلغ منه التعب والظمأ وانحنى نرسيس فوق البركة ليروي ظمأه فرأى خيال وجهه على صفحة الماء فذهل لجمال وجهه وأصابته لعنة نمسيس فجلس على حافة البركة يتأمل جمال وجهه لساعات وعاد إلى بيته ووقدنقشت الصورة التي رآها على صفحة الماء في قلبه وارتسمت أمام ناظريه ولم تفارقه لحظةً واحدة وعاد في اليوم التالي ليتأمل ذلك الوجه الجميل المختبيء تحت صفحة الماء
وصار الذهاب إلى تلك البحيرة دأبه وديدنه كل يوم وانقطع عن الناس فلا يخالط أحداً ولا يتحدث مع أحد حتى ضعف جسمه وذوى جماله وأخذ يتلاشى حتى استحال الى زهرة النرجس .وفي رواية أخرى أنه اشتهى في لحظة أن يقبل وجهه المرتسم تحت الماء فسقط في البحيرة ولم يخرج منها وتكريماً لذكراه أنبتت الآلهة في مكان جلوسه زهرة النرجس
انتهت الأسطورة كما جاءت في المصادر القديمة وقد تناول هذه الأسطورة كثيرٌمن الشعراء و الأدباء بأعمال كثيرة من أوفيد شاعر الرومان الكبير إلى أوسكار وايلد الذي أضاف إلى هذه الأسطورة إضافة جميلة نذكرها لرمزيتها [عندما كان نرسيس يتأمل جمال وجهه في البحيرة كانت حوريات الغابة يأتين ليتمتعن بجمال نرسيس وجاءت الحوريات بعد موت نرسيس إلى البحيرة فوجدنها تبكي وقد أصبحت مياهها مالحةً من دموعها فقلن لها:لاعجب في ذلك فأنت حزينةٌ على جمال نرسيس فسألت البحيرة وهل كان نرسيس جميلاً ؟ !فقلن ألم تلحظي ذلك طيلة الوقت فأجابت البحيرة لا فأنا لم أكن أرى سوى جمالي في صفاء عينيه ].
نرسيس هو ابن حورية جميلةٍ من حوريات الجبال اسمها "لاروب" وأبوه إله الأنهار"سيفيسيوس" الإله الماجن الخليع المولع بإغواء النساء وقد شاهد سيفيستيوس لاروب تلهو عاريةً مع أترابٍ لها في أحد الأنهار فاستهواه جمالُها وكَمَن لها عند منعطفٍ من النهر و نصبَ حولها شراكه وأغواها بعذب حديثه كعادته مع النساء و ظفر بها تحت الأشجار عند ضفة ذلك النهر فكان نرسيس ثمرةً لهذا اللقاء وعندما وضعت لاروب نرنسيس دهشت جميع الحوريات وجميع من رآه من جماله الساحر وبدأت لاروب تشعر بالقلق حيال ابنها الجميل فذهبت إلى أحد العرافين ليتنبّأ لها بمستقبل ابنها فأخبرها ذلك العراف بأن ابنها سيعيش حتى يعرف حقيقة نفسه وأنه عندما يرى جمال وجهه فإنه سيموت فحرصت لاروب على أن لا يرى نرسيس وجهه و كبر نرسيس فكان من أجمل الفتيان وصار مضرب المثل في الجمال والحسن قوام ممشوق وصوت عذب وعينان ساحرتان ووجه يحدث من رآه أنه لم ير مثله سواه وفتنت الفتيات وكذلك النساء والرجال بجمال هذا الفتى و لاحظ نرسيس أنه محط أنظار الجميع وكان يستغرب ذلك في البداية ثم أعجبه الأمر وبدأ يشعر بالزهو والخيلاء وكلما شعر بميل الناس نحوه كان يداخله الغرور والكبر وأخذ شيئا فشيئا يبتعد عن أصدقائه وأقرانه ويظهر لهم الجفاء وعدم الاكتراث مما جعل الناس يشعرون بالحقد والحسد نحو الفتى المتعجرف وزاد من حقد الناس أن أحد أصدقائه شغف حبُ نرسيسَ قلبَه وأظهر نرسيسُ له الجفاء والصدود رغم توسلات هذا الفتى فانتحر أمام باب بيت نرسيس ولم يبد نرسيس أي أسف عليه
وشاءت الأقدار أنّ "هيرا" ربّة الزواج وراعية النساء والزوجة الشرعية الوحيدة لكبير الآلهة "زيوس" غضبت على الحورية الفاتنة "أتيكة" لأنها أغوت زيوس وجعلته يتردد عليها وعلى رفيقاتٍ لها من حوريات الهضاب الجميلات و عانت هيرا من خيانة زوجها زيوس الذي كان يتركها من فترة لأخرى وحيدةً في جبل الأولمب (مقر الآلهه)
ونزلت هيرا ذات مرة لضبط زيوس بالجرم المشهود فاعترضتها أتيكة وشغلتها بحديثها العذب حتى انتهى زيوس من عبثه مع الحوريات واكتشفت هيرا حيلة أتيكة فصبت عليها جام غضبها وحرمتها صوتها الجميل وصارت أتيكة عاجزة عن إسماع صوتها تردد فقط ما تسمع من أصوات
كالصدى وإمعانا في تعذيبها رمت في قلبها حباً عقيماً هو حب نرسيس وهامت أتيكة بحب نرسيس الفتى المتكبر الذي لم يعر امرأة أي اهتمام وزاد الطين بله أنها لا تستطيع الكلام فكيف ستعبر لنرسيس عن حبها بعد أن سلبتها هيرا صوتها وخرج نرسيس ذات يوم لصيد الوعول في إحدى الغابات فتبعته أتيكة متخفية عن الأنظار (كشبح) وتبعت خطوات نرسيس تتأمل جماله وتتحين الفرصة كي تظهر نفسها له وتغريه بجسدها المثير وسمع نرسيس وقع خطا أتيكة فالتفت خلفه و وصاح من هناك فأجابه الصدى من هناك وتبع نرسيس الصوت مذهولا حتى اقترب منها فظهرت أتيكة من تخفيها ومالت عليه بجسدها العارم بالأنوثة الظاميء للحب فدفعها نرسيس بقوة وطلب منها الابتعاد عنه فصعقت أتيكة وأصابها الذهول وانفطر قلبها فكيف لرجل أن يرفض أتيكة التي يتمنى كل رجل نيل ودّها و كيف يرفض جسدها الذي فتن حتى الآلهه
وتضرعت أتيكة إلى الآلهه لتنتقم لها ممن أهانها وفطر قلبها وأذاقها مرارة الحب العقيم واستجابت لدعوتها "نمسيس" إلهة العدل التي قضت على نرسيس بأن يتجرع الكأس الذي شربته أتيكه حبٌ لا تُطفأ فيه شهوة (أن يعشق نفسه )وتمثلت له نمسيس بهيئة ظبية تتقافز أمامه فطارد نرسيس تلك الظبية وهو لا يدري أنه صار هو الفريسة وقادت نمسيس نرسيس إلى بركة عذبة صافية المياه سطحها كمرآة وقد بلغ منه التعب والظمأ وانحنى نرسيس فوق البركة ليروي ظمأه فرأى خيال وجهه على صفحة الماء فذهل لجمال وجهه وأصابته لعنة نمسيس فجلس على حافة البركة يتأمل جمال وجهه لساعات وعاد إلى بيته ووقدنقشت الصورة التي رآها على صفحة الماء في قلبه وارتسمت أمام ناظريه ولم تفارقه لحظةً واحدة وعاد في اليوم التالي ليتأمل ذلك الوجه الجميل المختبيء تحت صفحة الماء
وصار الذهاب إلى تلك البحيرة دأبه وديدنه كل يوم وانقطع عن الناس فلا يخالط أحداً ولا يتحدث مع أحد حتى ضعف جسمه وذوى جماله وأخذ يتلاشى حتى استحال الى زهرة النرجس .وفي رواية أخرى أنه اشتهى في لحظة أن يقبل وجهه المرتسم تحت الماء فسقط في البحيرة ولم يخرج منها وتكريماً لذكراه أنبتت الآلهة في مكان جلوسه زهرة النرجس
انتهت الأسطورة كما جاءت في المصادر القديمة وقد تناول هذه الأسطورة كثيرٌمن الشعراء و الأدباء بأعمال كثيرة من أوفيد شاعر الرومان الكبير إلى أوسكار وايلد الذي أضاف إلى هذه الأسطورة إضافة جميلة نذكرها لرمزيتها [عندما كان نرسيس يتأمل جمال وجهه في البحيرة كانت حوريات الغابة يأتين ليتمتعن بجمال نرسيس وجاءت الحوريات بعد موت نرسيس إلى البحيرة فوجدنها تبكي وقد أصبحت مياهها مالحةً من دموعها فقلن لها:لاعجب في ذلك فأنت حزينةٌ على جمال نرسيس فسألت البحيرة وهل كان نرسيس جميلاً ؟ !فقلن ألم تلحظي ذلك طيلة الوقت فأجابت البحيرة لا فأنا لم أكن أرى سوى جمالي في صفاء عينيه ].