الهيمنة الثقافية الغربية تهديد للثقافات الأصلية للشعوب
د. تيسير الناشف
تسعى جهات سياسية وعقائدية واقتصادية وعسكرية غربية قوية رسمية وغير رسمية إلى الهيمنة على بلدان وشعوب في مختلف أنحاء العالم. ومن متضمنات الهيمنة السيطرة والتحكم والتوجيه والتقييد وفرض قيم وأساليب وطرق في الحياة يحلو لتلك الجهات إملاؤها على تلك البلدان والشعوب. وحينما تنجح تلك الجهات في تنفيذ سياساتها الخارجية الرامية إلى تحقيق الهيمنة فإن ذلك يعني تسييد قيم وأساليب وطرق تلك الجهات على قيم البلدان والشعوب الضعيفة وتهميش قيم تلك البلدان والشعوب والحيلولة دون إشاعة قيم تلك البلدان والشعوب في العالم.
وتسييد قيم الجهات القوية على قيم البلدان والشعوب الضعيفة إحدى طرق إشاعة طريقة الحياة التي تأخذ بها الجهات المهيمنة على حساب طريقة حياة البلدان الشعوب الضعيفة.
وما تبدو أنها مفاهيم واحدة قد تكون في الواقع مفاهيم ذات معان أو دلالات مقصودة مختلفة. وثمة أمثلة كثيرة جدا على أن ما تبدو أنها مفاهيم واحدة هي في الواقع ذات معان أو دلالات مقصودة مختلفة. إن مفاهيم السيادة والحياة والموت ووجود الإنسان على ظهر الأرض والهناء والسعادة والغنى والرضاء والبلوى مفاهيم موجودة في مختلف الثقافات ومختلف اللغات، غير أن لتلك المفاهيم معاني أو دلالات مختلفة تعرفها وتحددها الثقافات التي تشيع في صفوف شعوب معينة وتسود فيها. وللثقافة تعاريف مختلفة. ومن هذه التعاريف أن الثقافة هي كيفية معاملة الفرد والجماعة للأفراد الآخرين والجماعات الأخرى وكيفية معاملتهما للأشياء. وتتعلق الدلالات المقصودة لمفاهيم معتمدة لدى شعب معين وشائعة في صفوفه وسائدة فيه بصميم الفلسفة الاجتماعية الدينية والروحية والقيمية والقومية والإنسانية التي يأخذ بها ذلك الشعب. معنى "الموت" في الثقافة الغربية ليس معنى "الوفاة" في الثقافة العربية-الإسلامية، ومعنى "حياة الإنسان على وجه الأرض" و"البلوى" في الثقافة العربية-الإسلامية ليس معناه في ثقافات أخرى. وهذا الاختلاف قائم في كثير من المفاهيم الأخرى.
عن طريق إشاعة مفاهيم غربية في صفوف شعوب أخرى وعن طريق تسييد تلك المفاهيم على مفاهيم تلك الشعوب تُفرض على تلك الشعوب المعاني أو الدلالات المقصودة لتلك المفاهيم الغربية على تلك الشعوب. وفرض دلالة مقصودة لمفهوم على شعب آخر انما هو مساس بثقافته وهو بالتالي مساس بوجوده وكيانه ورؤيته ورؤياه الاجتماعيتين والثقافيتين والانسانيتين.
ولتكون لدى البلدان والشعوب النامية القوة على مواجهة الغزو الثقافي الغربي يجب أن تكون ثقافتها مستجيبة، في إطار الاجتهاد، لمتطلبات الحياة في الوقت الحاضر. وهي ليست كذلك. تشيع في صفوف تلك الشعوب الذكورية-الأبوية والحمائلية والقبلية والطائفية والإقطاعية وتظلم فيها النساء والمعوقون وسائر الفئات الضعيفة. وما دامت هذه الظواهر منتشرة على هذا النحو فلا قبل لشعوبنا بالتصدي للغزو الثقافي الغربي.
د. تيسير الناشف
تسعى جهات سياسية وعقائدية واقتصادية وعسكرية غربية قوية رسمية وغير رسمية إلى الهيمنة على بلدان وشعوب في مختلف أنحاء العالم. ومن متضمنات الهيمنة السيطرة والتحكم والتوجيه والتقييد وفرض قيم وأساليب وطرق في الحياة يحلو لتلك الجهات إملاؤها على تلك البلدان والشعوب. وحينما تنجح تلك الجهات في تنفيذ سياساتها الخارجية الرامية إلى تحقيق الهيمنة فإن ذلك يعني تسييد قيم وأساليب وطرق تلك الجهات على قيم البلدان والشعوب الضعيفة وتهميش قيم تلك البلدان والشعوب والحيلولة دون إشاعة قيم تلك البلدان والشعوب في العالم.
وتسييد قيم الجهات القوية على قيم البلدان والشعوب الضعيفة إحدى طرق إشاعة طريقة الحياة التي تأخذ بها الجهات المهيمنة على حساب طريقة حياة البلدان الشعوب الضعيفة.
وما تبدو أنها مفاهيم واحدة قد تكون في الواقع مفاهيم ذات معان أو دلالات مقصودة مختلفة. وثمة أمثلة كثيرة جدا على أن ما تبدو أنها مفاهيم واحدة هي في الواقع ذات معان أو دلالات مقصودة مختلفة. إن مفاهيم السيادة والحياة والموت ووجود الإنسان على ظهر الأرض والهناء والسعادة والغنى والرضاء والبلوى مفاهيم موجودة في مختلف الثقافات ومختلف اللغات، غير أن لتلك المفاهيم معاني أو دلالات مختلفة تعرفها وتحددها الثقافات التي تشيع في صفوف شعوب معينة وتسود فيها. وللثقافة تعاريف مختلفة. ومن هذه التعاريف أن الثقافة هي كيفية معاملة الفرد والجماعة للأفراد الآخرين والجماعات الأخرى وكيفية معاملتهما للأشياء. وتتعلق الدلالات المقصودة لمفاهيم معتمدة لدى شعب معين وشائعة في صفوفه وسائدة فيه بصميم الفلسفة الاجتماعية الدينية والروحية والقيمية والقومية والإنسانية التي يأخذ بها ذلك الشعب. معنى "الموت" في الثقافة الغربية ليس معنى "الوفاة" في الثقافة العربية-الإسلامية، ومعنى "حياة الإنسان على وجه الأرض" و"البلوى" في الثقافة العربية-الإسلامية ليس معناه في ثقافات أخرى. وهذا الاختلاف قائم في كثير من المفاهيم الأخرى.
عن طريق إشاعة مفاهيم غربية في صفوف شعوب أخرى وعن طريق تسييد تلك المفاهيم على مفاهيم تلك الشعوب تُفرض على تلك الشعوب المعاني أو الدلالات المقصودة لتلك المفاهيم الغربية على تلك الشعوب. وفرض دلالة مقصودة لمفهوم على شعب آخر انما هو مساس بثقافته وهو بالتالي مساس بوجوده وكيانه ورؤيته ورؤياه الاجتماعيتين والثقافيتين والانسانيتين.
ولتكون لدى البلدان والشعوب النامية القوة على مواجهة الغزو الثقافي الغربي يجب أن تكون ثقافتها مستجيبة، في إطار الاجتهاد، لمتطلبات الحياة في الوقت الحاضر. وهي ليست كذلك. تشيع في صفوف تلك الشعوب الذكورية-الأبوية والحمائلية والقبلية والطائفية والإقطاعية وتظلم فيها النساء والمعوقون وسائر الفئات الضعيفة. وما دامت هذه الظواهر منتشرة على هذا النحو فلا قبل لشعوبنا بالتصدي للغزو الثقافي الغربي.