هي أكمل مدينة فينيقية بل هي المدينة الفينيقية الوحيدة الباقية على وجه الارض لتكون بذلك
مرجعاً لفهم طبيعة المدن الفينيقية في ساحل البحر المتوسط تقع عمريت جنوب مدينة طرطوس
7كم وتمتد على مساحة 6 كم2 يخترقها نهر "مارتياس" أو عمريت تعتبر أهم مدينة في فينيقيا
الوسطى وهي إحدى شقيقات بانياس في حلف فينيقيا الوسطى بزعامة أرواد
معبد عمريت
تشير التنقيبات الآثارية التي جرت في عمريت إلى أنها كانت مأهولةً منذ أواخرالألف الثالث
قبل الميلاد ازدهرت زمن الاحتلال الفارسي ونزل فيها الإسكندر أثناء غزوه لفينيقية وفيها قابل
رسل الملك الفارسي داريوس وتبادل معه الرسائل العنيفة المشهورة بينهما وصفها المؤرخون الإغريق
بأنها أكثر مدن الشرق ازدهاراً .عام 219 ق م شقّت عمريت عصا الطاعة على أرواد وخرجت
من حلفها الفينيقي ,وأعلنت نفسها مملكة مستقلة لتترك بذلك أثراً سيئاً على الحلف فهي بالنسبة
لأرواد بعدها القاري الأستراتيجي ففيها مخازن الأرواديين ومقابرهم وإقامة ملوكهم وأغنيائهم في الشتاء
ونشأت العداوة بين الإخوة في الجزيرة والساحل المقابل وباعدت الأحقاد والضغائن بينهم وفي عام 148 ق م
أقدم الأرواديون في سابقة بين الفينيقيين على مهاجمة عمريت وتدميرها وزعم ديور الصقلي أنهم أحرقوها
واقتسموا أراضيهافانقطعت الحياة فيها إلى أواخر العصر الروماني وبداية العصر البيزنطي ولم تعد لها المكانة
التي كانت عليها من قبل وخصوصاً مع وجود مدينة أنترادوس (طرطوس) ،ثمّ هجرت عمريت ولم يعد لها ذكرٌ
في التاريخ .
السَّيّدة الأولى على رأس متطوعين يعملون في عمريت/2007 /
ألحق الصليبيون في العصور الوسطى دماراً كبيراً بعمريت باقتلاع أحجارها لبناء تحصيناتهم في مدينة طرطوس
ولم يسلم منهم إلا ما طمرته الرمال بدأت الدراسات عن عمريت على يد " أرنست رينان" في 1860
ودونان 1927 ولا تزال أعمال التنقيب تجري في عمريت بإشراف المديرية العامة للآثار و تتوالى في كلّ
موسم الاكتشافات الجديدة عن هذه المدينة العظيمة
أهمّ أوابد عمريت
المعبد : يعود إلى القرن 6 ق م كرس لعبادة رب الشفاء (ملقارت ) و . و هو من المعابد النادر ة جدا
نحت هذا المعبد في الصخر على شكل حوض كبير أبعاده 57 طولا و51 عرضاً يحيط رواق حجري من
ثلاث جهات الشرقية و الغربية و الجنوبية يبلغ عرض هذه الأروقة 5 م و أرضيتها مرصوفة بالحجارة
أما الجهة الشمالية فكانت حائطا فيه بوابة المعبد على جانبي البوابة برجان يقودان إلى أروقة المعبد للطواف
حول الهيكل بواسطة زوارق صغيرة .أمام الباب يوجد مذبح لتقديم الأضاحي .. وفي المنتصف البركة
مقاييس البركة 38 × 48 م و عمقها 3 م في الجانب الشمالي الغربي يوجد مصرف لإملائها و تفريغها من
الماء و في الجهة الشرقية للمعبد توجد قناة تأتيها المياه من النبع المقدس الذي يقع على سفح التل شرق المعبد
و قد بني حاجز من الحجارة الكبيرة أمام القناة لتحجز المياه فترتفع حتى قناة صغيرة محفورة في الجدارين الشرقي
و الغربي و هي على مستوى يد الإنسان الواقف .,وهي للشرب كما حفرت قناة أخرى أكبر منها في أرض
الرواق على مقربة من الجدران ، و لها نفس اتجاه القناة الصغيرة .وهي للاغتسال والتطهّر وبني الهيكل المركزي
في وسط البركة فوق قاعدة صخرية غطيت من الأسفل بالحجارة المنحوتة لصيانتها من التآكل . له باب يقع
في الشمال يعلوه سقف مكون من قطعة حجرية واحدة و كان تمثال ملقارت و هو الإله الشافي من الأمراض
يوضع في المحراب كما أشارت كتابة فينيقية قرب الموقع .ويلاحظ وجود ثقوب في أعمدة الهيكل ليضع فيها
المريض إصبعه وثقوب توضع فيها أوتاد لتعليق النذور والقرابين
الملعب
الملعب: يقع شمال المعبد و هو أحدث عهدا من المعبد نحت الملعب في الطبقة الصخرية . أبعاده حاليا 30 × 230 م
طرفه الغربي متآكل أما الشرقي فينتهي بحنية على شكل نضوة حصان على جانبيها ممران لدخول المتسابقين إلى الملعب .
يستوعب الملعب حوالي 11 ألف متفرج على جانبي الملعب يوجد 7 مدرجات لجلوس المتفرجين عرض كل واحد
55 سم و للملعب باب منحوت في الجهة الجنوبية لخروج المتسابقين و كانت تقام ألعاب منها سباق الجري ، سباق
العربات و سباق الأكياس و غيرها . و هي أصل الألعاب الأولمبية التي انتقلت من سورية إلى اليونان
المدافن البرجيّة
المدافن : تنم مدافن عمريت عن مستوى الرخاء والازدهار الذي كان يعيشه أهل عمريت الفينيقيون وهناك عدة نماذج
من المدافن في عمريت تختلف باختلاف العصور التاريخية وباختلاف المستوى المعيشي للسكان وهناك نوع من المدافن
في عمريت لا مثيل له في العالم هو المدافن البرجية و تسمى المغازل لشكلها المخروطي المرتفع فوق الأرض لعدة أمتار
وهي أنصاب جنائزية أو شواهد ضخمة لمقابر ملوك أرواد وعمريت ولا يزال اثنان من هذه القبور موجودة حتى الآن
وقد بنيت هذه الأنصاب فوق مدافن نحتت في الصخر واكتشفت في عمريت أيضاً مدافن وضع فيها الموتى
في توابيت من الرخام والمرمر نحت على غطائها وجه الميت وأخرى على الطراز نفسه صنعت من الفخار وتسمى
توابيت "إنسانية الشكل"وبين طرطوس وعمريت توجد مدافن فينيقية أغلب التوابيت التي اكتشفت فيها من
الرصاص ومزينة بأكاليل الغار ورسوم لأثينا وباخوس وعثر في هذه المدافن على تمثال لباخوس على شكل طفل
يحمل عنقودين من العنب ولا يمر موسم للتنقيب في عمريت دون اكتشافات جديدة وقد أثرت عمريت منذ القرن التاسع
عشر متاحف اللوفر وبيروت ودمشق وطرطوس وأرواد بآلاف اللقى الرائعة .وتظل مدينة عمريت أجمل
متحف في الهواء الطلق
[/center][/b]مرجعاً لفهم طبيعة المدن الفينيقية في ساحل البحر المتوسط تقع عمريت جنوب مدينة طرطوس
7كم وتمتد على مساحة 6 كم2 يخترقها نهر "مارتياس" أو عمريت تعتبر أهم مدينة في فينيقيا
الوسطى وهي إحدى شقيقات بانياس في حلف فينيقيا الوسطى بزعامة أرواد
معبد عمريت
تشير التنقيبات الآثارية التي جرت في عمريت إلى أنها كانت مأهولةً منذ أواخرالألف الثالث
قبل الميلاد ازدهرت زمن الاحتلال الفارسي ونزل فيها الإسكندر أثناء غزوه لفينيقية وفيها قابل
رسل الملك الفارسي داريوس وتبادل معه الرسائل العنيفة المشهورة بينهما وصفها المؤرخون الإغريق
بأنها أكثر مدن الشرق ازدهاراً .عام 219 ق م شقّت عمريت عصا الطاعة على أرواد وخرجت
من حلفها الفينيقي ,وأعلنت نفسها مملكة مستقلة لتترك بذلك أثراً سيئاً على الحلف فهي بالنسبة
لأرواد بعدها القاري الأستراتيجي ففيها مخازن الأرواديين ومقابرهم وإقامة ملوكهم وأغنيائهم في الشتاء
ونشأت العداوة بين الإخوة في الجزيرة والساحل المقابل وباعدت الأحقاد والضغائن بينهم وفي عام 148 ق م
أقدم الأرواديون في سابقة بين الفينيقيين على مهاجمة عمريت وتدميرها وزعم ديور الصقلي أنهم أحرقوها
واقتسموا أراضيهافانقطعت الحياة فيها إلى أواخر العصر الروماني وبداية العصر البيزنطي ولم تعد لها المكانة
التي كانت عليها من قبل وخصوصاً مع وجود مدينة أنترادوس (طرطوس) ،ثمّ هجرت عمريت ولم يعد لها ذكرٌ
في التاريخ .
السَّيّدة الأولى على رأس متطوعين يعملون في عمريت/2007 /
ألحق الصليبيون في العصور الوسطى دماراً كبيراً بعمريت باقتلاع أحجارها لبناء تحصيناتهم في مدينة طرطوس
ولم يسلم منهم إلا ما طمرته الرمال بدأت الدراسات عن عمريت على يد " أرنست رينان" في 1860
ودونان 1927 ولا تزال أعمال التنقيب تجري في عمريت بإشراف المديرية العامة للآثار و تتوالى في كلّ
موسم الاكتشافات الجديدة عن هذه المدينة العظيمة
أهمّ أوابد عمريت
المعبد : يعود إلى القرن 6 ق م كرس لعبادة رب الشفاء (ملقارت ) و . و هو من المعابد النادر ة جدا
نحت هذا المعبد في الصخر على شكل حوض كبير أبعاده 57 طولا و51 عرضاً يحيط رواق حجري من
ثلاث جهات الشرقية و الغربية و الجنوبية يبلغ عرض هذه الأروقة 5 م و أرضيتها مرصوفة بالحجارة
أما الجهة الشمالية فكانت حائطا فيه بوابة المعبد على جانبي البوابة برجان يقودان إلى أروقة المعبد للطواف
حول الهيكل بواسطة زوارق صغيرة .أمام الباب يوجد مذبح لتقديم الأضاحي .. وفي المنتصف البركة
مقاييس البركة 38 × 48 م و عمقها 3 م في الجانب الشمالي الغربي يوجد مصرف لإملائها و تفريغها من
الماء و في الجهة الشرقية للمعبد توجد قناة تأتيها المياه من النبع المقدس الذي يقع على سفح التل شرق المعبد
و قد بني حاجز من الحجارة الكبيرة أمام القناة لتحجز المياه فترتفع حتى قناة صغيرة محفورة في الجدارين الشرقي
و الغربي و هي على مستوى يد الإنسان الواقف .,وهي للشرب كما حفرت قناة أخرى أكبر منها في أرض
الرواق على مقربة من الجدران ، و لها نفس اتجاه القناة الصغيرة .وهي للاغتسال والتطهّر وبني الهيكل المركزي
في وسط البركة فوق قاعدة صخرية غطيت من الأسفل بالحجارة المنحوتة لصيانتها من التآكل . له باب يقع
في الشمال يعلوه سقف مكون من قطعة حجرية واحدة و كان تمثال ملقارت و هو الإله الشافي من الأمراض
يوضع في المحراب كما أشارت كتابة فينيقية قرب الموقع .ويلاحظ وجود ثقوب في أعمدة الهيكل ليضع فيها
المريض إصبعه وثقوب توضع فيها أوتاد لتعليق النذور والقرابين
الملعب
الملعب: يقع شمال المعبد و هو أحدث عهدا من المعبد نحت الملعب في الطبقة الصخرية . أبعاده حاليا 30 × 230 م
طرفه الغربي متآكل أما الشرقي فينتهي بحنية على شكل نضوة حصان على جانبيها ممران لدخول المتسابقين إلى الملعب .
يستوعب الملعب حوالي 11 ألف متفرج على جانبي الملعب يوجد 7 مدرجات لجلوس المتفرجين عرض كل واحد
55 سم و للملعب باب منحوت في الجهة الجنوبية لخروج المتسابقين و كانت تقام ألعاب منها سباق الجري ، سباق
العربات و سباق الأكياس و غيرها . و هي أصل الألعاب الأولمبية التي انتقلت من سورية إلى اليونان
المدافن البرجيّة
المدافن : تنم مدافن عمريت عن مستوى الرخاء والازدهار الذي كان يعيشه أهل عمريت الفينيقيون وهناك عدة نماذج
من المدافن في عمريت تختلف باختلاف العصور التاريخية وباختلاف المستوى المعيشي للسكان وهناك نوع من المدافن
في عمريت لا مثيل له في العالم هو المدافن البرجية و تسمى المغازل لشكلها المخروطي المرتفع فوق الأرض لعدة أمتار
وهي أنصاب جنائزية أو شواهد ضخمة لمقابر ملوك أرواد وعمريت ولا يزال اثنان من هذه القبور موجودة حتى الآن
وقد بنيت هذه الأنصاب فوق مدافن نحتت في الصخر واكتشفت في عمريت أيضاً مدافن وضع فيها الموتى
في توابيت من الرخام والمرمر نحت على غطائها وجه الميت وأخرى على الطراز نفسه صنعت من الفخار وتسمى
توابيت "إنسانية الشكل"وبين طرطوس وعمريت توجد مدافن فينيقية أغلب التوابيت التي اكتشفت فيها من
الرصاص ومزينة بأكاليل الغار ورسوم لأثينا وباخوس وعثر في هذه المدافن على تمثال لباخوس على شكل طفل
يحمل عنقودين من العنب ولا يمر موسم للتنقيب في عمريت دون اكتشافات جديدة وقد أثرت عمريت منذ القرن التاسع
عشر متاحف اللوفر وبيروت ودمشق وطرطوس وأرواد بآلاف اللقى الرائعة .وتظل مدينة عمريت أجمل
متحف في الهواء الطلق