تحرص المدن في شتى أصقاع الأرض على الحفاظ على ذاكرتها من الغياب أو الفقدان وخاصة في زمن تتشابه فيه المعالم وتتناهى لتصبح كتل جافة وبشعة من الاسمنت الذي أجده عديم اللون والانطباع..ولذلك فإنك تجد القيمين على هذه المدن حريصين على إبراز هذه الذاكرة للجميع فباريس تضيء برجها المشهور وصروحها التاريخية كقوس النصر وساحة \شانزيليزيه\ومتحف اللوفر وكاتدرائية \نوتردام\وكذلك تفعل لندن واستنبول ..ولماذا نبتعد كثيرا فدمشق تفعل ذلك فتجد القلعة وسواها متوهجة في الليل وفي حلب تظهر واجهة قلعتها بأبهى صورة..فبالإضافة إلى جماليتها الخالصة فهي وسيلة جذب سياحي ومظهر حضاري يميز كل مدينة عن سواها
أما بالنسبة لبانياس العتيدة والتي وللحقيقة التاريخية لا ينقصها شيء لتفعل ذلك سأخبركم حكاية...
دعوت صديقا لي من اللاذقية لزيارتي في بانياس في الصيف الماضي..وكان يزورها للمرة الأولى..استقبلته في الكراجات مساءا وتمشينا على الكورنيش ورحت أتباهى أمامه بهذا الكورنيش الرائع..وبميزة بانياس عن سواها في تزاوج الجبل مع البحر في ظاهرة نادرة على طول الساحل السوري..ثم رحت أقص عليه تاريخ قلعة المرقب مفخرة المدينة فقال لي وهو يتلفت...\ولكن..!!أين القلعة\فنظرت إليه بثقة وانا أهز رأسي وأشرت بيدي إلى الزاوية الجنوبية الشرقية من البلد وبالتحديد إلى بقعة من الظلام وقلت\ما بك يا رجل ألا تراها!! إنها هناك على رأس جبل أشم\وطفق صديقي يضحك
لا أعتقد أن من العصي على التنفيذ أن تنار القلعة ليلاً لتكون منظرا جماليا يخص المدينة ويميزها ويجذب الساهرين من اللاذقية وجبلة وطرطوس وسواها ليقضوا أمسية في بانياس..ألا ترون معي أن ذلك ليس مستحيلا بل ضرورياً!!بالإضافة إلى ذلك ففي المدينة بقية باقية من المنازل العتيقة التي كانت في وقت ما تشكل المدينة بكاملها..لماذا لا تُنظَّف وتُنار فتمنح وسط المدينة توهجاً وتألقاً!!القيمون على المدينة لا يفعلون ذلك بل لا يخطر ببالهم حتى..على العكس فمنذ فترة تم هدم منزل قديم على الكورنيش أعتقد غير جازم أنه من حقبة الانتداب الفرنسي..كان يتوسط واجهة المدينة البحرية..تم هدمه بكل بساطة بدل أن يُحاط بأضواء ملونة تسر النظر..ومن حسن حظي أنه وقبل هدمه بفترة بسيطة التقطت له عدة صور وانا لا أعرف أنه سيهدم وأعلق بعضها في المنزل وهي جميلة حقا
أين مديرية سياحة طرطوس من ذلك؟؟وأين البلدية؟؟وأين مثقفوا المدينة؟؟!!أحببت أن أكتب عن هذا الموضوع الآن وقبل حلول الموسم السياحي..لعل وعسى يصغي شخص ما إلى هذا النداء وكل شيء برسم القيّمين على المدينة وبالأخص أوجه عتباً شديداً إلى جميع المثقفين في المدينة على سلبيتهم تجاه ذاكرتها التي هي برسم الزوال....والسلام
أما بالنسبة لبانياس العتيدة والتي وللحقيقة التاريخية لا ينقصها شيء لتفعل ذلك سأخبركم حكاية...
دعوت صديقا لي من اللاذقية لزيارتي في بانياس في الصيف الماضي..وكان يزورها للمرة الأولى..استقبلته في الكراجات مساءا وتمشينا على الكورنيش ورحت أتباهى أمامه بهذا الكورنيش الرائع..وبميزة بانياس عن سواها في تزاوج الجبل مع البحر في ظاهرة نادرة على طول الساحل السوري..ثم رحت أقص عليه تاريخ قلعة المرقب مفخرة المدينة فقال لي وهو يتلفت...\ولكن..!!أين القلعة\فنظرت إليه بثقة وانا أهز رأسي وأشرت بيدي إلى الزاوية الجنوبية الشرقية من البلد وبالتحديد إلى بقعة من الظلام وقلت\ما بك يا رجل ألا تراها!! إنها هناك على رأس جبل أشم\وطفق صديقي يضحك
لا أعتقد أن من العصي على التنفيذ أن تنار القلعة ليلاً لتكون منظرا جماليا يخص المدينة ويميزها ويجذب الساهرين من اللاذقية وجبلة وطرطوس وسواها ليقضوا أمسية في بانياس..ألا ترون معي أن ذلك ليس مستحيلا بل ضرورياً!!بالإضافة إلى ذلك ففي المدينة بقية باقية من المنازل العتيقة التي كانت في وقت ما تشكل المدينة بكاملها..لماذا لا تُنظَّف وتُنار فتمنح وسط المدينة توهجاً وتألقاً!!القيمون على المدينة لا يفعلون ذلك بل لا يخطر ببالهم حتى..على العكس فمنذ فترة تم هدم منزل قديم على الكورنيش أعتقد غير جازم أنه من حقبة الانتداب الفرنسي..كان يتوسط واجهة المدينة البحرية..تم هدمه بكل بساطة بدل أن يُحاط بأضواء ملونة تسر النظر..ومن حسن حظي أنه وقبل هدمه بفترة بسيطة التقطت له عدة صور وانا لا أعرف أنه سيهدم وأعلق بعضها في المنزل وهي جميلة حقا
أين مديرية سياحة طرطوس من ذلك؟؟وأين البلدية؟؟وأين مثقفوا المدينة؟؟!!أحببت أن أكتب عن هذا الموضوع الآن وقبل حلول الموسم السياحي..لعل وعسى يصغي شخص ما إلى هذا النداء وكل شيء برسم القيّمين على المدينة وبالأخص أوجه عتباً شديداً إلى جميع المثقفين في المدينة على سلبيتهم تجاه ذاكرتها التي هي برسم الزوال....والسلام