محرابُ الكلمات
شَقَاكَ الهجرُ والتِّرحالُ والبلدُ
وأنتَ في ضفافِ الحُبِّ تَعْتَمِدُ
لبستَ النورَ أثواباً تُمجدها
فكيفَ لو أتاكَ الوحيُّ تَجْتَهِدُ؟
تَهيمُ في رياضِ الفكرِ تزرعُها
وما أتعبكَ لا النومُ ولا الجلدُ
وتصحو في لياليها تُعاقِرُها
أَناشيدٌ من التاريخِ تبتعِدُ
صبوتَ في جنانِ المجدِ قافيةً ً
وأُعْطِيتَ ربيعُ العزِّ تنفردُ
صبرتَ صبرَ أيوب إذا امتُحنَ
وأخلصتَ إذا ما وعدكَ تَعِدُ
كأنَّ الكونَ في راحيكَ منبسطٌ
وبعدَ الشكِ تستوفيهِ تنتقدُ
لديكَ تسهلُ الكُبرى وتُصغرُها
كأنَّ الشيمةَ العظماءِ تضطردُ
وكمْ أتعبكَ في الأسفارِ من سُفُهٍ
شربتَ حنظلَ الأيام ِ تستهدُ
حملتَ منْ هموم ِ الناسِ أثقلها
ورحتَ في تجلي الخلق ِ تبتردُ
سعيتَ في جهاد ِ النفسِ مقتنعاً
وأوهمتَ الشقا، والنعمةُ الكمدُ
إمارةَ قلبهِ ما كانَ مضطرباً
ولكنَّ لعادي الريحِ يقتصدُ
تصوَّفتَ سباقَ الحلمِ مرتهناً
وخُضتَ في بحار ِ العلمِ تنتضدُ
لآياتِ الجمالِ صغتَ كوْثَرَكَ
ومفتونٌ بآلهةٍ وما تعدُ
حملكَ الحبُّ في الآفاقِ قبرةً
وأنشدتَ الأُُلَى ما كنتَ تعتقدُ
***
ألمانيا26/8/2007م
اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا
Sam11@hotmail.de
عنوان الموقع الشخصي
http://alkomi.montadarabi.com/