العنف الثوري والإرهاب (من مواضيف الاسبوع الثقافي )
العنف الثوري تعريفا هو :إسقاط النظام بقتل رموزه (أو رؤوسه )
-يعود تاريخ العنف الثوري في العصر الحديث إلى بداية القرن العشرين حين مارسته الحركات الفوضوية في أوروبا ضد المجتمع الرأسمالي لقولها :إن هذا المجتمع الرأسمالي هو مجتمع فاسد وظالم لذا يجب تدميره 0وقد أخذ الماركسيون على المدرسة الفوضوية أنها لاتملك البديل الفكري للرأسمالية وإنما هدفها إسقاط الرأسمالية والإنتقال إلى الفوضوية (إلى اللاشيء
ثم مارسته مجموعة من الخلايا الماركسية في اوروبا وأمريكا اللاتينية وأشهرها
1-الالوية الحمراء في إيطاليا ومن أشهر العمليات التي قامو بها هي اختطاف رئيس الوزراء الإيطالي الدومورو ثم قتله حين رفضت الحكومة الإيطالية الاستجابة لمطالبهم
2-حركة بايدر ماينهوف في ألمانيا
3-كارلوس في اسبانيا
4-وقد كانت أقوى هذه الحركات في أمريكا اللاتينية هي حركة التوباماروس
-وفي اليابان كانت حركة الجيش الياباني ناشطة وقد قام مجموعة منهم بتنفيذ عملية مطاراللد في فلسطين
ب-وقد وجد في اوروبا حركتان قوميتان اتهجتا العنف الثوري أو الإرهاب هما :الايتا :وهي حركة انفصالية تدعو لانفصال اقليم الباسك عن اسبانيا 0والجيش الجمهوري الإيرلندي الذي كان يدعو إلى تحرير ايرلندا من الإحتلال الإنكليزي 0-
-إن أول من نظّر للعنف الثوري من الماركسيين هو تروتسكي لكن لينين خالفه في طرحه وقال قولته المشهورة (التروتسكية هم أعداء الثورة )منطلقا من المقولة الفلسفية إن قتل رموز النظام لايسقطه )و(إن أقصى اليسار هو يمين بحد ذاته )والعكس صحيح بالنسبة الإسلاميين أي أن (أقصى اليمين هو يسار بحد ذاته )واستعمال مصطلح يمين ويسار هنا يعني التطرف ووتفسيره يعني أن التطرف لايخدم فكرة المتطرف بل يخدم مصلحة عدوه(وهكذا نرى غداة مقتل ألدومورو مليوني متظاهر في الشوارع الإيطالية تلعن الألوية الحمراء وتطلب من الأمن الإيطالي اجتثاثها من الشارع وهكذا تغيّرت صورة الألوية الحمراء من حركة ثورية إلى حركة ارهابية 0
-ثم انتقل العنف الثوري إلى بعض فصائل الحركة الفلسطينية وأول من مارسه منها وديع حداد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حيث بدأ بعمليات اختطاف الطائرات وفيها الكثير من المدنيين 0 وقد شكل هذا المسار ردة فعل غربية قاسية على الثورة الفلسطينية ومن هنا بدأت التهم الغربية للثورة الفلسطينية بأنها حركة ارهابية فقد استغل الغرب الفكرة دعائيا ليطلق التهمة على كامل فصائل الثورة الفلسطينية كما استغلت نفس الفكرة لوصف الحركات السلفية والإسلام بهذه الصفة 0لكنناهنا نلاحظ أن فكرة العنف الثوري تبدلت فيما بعد من قتل رؤوس النظام كما طرحها تروتسكي إلى عمليات تطال المجتمع المدني ومن هنا تحول العنف الثوري إلى إرهاب حقيقي 0وقد استغلت هذه الفكرة مجددا لتصنيف الدول في القائمة الأمريكية والغربية إلى إرهابية وغير إرهابية لمحاربة الدول التي تدعم الثورات في العالم وكنتيجة حتمية أدرج اسم سوريا ضمن قائمة الدول الإرهابية لدعمها الثورة الفلسطينية أولا ومن ثم حزب الله ثانيا وقد طالبت سوريا في الأمم المتحدة أكثر من مرة ضرورة التمييز بين الثورة والإرهاب 0
-الإرهاب ضمن التيار الإسلامي لم يظهر بشكل واضح جلي إلا متأخرا وقد نسب الإرهاب ضمن التيار الإسلامي غلى الحركة السلفية خطأوتجني على هذه الحركة 0فقد نشأت هذه الحركة بعد أن عم العالم الإسلامي البدع والتفرقة من فتاوى ومدارس فكرية ومشيخية أدت إلى تقسيم المسلمين إلى فئات عديدة 0فجاءت المدرسة السلفية تطرح موضوع التخلص من البدع بالعودة إلى القراّن والسنة فقط بتعبير (السلف الصالح )وترك كل ماعداها من بدع وفتاوى ليس لها سند في القراّن والسنة 0من هذا المنطلق يعتبر أصحاب هذه المدرسة أن العودة غلى السلف وترك الخلف سيؤدي إلى نتيجتين أساسيتين هما :العودة بالدين إلى الطريق العلمي الصحيح –توحيد المسلمين بعد طرح كل فتاوى الخلف والتي أدت إلى انقسام المسلمين 0
-ظهرت فيما بعد الخلايا التي سمت نفسها فرق جهادية كالقاعدة وغيرها وقد تدرب معظمها في أفغانستان إبان الإحتلال الروسي لأفغانستان وبإشراف خبراء أمريكيين ودعم مادي امريكي لكن هذه الفرق نسبت نفسها للتيار السلفي وقد عمم الإعلام الغربي هذه الصفة عليها حتى يبعدها عن صفة موالاة أمريكا بتسميتها بالتيار السلفي المتشدد
ملاحظة :مانشر هنا هو رأي شخصي للكاتب من خلال رؤيته للوقائع وقد يكون مخطئا او مصيبا 0
العنف الثوري تعريفا هو :إسقاط النظام بقتل رموزه (أو رؤوسه )
-يعود تاريخ العنف الثوري في العصر الحديث إلى بداية القرن العشرين حين مارسته الحركات الفوضوية في أوروبا ضد المجتمع الرأسمالي لقولها :إن هذا المجتمع الرأسمالي هو مجتمع فاسد وظالم لذا يجب تدميره 0وقد أخذ الماركسيون على المدرسة الفوضوية أنها لاتملك البديل الفكري للرأسمالية وإنما هدفها إسقاط الرأسمالية والإنتقال إلى الفوضوية (إلى اللاشيء
ثم مارسته مجموعة من الخلايا الماركسية في اوروبا وأمريكا اللاتينية وأشهرها
1-الالوية الحمراء في إيطاليا ومن أشهر العمليات التي قامو بها هي اختطاف رئيس الوزراء الإيطالي الدومورو ثم قتله حين رفضت الحكومة الإيطالية الاستجابة لمطالبهم
2-حركة بايدر ماينهوف في ألمانيا
3-كارلوس في اسبانيا
4-وقد كانت أقوى هذه الحركات في أمريكا اللاتينية هي حركة التوباماروس
-وفي اليابان كانت حركة الجيش الياباني ناشطة وقد قام مجموعة منهم بتنفيذ عملية مطاراللد في فلسطين
ب-وقد وجد في اوروبا حركتان قوميتان اتهجتا العنف الثوري أو الإرهاب هما :الايتا :وهي حركة انفصالية تدعو لانفصال اقليم الباسك عن اسبانيا 0والجيش الجمهوري الإيرلندي الذي كان يدعو إلى تحرير ايرلندا من الإحتلال الإنكليزي 0-
-إن أول من نظّر للعنف الثوري من الماركسيين هو تروتسكي لكن لينين خالفه في طرحه وقال قولته المشهورة (التروتسكية هم أعداء الثورة )منطلقا من المقولة الفلسفية إن قتل رموز النظام لايسقطه )و(إن أقصى اليسار هو يمين بحد ذاته )والعكس صحيح بالنسبة الإسلاميين أي أن (أقصى اليمين هو يسار بحد ذاته )واستعمال مصطلح يمين ويسار هنا يعني التطرف ووتفسيره يعني أن التطرف لايخدم فكرة المتطرف بل يخدم مصلحة عدوه(وهكذا نرى غداة مقتل ألدومورو مليوني متظاهر في الشوارع الإيطالية تلعن الألوية الحمراء وتطلب من الأمن الإيطالي اجتثاثها من الشارع وهكذا تغيّرت صورة الألوية الحمراء من حركة ثورية إلى حركة ارهابية 0
-ثم انتقل العنف الثوري إلى بعض فصائل الحركة الفلسطينية وأول من مارسه منها وديع حداد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حيث بدأ بعمليات اختطاف الطائرات وفيها الكثير من المدنيين 0 وقد شكل هذا المسار ردة فعل غربية قاسية على الثورة الفلسطينية ومن هنا بدأت التهم الغربية للثورة الفلسطينية بأنها حركة ارهابية فقد استغل الغرب الفكرة دعائيا ليطلق التهمة على كامل فصائل الثورة الفلسطينية كما استغلت نفس الفكرة لوصف الحركات السلفية والإسلام بهذه الصفة 0لكنناهنا نلاحظ أن فكرة العنف الثوري تبدلت فيما بعد من قتل رؤوس النظام كما طرحها تروتسكي إلى عمليات تطال المجتمع المدني ومن هنا تحول العنف الثوري إلى إرهاب حقيقي 0وقد استغلت هذه الفكرة مجددا لتصنيف الدول في القائمة الأمريكية والغربية إلى إرهابية وغير إرهابية لمحاربة الدول التي تدعم الثورات في العالم وكنتيجة حتمية أدرج اسم سوريا ضمن قائمة الدول الإرهابية لدعمها الثورة الفلسطينية أولا ومن ثم حزب الله ثانيا وقد طالبت سوريا في الأمم المتحدة أكثر من مرة ضرورة التمييز بين الثورة والإرهاب 0
-الإرهاب ضمن التيار الإسلامي لم يظهر بشكل واضح جلي إلا متأخرا وقد نسب الإرهاب ضمن التيار الإسلامي غلى الحركة السلفية خطأوتجني على هذه الحركة 0فقد نشأت هذه الحركة بعد أن عم العالم الإسلامي البدع والتفرقة من فتاوى ومدارس فكرية ومشيخية أدت إلى تقسيم المسلمين إلى فئات عديدة 0فجاءت المدرسة السلفية تطرح موضوع التخلص من البدع بالعودة إلى القراّن والسنة فقط بتعبير (السلف الصالح )وترك كل ماعداها من بدع وفتاوى ليس لها سند في القراّن والسنة 0من هذا المنطلق يعتبر أصحاب هذه المدرسة أن العودة غلى السلف وترك الخلف سيؤدي إلى نتيجتين أساسيتين هما :العودة بالدين إلى الطريق العلمي الصحيح –توحيد المسلمين بعد طرح كل فتاوى الخلف والتي أدت إلى انقسام المسلمين 0
-ظهرت فيما بعد الخلايا التي سمت نفسها فرق جهادية كالقاعدة وغيرها وقد تدرب معظمها في أفغانستان إبان الإحتلال الروسي لأفغانستان وبإشراف خبراء أمريكيين ودعم مادي امريكي لكن هذه الفرق نسبت نفسها للتيار السلفي وقد عمم الإعلام الغربي هذه الصفة عليها حتى يبعدها عن صفة موالاة أمريكا بتسميتها بالتيار السلفي المتشدد
ملاحظة :مانشر هنا هو رأي شخصي للكاتب من خلال رؤيته للوقائع وقد يكون مخطئا او مصيبا 0